الحدث - محمد مصطفى
يتابع معظم المواطنين في محافظة رفح، جنوب قطاع غزة، عمليات الحفر الواسعة التي تنفذها السلطات المصرية على طول حدودها مع قطاع غزة، بهدف إنشاء أحواض مائية، لتربية الأسماك، هدفها مكافحة عمليات التهريب بين الجانبين.
فالأحواض المذكورة، والتي أعلنت مصر الشروع بإنشائها، وبدأت من أجلها بتمديد شبكة أنابيب مياه ضخمة، من المتوقع أن تملأ بمياه مالحة، يتم ضخها من البحر المتوسط، وهذا وفق السكان المحليين، يحمل كوارث صحية وبيئية غير مسبوقة، ويهدد سكان مدينة رفح.
مخاطر محدقة
وقال المواطن محمد مطر، من سكان مدينة رفح، إنه من حق مصر فعل ما شاءت في أراضيها، لكن ليس من حقها الأضرار ببيئة قطاع غزة، بما يشكل تهديد لوجود السكان.
وتسائل مطر، أين ستذهب مياه الأحواض المالحة التي ستمتصها الأرض مع مرور الوقت؟، مؤكداً أنها ستنفذ للمخزون الجوفي وتلوثه، وستصبح المياه الجوفية في مدية رفح مالحة، والناس سيتعرضون لأذى محقق يهدد وجودهم.
وأشار إلى أن هذه الأحواض ومع مرور وقت طويل، ستصيب التربة بالبلبل على نطاق واسع، وستنتشر ترسبات الأملاح لمئات الأمتار في كلا الجانبين، ونظراً لأن مدينة رفح المصرية مخلاة من السكان بعد هدمها بالكامل، فإن أحداً هناك لن يتأذى، لكن الأذى المحقق سيصيب سكان رفح الفلسطينية.
مطالبات بتحرك
أما المواطن يحيى سالم، فطالب بضرورة أن تقوم الجهات المعنية في السلطة الفلسطينية بمخاطبة مصر، وتوضيح المخاطر المحتملة لمثل هذا المشروع الخطير، وكيف ستؤثر المياه المالحة على التربة.
وتسائل سالم لماذا لم تجلب السلطات المصرية مياه عذبة وتضعها في الأحواض؟، فالمياه العذبة تؤدي نفس الغرض في مكافحة الأنفاق، لكنها لن تلحق أي ضرر بالتربة، ولن تؤذي سكان القطاع.
وأشار إلى أنه والجميع يعتقدون أن إقامة برك وأحواض مياه مالحة في قلب المناطق السكنية، وعلى بعد كيلو مترات من البحر، سيخلق إرباك في النظام البيئي برمته، وسيكون لها آثار مستقبلية سيئة على البيئة في مدينة رفح، والأثر قد يمتد ليصل إلى أساسات المباني، ويصيبها بأذى.
عمل متسارع
وكانت عشرات الشاحنات المصرية شوهدت وهي تنقل أنابيب بلاستيكية ذات أقطار كبيرة، وتنزلها في مناطق متفرقة على طول الشريط الحدودي، خلال الأسبوعين الماضيين، تزامناً مع عمليات حفر واسعة تنفذها جرافات وحفارات مصرية عملاقة، تمهيداً لبدء إنشاء قناة مائية على طول الحدود المشتركة، لمنع عمليات التهريب التي كانت تحدث من خلال الأنفاق.
وبحسب ما رشح من مصادر مصرية، فإن ما تفعله مصر هو بداية لحفر القناة المائية، غير أن سلاح الهندسة والخبراء المائيين سيكونون أمام خيارين لحفر القناة المائية، وهي إما حفر أحواض مائية غير متصلة ومتجاورة بطول خط الحدود، وإما حفر قناة مائية طولية متصلة.
مشروع كبير
أما المواطن محمود لطفي، فأكد أنه شاهد من على سطح منزله المرتفع جنوب مدينة رفح، جانب من أعمال الحفر وتمديد الأنابيب التي تقوم بها آليات وفرق فنية تابعة للجيش المصري، ويبدو أن المشروع أكبر مما أعلن عنه.
وقال: "هناك مئات بل آلاف الأنابيب البلاستيكية ذات الأقطار الكبيرة يتم إنزالها يومياً، وثمة عمليات حفر واسعة بعرض عشرات الأمتار، ما يعني أن القناة ستكون كبيرة، ويضخ إليها كميات كبيرة من المياه.
ونوه لطفي إلى أنه كباقي المواطنين يتابع بقلق بالغ هذا الإجراء، ويخشى من آثاره الكارثية على البيئة في مدينة رفح، ويتمنى لو وجدت مصر حل آخر، يحقق ما تصبوا إليه دون الإضرار بالنظام البيئي، أو تلويث التربية والمياه الجوفية.
ويهدف الجيش المصري من وراء القناة المذكورة، لإصابة التربة ببلل شديد، ما يجعل عمليات حفر الأنفاق أمر أشبه بالمستحيل.