كعادتهم السنوية، بدأ عشرات الصيادين بتجهيز وفرد شباكهم على طول شاطئ البحر غرب محافظات قطاع غزة، استعداداً لالتقاط طيور السمان المهاجرة، التي بدأ فعلياً موعد هجرتها.
فشباك السمان الصفراء، بدأت تشاهد للعيان وهي توضع على بعد عشرات الأمتار من الشاطئ، ويتم تثبيتها بواسطة أعمدة خشبية، يصل ارتفاع الواحد منها إلى ثلاثة أو أربعة أمتار، بينما يأمل ملاكها بموسم صيد جيد، يمكنهم من التقاط العشرات من هذا الطائر الشهي.
ورغم أن خروجها من البحر لا يزال محدوداً، وذروة موسم هجرتها لم يحن بعد، إلا أن الصيادين ممن انتهوا من نصب شباكهم، يتوجهون خلال ساعات الفجر والصباح من كل يوم إلى الشاطئ، ويجلسون بجانب الشباك الحريرية الصفراء، بانتظار خروج الطيور المنهكة من رحلة الهجرة الطويلة، لتقع في شباكهم، دون وعي أو إدراك.
عادة سنوية
وقال الصياد الهاوي نضال شوقي، وكان يضع أعمدة خشبية تمهيداً لنصب شباكه الهوائية، إن هواية صيد طيور السمان عادة سنوية يمارسها منذ أكثر من عقدين، وهي ورغم مشقتها، إلا أنها تنطوي على الكثير من المتعة، وتوفر له ولعائلته وجبات دسمة على موائدهم، كما أنه من الممكن بيع الفائض من الطيور بأسعار جيدة.
ونوه شوقي إلى أن الشباك التي يتملكها كان اشتراها منذ سنوات، وهو يحافظ عليها، وعند انتهاء الموسم يزيلها، ويحفظها للعام المقبل، وفي الغالب يجري عليها صيانة دورية مع بداية كل موسم، ويستبدل التالف منها.
ولفت شوقي إلى أن أعداد طيور السمان التي تصل شواطئ القطاع تقل عام بعد عام، فرغم كل المشقة والخسائر، إلا أن ما يتم صيده من طيور يظل قليل مقارنة بالسنوات الماضية، موضحاً أنهم وفي معظم الأحيان لا يصطادوا إلا أعداد محدودة من الطيور.
وأكد أنه ورغم ذلك فهو يواصل ممارسة هوايته، ويستمتع برؤية طيور السمان وهي ترتطم بالشباك، وتعلق فيها، ويقوم بتخليصها ووضعها في القفص.
ترقب وانتظار
أما الشابان شادي وخليل شلوف، فأكدا أنهما يقضيان ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات يومياً على الشاطئ، بانتظار خروج الطيور، وبجوارهما باقي الصيادين ممن نصبوا شباك.
وقال خليل: " ما إن يلوح سرب صغير أو كبير في الأفق، حتى تبدأ قلوب الصيادين تخفق، وتلاحقه الأنظار أينما ذهب، إلى أن يستقر في شبكة أحد الصيادين، وأحيانا تعلو الطيور قليلا فتفلت من المصير المحتوم".
وأوضح أنه لغاية الآن خروج الطيور قليل، ولا يعلم أحد إن كانت الأعداد ستزيد خلال الأيام المقبلة، أم تبقى قليلة.
وأعرب شلوف عن اعتقاده بأن الطيور تغير مساراتها قبل وصولها الشاطئ بعشرات الأميال، فهي لديها حاسة شم قوية، وتتوجه في الغالب لمناطق المزارع الخضراء، ونظرا لأن المساحات الخضراء في قطاع غزة تتراجع لصالح المباني، فإن السمان يتجه جنوباً، حيث شبه جزيرة سيناء الخالية والمليئة بالأشجار، والتي توفر مراعي جيدة للطيور.
وبعد انتهاء فترة الصيد التي تستمر في الغالب منذ الخامسة فجراً حتى السابعة صباحا، وقبيل مغادرة الصيادين، يبدأ الأخيرون برفع الشباك للحافظ عليها من السرطانات البحرية والزواحف لتي قد تعلق بها وتتسبب في تقطيعها، وليتركوا المجال لمرور المواطنين والصيادين المتوجهين إلى الشاطئ.
زبائن ينتظرون
والطيور المذكورة لها زبائنها، ممن يقصدون الشاطئ بهدف شرائها، فتشاهد مركبات ودراجات نارية في كل صباح، بحثاً عن تلك الطيور لشرائها، وقد يصل ثمن الزوج الواحد منها إلى 25 شيكل وربما أكثر، في حين تباع نفس الطيور التي تربى في المزارع ب 7 شواكل للزوج.