الحدث
يعيش بعض اهالي قطاع غزة في شبه عزلة عن تفاصيل العدوان المتواصل عليهم سوى مشاركتهم بتشييع الجثامين واسعاف الجرحى، غير عالمين كيف يغطي العالم الخارجي انباء العدوان عليهم كونه لا يوجد لديهم كهرباء لتشغيل التلفاز لمشاهدة القنوات الفضائية وما تنقل من صور عن المجازر التي ترتكب ضدهم.
ويتابع اهالي غزة انباء العدوان عليهم من خلال ما تيسر من "راديوهات" تعمل على البطاريات، وتلتقط اشارات الاذاعات المحلية، كما هو حال المواطن عبد الرؤوف عليان الذي يتابع أخبار وتطورات العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، عبر مذياع صغير كان يضعه على أذنه، وعلامات الحزن والغضب واضحة على محياه.
وبعد انتهائه من سماع 'خبر عاجل'، قال عليان: 'قصفت الدبابات الإسرائيلية منازل المواطنين شرق مدينة غزة'.
وتعدّ الاذاعات المحلية المصدر الوحيد لسكان قطاع غزة لمتابعة أخبار العدوان الاسرائيلي المتواصل منذ ستة وعشرين يوما، في ظل انقطاع التيار الكهرباء منذ خمسة أيام.
وأوضح عليان، 'أنه يتابع الأخبار على مذياع يعمل بالبطاريات اشتراه خلال العدوان الإسرائيلي، لسماع الأخبار بعد انقطاع التيار الكهربائي'.
وزاد إقبال المواطنين على شراء جميع أنواع أجهزة المذياع، وكذلك 'الجوالات' التي تحتوي على مذياع.
ويشغل الأربعيني عليان فور سماعه صوت أي قصف أو غارة جوية إسرائيلية المذياع على وجه السرعة لمعرفة المكان المستهدف والاطمئنان على أقاربه وأصدقائه.
ويقول أحمد عمر إنه اضطر إلى شراء مذياع صغير لمتابعة أخبار العدوان الإسرائيلي، خاصة في ظل تواصل انقطاع التيار الكهربائي وعدم مشاهدة التلفاز.
وأضاف، أن الإذاعات المحلية باتت المصدر الوحيد لسكان القطاع لمعرفة تطورات وأخبار العدوان الإسرائيلي، مشيرا إلى أن متابعته للعدوان تتضاعف خلال ساعات المساء التي تشهد اشتداد العدوان.
وتابع، أن 'قطاع غزة أصبح منطقة منكوبة، فلا توجد كهرباء وماء ودواء واتصالات، مؤكدا أن قوات الاحتلال تتعمد قتل البشر والحجر ومقومات الحياة في غزة.
ويشهد القطاع المحاصر إقبالا على شراء لمبات الإضاءة التي تعمل بالشواحن لإنارة منازلهم أثناء الليل، بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
ويقول مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء في محافظات غزة جمال الدردساوي، 'إن جميع مناطق القطاع أصبحت اليوم، من دون كهرباء بعد قصف قوات الاحتلال الخط المغذي لرفح وخان يونس'.
ويضيف: 'لا توجد كهرباء من رفح جنوبا حتى بيت حانون شمالا، وان ما نحتاجه إدخال الكهرباء لغزة وليس توزيعها.
وتنقل الكهرباء الإسرائيلية لقطاع غزة عبر عشرة خطوط جميعها مقطوعة ولا تعمل بسبب تدميرها من جراء القصف، ولا تسمح قوات الاحتلال بإصلاح بعض الخطوط التي تم استهدافها.