في صالة رياضية مغلقة، يعلو صوت الفتاة "ميرام أبو شعبان"، البالغة من العمر 17 عاما، تهليلا وفرحا، بعد أن صوّبت الكرة بيدها باتجاه السلة بنجاح، وأحرزت الهدف الأول لفريقها.
وعلى بعد أمتار من "أبو شعبان"، التي تمارس لعبتها المفضلة (كرة السلة)، ارتفعت صيحات التشجيع من رفيقاتها في صالة "نادي غزة الرياضي"، غربي مدينة غزة.
وتقول "أبو شعبان":" أمارس تدريبات كرة السلة يومين في الأسبوع، برفقة صديقاتي، بعيداً عن الأزمات التي تعصف بنا".
وتضيف:" في بداية ممارستي للعبة كرة السلة واجهني اعتراض من عائلتي، وكان الأمر صعبا، فالعادات والتقاليد السائدة في المجتمع الغزي المحافظ لا ترحب بخوض الفتيات هذا المجال، ولكنهم تراجعوا عن ذلك بعد إلحاح شديد مني".
وأردفت قائلة:" الوقت يمضي بسرعة، وأنا أريد أن ألعب لعبتي المفضلة بشكل مستمر دون تحديد وقت للعبها".
وأثناء تمرير فريق الخصم الكرة بشكل سريع، نجحت "أبو شعبان" بقطعها وتمريرها لزميلتها لتحرز هدف التعزيز لفريقها.
وتقول أبو شعبان، إنها جاءت إلى هذه الصالة كي تلعب رياضتها المفضلة، بعيدا عن تعقيدات الحياة اليومية في مدينة غزة، وهمومها.
وأضافت:" أمارس كرة السلة منذ 4 سنوات، وتخطيت مراحل كبيرة ومارست تدريبات مرهقة".
وتتمنى أبو شعبان أن تشارك في بطولات عربية ودولية وتكون أفضل لاعبة على مستوى الوطن العربي.
و على جانب أبو شعبان، تقف زميلتها "دالية نصر"، البالغة من العمر (11 عام)، فيما يرتسم على وجهها الحماس، عند ممارسة تدريبها برفقة زميلاتها وتتلقي التعليمات من مدربها.
وتقول نصر:" أعشق لعبة كرة السلة، وهي مفضلة لي وأحبها بشكل كبير بالرغم من أن المجتمع الفلسطيني محافظ ولا يقبل للفتيات ممارسة أي فنون رياضية علنية".
وتشير نصر إلى أن عائلتها لم تقف عائقا أمامها في ممارسة هذه الرياضة، بل شجعتها على ذلك.
وتضيف:" الفتيات في قطاع غزة يمارسن رياضات عديدة بشكل محلي، تبعا للقيود المفروضة على القطاع من حصار وإغلاق للمعابر".
وفي السياق ذاته ترى سمر سعد (10 أعوام)، في لعبة كرة السلة، متنفسا للحياة بعيدا عن الحصار وانقطاع التيار الكهربائي.
وتقول:" أحلم أن أكون أفضل لاعبة لكرة السلة على مستوى العالم".
بدوره يقول محمد الوحيدي، مدرب كرة السلة في نادي غزة الرياضي إن الإقبال على ممارسة كرة السلة من الإناث في تزايد.
وأضاف قائلا :" وصل عدد المنتسبين للنادي 40 فتاة.
وأضاف:" نحن في النادي نعمل على أنشاء فريق من الفتيات ينافس في كافة المستويات".
ويرى الوحيدي أن المجتمع الغزي المحافظ، "لا يقبل ممارسة الفتيات لأي رياضة".
لكنه أضاف مستدركا:" في الفترة الاخيرة وجدنا زيادة في مشاركة بعض الفتيات في رياضات مختلفة".
ويشير إلى أن الحصار الاسرائيلي والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجه قطاع غزة، تقف عائقا أمام جميع الألعاب الرياضية خاصة عند المشاركة في بطولات محلية مع الضفة الغربية.
المصدر: وكالة الأنضول للانباء