الخميس  21 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مغربي يهودي: سفن كسر الحصار بغزة ستزداد ولن تنطلق من تركيا وحدها

2014-08-05 11:35:12 AM
مغربي يهودي: سفن كسر الحصار بغزة ستزداد ولن تنطلق من تركيا وحدها
صورة ارشيفية
الحدث- المغرب
 
أكد الناشط المغربي من أصول يهودية “سيون أسيدون” أن عددًا كبيرًا من السفن الإنسانية ستتوجه إلى غزة لكسر الحصار. وقال ستكون من دول عديدة وليس من تركيا وحدها، كما حدث بعد توقف العدوان الإسرائيلي على القطاع في حرب 2008 – 2009. وقال منسق حركة “بي. دي. إس” (BDS) في المغرب أسيدون إن “الحركة تراهن أكثر على المجتمع المدني ليلعب دوره مثلما فعلَ في تطويق نظام الأبارتايد (التمييز العنصري) في جنوب أفريقيا”.

حركة “بي دي إس”

وحركة “بي دي إس”، تنظيم شعبي غير حكومي يهدف إلى إقناع الحكومات والشركات والجامعات وغيرها بمقاطعة إسرائيل، وفرض عقوبات عليها وسحب الاستثمارات منها، وهي تعني اختصار 3 كلمات باللغة الإنجليزية “مقاطعة.. ونزع استثمارات.. وعقوبات”، وتم تدشينها رسميًّا عام 2005، وأصبح للحركة تنسيقيات بعدد من دول العالم، باعتبارها حركة نضال شعبيّ ومدنيّ تستند إلى القانون الدولي، وتستمد مبادئها من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وقال الناشط المغربي إنّ “حصار غزة يتم من جانبين: حصار من الجهة الصهيونية وحصار من الجهة المصرية، وهنا يمكنني طبعًا أن أقول هناك تواطؤ واضح لخنق جزء من الشعب الفلسطينى داخل مساحة صغيرة جدًّا”. وأشار أسيدون إلى أن حركته “لا زالت في بدايتها، وتأسف لعدم تجاوب المؤسسات الرسمية بالمغرب، وكذا البرلمان مع مطالب الحركة”، معبّرًا عن تفاؤله بـ”الدور الذي أصبح يقوم به الشباب المغربي لتحقيق أهداف الحركة”.

إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل

وحول مراهنة حركة “بي. دي. إس” على إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل، بعد كل هذا العجز الدولي عن التدخل طوال قرابة شهر من ارتكاب جرائم حرب بغزة، قال “سيون أسيدون” لا أظن أن المجتمع المدنى قادر على فرض محاكمة الكيان الصهيوني أمام المؤسسات الدولية المختصة فورًا، وفي هذه اللحظة، ولكن من المؤكد أن ما قام به الصهاينة من جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية قد فتحت الطريق لتقديمهم أمام محكمة لاهاي الدولية، ويمكن لهذا الأمر أن يتم من خلال طلب مباشر تتقدم به السلطة الفلسطينية، التى وقَّعت على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية، أو يمكن أن يتم كذلك بطلب من هيئات تكون بلدانها قد وقعت على الميثاق، وهذا لن يتحقق إلا على المدى الطويل أو المتوسط؛ وبالتالي، فالقوى الخارجية هي التي يمكن أن تساهم في تغيير هذه الأوضاع، والخروج من هذه المآسي الكبيرة. لكن المجتمع الدولي حاليًا لا يصدر سوى التصريحات والتنديدات في أحسن الأحوال، ولا توجد أيّ أفعال ملموسة على أرض الواقع، ولهذا نراهن أكثر على المجتمع المدني، ليلعب دوره مثلما فعل في تطويق نظام الأبرتايد في جنوب أفريقيا.

وأضاف “سيون أسيدون” أنّ جميع الدول الكبرى متواطئة مع إسرائيل، فهذه الدول لها القوة والقدرة لاستصدار قرار جديد في مجلس الأمن، رغم أن إسرائيل ستخرقه، كما خرقت المئات من القرارات الدولية، لكن وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى بنفسه قال إنّه لا يمكن أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، إلا إذا لم يتم نزع سلاح حركة (المقاومة الإسلامية) حماس، وهو موقف متطابق بشكل كامل مع الموقف الإسرائيلي.

“اللوبي” الإسرائيلي بواشنطن

وحول قوة “اللوبي” الإسرائيلي بواشنطن ومصالحها في المنطقة، قال “سيون أسيدون” ليس بإمكان لوبى أن يتحكم في واشنطن، ولكن هناك مصالح مشتركة، ومصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط هي بجانب إسرائيل حاليًا، ومن ثمّ فهناك مصالح مشتركة وتواطؤ واضح، وموقف فرنسا كذلك معروف، وكل من يروج لخطاب الدفاع عن الذات “الإسرائيلية”، هو دفاع عن قتل الأطفال، وقصف المدارس والمستشفيات والكنائس والمساجد.

وعن صوت مناضلين من عائلات يهودية تعارض العدوان الاسرائيلي قال “سيون أسيدون”، أظنّ أن المفكر الأمريكي اليهودي ناعوم تشومسكي مثلًا صوته مسموع حتى في فرنسا، فهناك جمعية اسمها “اتحاد اليهود الفرنسيين من أجل السلام”، وبها مجموعة من الناس يقولون نحن يهود لا نعترف بإسرائيل، لكن طبعًا بالمقارنة فصَوت اللوبي الصهيوني هو صوت الاستعمار، ففرنسا لها ماضٍ استعماري عريق.

تصريحات عنصرية.. وتصريحات استعمارية

وأضاف أن عشرات الآلاف من الناس جرحى وقتلى، ولا توجد ردة فعل، ولا تصريحات للتنديد بالانتهاكات الجسيمة، ولكن نجد فقط تصريحات عنصرية، وتصريحات استعمارية من النمط القديم؛ لأن فرنسا ليست بجانب الكيان الصهيوني، لأنّه فقط يوجد بها طرف يساند الصهيونية داخلها، ولكن لأنها عقلية استعمارية لا تزال تخامر أذهان هؤلاء الناس، وتصريحاتهم في الماضي بالجزائر وغيرها من المستعمرات تؤكد مثل هذه المواقف.
وقال “سيون أسيدون” قبل بداية هذه السنة كان موضوع المقاطعة شأنًا تُعنى به وزارة الشؤون الخارجية للكيان الصهيوني، وتكلف سفاراتها بالخارج لمتابعته، إلا أنه منذ بداية السنة الحالية أصبحت وزارة الشؤون الاستراتيجية هي المكلفة بالموضوع؛ لأن الصهاينة أصبحوا يعتبرون أن موضوع المقاطعة أصبح يمثل خطرًا استراتيجيًّا، وبالتالي خصصوا لها ميزانية كبيرة، ومن جهة ثانية فهذه الأحداث الأليمة التي نشهدها الآن، سوف تتسبب مثلما حدث في العدوان الوحشي على غزة سنة 2008 و2009 بمبادرات إنسانية، تهدف إلى كسر الحصار من خلال الإبحار بسفن إلى غزة، وأظن هذه المرة سوف تأتي سفن ليس من تركيا فقط، وإنما ستأتي من عدد آخر من البلدان لفك الحصار على غزة.
 
الدعوة لفك الحصار في المغرب
 
وعن مبادرة مقاطعة إسرائيل والدعوة لفك الحصار في المغرب، قال “سيون أسيدون” نحن بالمغرب في خطواتنا الأولى، وبطبيعة الحال فقد راسلنا الجهات الرسمية كلها، وللأسف الشديد عندما قلنا مثلًا إن شركة G4S للحراسة ونقل الأموال موجودة بالمغرب وتمارس نشاطها خارج الشرعية، لأن القانون المغربي يقول إن شركات الحراسة ونقل الأموال لا بد أن تكون مغربية، وهذه الشركة ليست مغربية لا في رأسمالها، ولا في إدارتها، والأكثر من هذا فهي تقوم بالمشاركة في جرائم حرب الضفة الغربية وفلسطين، ولم نتوصل لأي جواب، ونحن الآن بصدد حملة جديدة ضد شركة يوجد مقرها بمدينة برشيد (شمال المغرب)، تقوم بتصنيع حفاضات الأطفال الصغار والرضع، وتستورد موادها من الكيان الصهيوني، عبر شركة نقل الحاويات “زيم” الصهيونية، وراسلنا رئيس الحكومة من خلال رسالة مفتوحة نقول له إن شركة “زيم” الصهيونية للنقل البحرى، حاويتها تصل من حيفا وتدخل المغرب، ولم يرد علينا.
 
التبادل التجاري بين المغرب وإسرائيل
 
وقال إنها تدخل البضائع بشكل علني، وبطبيعة الحال عن طريق الجمارك، والإحصائيات الإسرائيلية فيما يخص التبادل التجاري بين المغرب والكيان الصهيونى، تكشف أن هذا التبادل في نموّ، وهو البلد العربي الثالث فيما يخصّ مستوى المعاملات التجارية مع الكيان الصهيوني. فهناك مصر في المرتبة الأولى، والأردن في المرتبة الثانية، وبعدهما المغرب مباشرة، وإزاء عدم تجاوب الجهات الرسمية معنا، توجهنا مباشرة إلى المواطنين وقمنا خلال شهر رمضان بحملة لمقاطعة تمور “مدجول” المستوردة من الكيان الصهيوني.
 
وعن الطلب من البرلمانيين المغاربة المساهمة في حملة المقاطعة قال: تواصلنا مع هذه الفرق لكن مع الأسف لم نجد منها ما كان متوقعًا، فلا سؤال شفوي (بالبرلمان) تم طرحه بهذا الخصوص، ولم نجد أي رد فعل بالمستوى الذي كنا ننتظره. وأضاف قائلًا: لاحظنا بهذه المناسبة أن الشباب المغربي، بخلاف الجيل السابق، هو الذي يأتي إلينا، ويسأل عما يمكنه القيام به لإنجاح حملة “بي. دي. إس”، وهذا شيء مبشّر، ونحن لدينا علاقة طيبة جدًّا مع العدل والإحسان، لكننا لا نستطيع أن نفرض على أي شخص أو هيئة ما الذي يجب فعله.
 
 

 

حصار من الجهة المصرية

وقال: يمكنني القول إن حصار غزة يتم من جانبين: حصار من الجهة الصهيونية وحصار من الجهة المصرية، وهنا يمكنني طبعًا أن أقول هناك تواطؤ واضح لخنق جزء من الشعب الفلسطينى داخل مساحة صغيرة جدًّا. وأضاف قائلًا: بصفتي ناشطًا يناصر القضية الفلسطينية، وينحدر من أصول يهودية، فجميع الناس يعرفون من أنا، والمسألة الطائفية ترتبط أساسًا بالاستعمار والاضطهاد، هذا موضوع إنساني لا علاقة له بالطائفية. أكيد أن الصهاينة يحاولون استغلال الموضوع الطائفي، لكن لا يمكن لنا أن نتعامل بالمثل، فهذا سيكون خطأً كبيرًا.