الحدث - محمد مصطفى
بدأت قوات من الجيش النظامي المصري بالتموضع والانتشار بكثافة على طول الحدود المشتركة مع قطاع غزة منذ مساء أمس، تزامناً مع رفع رايات حمراء اللون عند أكثر من نقطة حدودية، إيذانا ببدء عملية عسكرية واسعة في مدينة رفح المصرية، رداً على مقتل وإصابة عدد من الجنود، بتفجير آلية تابعة للجيش المصري قبل يومين.
وقال شهود عيان من سكان جنوب مدينة رفح، إنه ومنذ الإعلان عن تفجير الآلية المذكورة، بدأ الجيش المصري بالدفع بقوات كبيرة، معظمها تمركز في نقاط ثابتة على الحدود، بينما شوهدت آليات ودبابات تتمركز في أماكن متفرقة من مدينة رفح المصرية.
وتزامن ذلك مع تسارع في عمليات الحفر التي تنفذها جرافات مصرية، وتهدف إلى إقامة قناة مائية على طول حدود غزة، لمنع التهريب.
رايات حمراء
وقال الشهود إن رايات حمراء كبيرة شوهدت ترفرف على طول الحدود، وتوضع على مواقع ومباني يستقلها جنود مصريون، وهذا الإجراء وفق مواطنون، وكما جرت العادة، يسبق شن عملية عسكرية واسعة في مدينة رفح المصرية، وهو بمثابة إنذار بعدم الاقتراب من نقطة الحدود.
وقال المواطن إبراهيم طه، ويقطن قرب المنطقة الحدودية جنوب رفح، إنه وفور رؤيته الرايات الحمراء، والحشود العسكرية، أيقن بأن عملية عسكرية مصرية باتت وشيكة في الجانب الآخر من الحدود، وبدأ باتخاذ بعض الإجراءات الخاصة في منزله، مثل هجر الغرف المقابلة للمنطقة الحدودية، وحث أبنائه على عدم اللعب في الشارع، خوفاً من الرصاص الطائش، الذي قد يصل الجانب الفلسطيني في حال وقعت اشتباكات مسلحة.
وأوضح أن منطقة الحدود خلال فترات وقوع الاشتباكات تكون خطيرة، والسير أو الحركة فيها قد يشكل خطورة على الأشخاص، كما أن بعض المنازل القريبة والمقابلة من الحدود يتوجب على سكانها الحذر، وتجنب الوقوف على النوافذ أو الشرفات.
غارات وانفجارات
وكانت الساعات القليلة شهدت غارات جوية، وسماع دوي انفجارات عنيفة داخل مدينة رفح المصرية، إضافة إلى أصوات إطلاق نار من أسلحة ثقيلة.
وقالت مصادر عدة إن طائرات حربية مصرية مقاتلة أغارات على أهداف متعددة داخل مدينة رفح المصرية، من بينها منازل، وقد سمعت دوي انفجارات كبيرة، بينما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من داخل الأراضي المصرية.
وقال شهود عيان من سكان جنوب رفح، إن هدير الطائرات كان يسمع في الأجواء، قبل أن تدوي انفجارات عنيفة، وتشاهد أعمدة الدخان.
يذكر أن القوات المصرية المنتشرة على الحدود، وداخل مدن شبه جزيرة سيناء، تتعرض بصورة مستمرة لهجمات من قبل عناصر إسلامية متشددة، ما يوقع قتلى وجرحى في صفوف عناصر الجيش المصري، ويقوم الأخير بشن عمليات ضد معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في شبه جزيرة سيناء المصرية.