#الحدث-- القدس
تتحدث تقارير استخباراتية عن قلق كبير لدى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، عن نية روسيا إقامة قاعدة عسكرية كبرى، ونشر مقاتلات متطورة على الأراضي السورية، وتقول إن رد الفعل الأمريكي إزاء هذا التطور، لا يتناسب مع حجم المخاوف التي تثيرها هذه القضية بالنسبة للجيش الإسرائيلي.
وانتشرت في الآونة الأخيرة تقارير حول دعم عسكري روسي غير مسبوق لنظام بشار الأسد في سوريا، وإرسال قوات خاصة للمشاركة في الدفاع عن العاصمة السورية دمشق، لكن ما لفت نظر المراقبين الإسرائيليين، هي التقارير التي تتحدث عن وحدات الدعم اللوجيستي التي أرسلها الجيش الروسي، لإنشاء قاعدة عسكرية روسية في مدينة “جبلة” التابعة لمحافظة اللاذقية، فضلا عن الأنباء الخاصة بإرسال مقاتلات متطورة من طراز (ميج 31)، إلى قاعدة “المزة” التابعة لسلاح الجو السوري، والتي تعتبر جزءا من مطار دمشق الدولي.
ونقلت صحيفة (هأرتس) الإسرائيلية مساء الإثنين عن مراقبين، أن الجهود الروسية لإنقاذ نظام بشار الأسد، لم تجد رد الفعل المناسب من الجانب الأمريكي، الذي كان يسعى لإسقاط نظام الأسد، وأنه بعد مضي أربعة أعوام ونصف من الحرب الأهلية السورية، يتمسك الأسد بالمناطق التي مازال يسيطر عليها، معتمدا على الدعم الإيراني والروسي، لمواجهة تقدم تنظيم داعش، والذي يركز الغرب أيضا على الحرب عليه.
تنسيق روسي – إيراني
وبحسب المراقبين، فإن قرار موسكو إرسال قرابة 1000 مستشار عسكري إلى اللاذقية، في إطار إقامة قاعدة عسكرية كبرى في المنطقة ذات الأغلبية العلوية، والتي مازالت تحت سيطرة نظام الأسد، أزعجت الجانب الأمريكي، ولكن رده كان دون المستوى، بينما تتابع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية الأنباء عن مشاركة مقاتلات روسية متقدمة بعين القلق.
ويشير المراقبون إلى أن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية كانت تفيد بأنه على الرغم من الضربات التي تلقاها نظام الأسد في الشهور الأخيرة، فإن روسيا وإيران ماضيتان في العمل على ضمان بقائه في السلطة، وأن القرار الروسي والإيراني كان يعني أنهما سيمدانه بالسلاح والاستخبارات اللازمة، لتمكينه من مواجهة قوى المعارضة العاملة ضده.
ومنذ التوقيع على اتفاق “فيينا” النووي في 14 تموز/ يوليو الماضي، توحدت الجهود الروسية والإيرانية بعد أن كانت كل منهما تعمل بشكل منفرد، وبدأت قنوات تنسيق مشتركة بين طهران وموسكو منذ الزيارة التي قام بها قائد “فيلق القدس”، الجنرال قاسم سليماني إلى روسيا.
سوريا الصغرى
ويلفت المراقبون إلى أن إسرائيل لم تؤيد إسقاط نظام الأسد طوال السنوات الأخيرة، ولكنها أيدت سرا بقاءه على رأس نظام ضعيف يحكم “سوريا الصغرى”، التي لا تزيد مساحتها عن نصف مساحة سوريا الحالية، على أساس إمكانية تقسيم البلاد بين طوائف مختلفة.
تقويض مهام سلاح الجو
ولكن مع ذلك، يؤكد المراقبون أن التدخل الروسي لصالح نظام الأسد يشكل مصدر إزعاج للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، خاصة أنه قد يقوض الغارات الجوية التي تشنها مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي من آن إلى آخر، ضد قوافل تحمل السلاح الإيراني إلى حزب الله في لبنان، والتي تستهدف منع تزود المنظمة اللبنانية بنظم صاروخية حديثة، قادرة على عرقلة مهام سلاح الجو الإسرائيلي، في وقت لم يعد يشكل سلاح الجو السوري خطرا على إسرائيل، فضلا عن ضعف النظم الدفاعية السورية، التي أخلت الساحة أمام المقاتلات الإسرائيلية بدون أدنى خطر.
قيود جديدة
وتخشى المؤسسة العسكريبة الإسرائيلية من أن نشر المقاتلات الروسية المتقدمة وإقامة قاعدة جديدة في سوريا، ستجبر إسرائيل على مواجهة قيد جديد تماما، وبخاصة في حال كان نشر المقاتلات الروسية الجديدة مصحوبا بنصب نظم صاروخية متقدمة لحمايتها من التعرض لغارات بينما تقبع في قواعدها، معتبرة أن هذه الخطوة تغير قواعد اللعب بشكل كامل.
أعمال عدائية
وذكر المراقبون بما حدث في سنوات السبيعينات من القرن الماضي، حين تم إنشاء وحدة جمع المعلومات المركزية بشكل عاجل، ضمن سلاح الاستخبارات الإسرائيلي، والتي تعرف اليوم بوحدة الأمن السيبراني أو (الوحدة 8200) ردا على إرسال الاتحاد السوفيتي مستشارين عسكريين إلى مصر وسوريا، وهي الوحدة التي عملت وقتها على تتبع الأنشطة الروسية عبر التنصت على وسائل الاتصالات.
ويذهب المراقبون إلى أن العلاقات الإسرائيلية الروسية التي شهدت تحسنا كبيرا في السنوات الأخيرة، ربما تتضرر مجددا على ضوء التواجد العسكري الروسي المتزايد في سوريا، وبخاصة وأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ستكون مضطرة للعمل على معرفة ما الذي يدور هناك، وهو ما يعني تفسير بعض الأنشطة كأعمال معادية.