الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": هل يحقق الجهاد الإسلامي ما عجزت فتح وحماس عن تحقيقه؟

2015-09-03 10:23:34 AM
متابعة
صورة ارشيفية

الحدث- محمد مصطفى
 
بدا واضحاً أن قيادة حركة الجهاد الإسلامي، سواء في الداخل أو في الخارج، تسعى جاهدة لإحداث اختراق نوعي في الكثير من الملفات العالقة، وخاصة فيما يتعلق بحصار غزة، وفتح معبر رفح البري مع مصر.

فقد بذل قياديون من الحركة جهود كبيرة، وقاموا بجولات مكوكية، كان آخرها زيارة مفاجئة لكل من الأمين للحركة رمضان شلح، ونائبه زياد النخالة، للعاصمة المصرية القاهرة، لبحث عدة ملفات تهم الساحة الفلسطينية.

ونقلت جريدة الأهرام المصرية عن مصدر خاص من الجهاد قوله، إن الزيارة جاءت للبحث في ملفي التهدئة وفتح معبر رفح، وأنها استكمال لزيارة سابقة جرت في مايو/ أيار من العام الحالي.

وتوقع المصدر أن ملف الشبان الفلسطينيين المختطفين الأربعة من قطاع غزة سيكون على جدول الزيارة.

مهمة وطنية
من جهته قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، القذافي القططي، إن حركته تحظى باحترام واسع، وهي تحتفظ بعلاقات جيدة مع الجميع، فالحركة نأت بنفسها عن لعبة المحاور والصراعات الداخلية منذ انطلاقتها، وبوصلتها كانت وما زالت فلسطين منذ النشأة والانطلاقة، وعلاقتها بالمحيط تعتمد على مدى القرب أو البعد عنها.

وأوضح القططي في حوار خاص مع "الحدث"، أن قيادة الجهاد سواء في الداخل أو في الخارج، لطالما سعت من أجل تخفيف معاناة الفلسطينيين، وإنهائها، سواء بالدفاع عنهم أوقات الحروب، أو في أوقات التهدئة، إيمانا بدورها في خدمة جماهير الفلسطينية.

وتابع القططي: " من هنا كانت المحاولات الحثيثة لقيادة الحركة، ممثلة بأمينها العام ونائبه، ومكتبها السياسي، لإنهاء أهم خطر حقيقي يهدد القضية الفلسطينية، ألا وهو الانقسام، وتحقيق رفع الحصار عن سكان قطاع غزة".

وأكد أن من خلال أمينها العام، أعلن في أكثر من مناسبة، بأنه لا بديل عن الدور المصري كمفتاح لهذه القضايا، لذلك فإن القيادة زارت مصر وربما تزورها مستقبلاً، وهناك اتصالات ومباحثات مكثفة لتحقيق اختراق في بعض القضايا، مثل معبر رفح، والحصار وغيرها.

وذكر القططي بمشاركة الجهاد في كل جهود المصالحة التي عقدت في القاهرة، وبذل جهود من أجل إنجاحها.

وتابع القططي: " من هذا المنطلق، واستكمالاً للزيارات السابقة، والتي كانت آخرها قبل شهور، كانت هذه الزيارة الجديدة لمحاولة اختراق جدار المصالحة من جديد، وأيضاً محاولة كسر الحصار،  والطلب من مصر فتح معبر رفح البري على الدوام للتخفيف على السكان المحاصرين، وكذلك الطلب من مصر أن تنشط من جديد في ملف المصالحة، وأن ترعى اجتماعاً للإطار القيادي المؤقت لحل كثير من القضايا العالقة.

وشدد على أن وفد الحركة يحاول التواصل مع مصر من أجل إلزام الاحتلال بالكثير من التفاهمات التي تمت برعايتهم ونتجت عن الحرب الأخيرة.

بديل جديد
أما المحلل والكاتب في الشأن السياسي عماد محسن، فأكد أنه من الواضح أن القيادة المصرية التي ما تزال ترى في القضية الفلسطينية، وقطاع غزة على وجه التحديد، إحدى ملفات الأمن القومي والسياسة الخارجية المصرية، لازالت تبحث عن خيارات متاحة للتواصل مع متطلبات العلاقة مع القطاع، في ظل وصول العلاقة بينها وبين حركة "حماس" إلى حالة من العداء غير المسبوق، ولما كانت القيادة الفلسطينية، ممثلة في الرئيس عباس، غائبة عن المشهد في القطاع، تصبح حركة الجهاد الإسلامي مرشحاً فوق العادة لسد الثغرة في منظومة العلاقة المصرية بقطاع غزة.

وأكد محسن في حوار مع "الحدث"، أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، حيث بات من المعروف الآن أن مصر "الجديدة" تبحث عن علاقة أكثر نضجاً مع إيران، ولا شك في أن قيادة الجهاد الإسلامي قادرة على لعب دور الوسيط وناقل الرسائل الأمين بين القيادتين المصرية والإيرانية، في ظل رغبة إيرانية وجدية في إعادة صياغة العلاقات مع مصر، خصوصاً في ظل تنامي العداء بين إيران من جهة، والملكة العربية السعودية من جهة أخرى، وهو ما استدعى من السعودية الإقدام على خطوات أكثر عدائية تجاه إيران، وهو أمر رأت فيه مصر أنه بلا مبرر، ولا يقود إلى تحقيق نتائج إيجابية.

 وأعرب محسن عن اعتقاده بأن القيادة المصرية لا ترى ضيراً في أن تقدم بعض "الانجازات" لقطاع غزة عبر حركة الجهاد الإسلامي، مقابل تأمين ما يستلزم نمو ونضج وديمومة العلاقة مع غزة، من خارج بوابة حركة حماس.

فلسطينيون يتابعون
ويتابع الفلسطينيون في قطاع غزة الزيارة الأخيرة باهتمام بالغ، وكلهم أمل بأن تثمر عن نتائج ايجابية، تنهي معاناتهم، وتعيد فتح المعبر، وتحسن العلاقة مع مصر، والتي شابها الكثير من التوتر مؤخراً.

ويقول المواطن أحمد العابد، إن معاناة سكان قطاع غزة بلغت ذروتها، والجميع يتطلع لأي جهد من أية جهة كانت لتخفيفه، لذلك فإن زيارة وفد حركة الجهاد تحظى باهتمام الجميع.

وأكد أن حركة الجهاد الإسلامي تحظي باحترام الكل الفلسطيني، وثمة آمال كبيرة معلقة على جهود قيادتها، داعياً فصائل اليسار وباقي القوى الفلسطينية، لدعم جهود الحركة في تحقيق الانفراجة المنشودة.