الخميس  21 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

معايير الفلاح

2014-08-06 11:34:00 AM
معايير الفلاح
صورة ارشيفية

 

 رولا سرحان

تهدئة الـ 72 ساعة شقت نفسا للحياة لأهل غزة، ونفسا لسياسييها وعسكرييها للتفاوض على مطالبهم بشأن وضع غزة المستقبلي. وإن أفلح سياسيونا المتجمعون في القاهرة، فإن معيار فلاحهم هو أن يتمكنوا من تحقيق مطالبهم التي قدموها في ورقتهم الموحدة للقاهرة من أجل التفاوض بشأنها مع الوفد الإسرائيلي الذي وصل أمس أيضا إلى مصر. وأهم معايير الفلاح أن يتمكنوا من إقناع مصر بفتح معبر رفح في المقام الأول، وأن يقنعوا إسرائيل برفع الحصار عن غزة.
صحيفة هآرتس الإسرائيلية قالت في عددها الصادر يوم أمس إن الحرب الآن هي حرب على الرواية، بمعنى حرب على إعلان المنهزم من المنتصر في حرب الأسابيع الخمسة الماضية. والتمسك الفلسطيني بفتح المعبر ورفع الحصار، سيدق المسمار الأخير في نعش نتنياهو السياسي، الذي يتلقى ضربات سياسية موجعة من داخل إسرائيل على خلفية آلية إدارته للعدوان على غزة.
غزة قبل العدوان عليها ليست تشبه ما بعد العدوان، لأن غزة القوية هذه المرة، لن تتحمل عدواناً آخر جديداً،  فشريان الحياة الذي فتحه أهلها تحت الأرض لن يتمكن في ظل الحصار الإسرائيلي والخناق المصري من أن يستمر في ضخ الحياة لغزة، وهذا ما يعلمه سياسيوها جيداً، والأجدر بغزة أن تعيش من فوق الأرض لا من تحتها، والأجدرُ بأهل غزة أن يكون لهم ميناؤهم ومطارهم، وأن يكون لهم اقتصادهم. فمن صمد كل هذا الصمود وقاوم وانتصر لكرامته لا يجب أن يقبل بأن تُمتهن كرامته ويحيا من تحت الأرض لا من فوقها.