#الحدث- محمد مصطفى
شكلت موجة الغبار المفاجئة التي اجتاحت المنطقة خلال الأيام الثلاثة الماضية، ما يشبه السلاح ذو الحدين، فمن ناحية أثرت بصورة سلبية وألحقت أضراراً كبيرة بقطاعي الزراعة وتربية الدواجن، بينما كان لها آثاراً يعتقد أنها ايجابية على صيادي الأسماك، ممن يعتقدون أن هذه الأجواء ستسرع عمليات هجرة الأسماك، ومرور أسرابها قبالة شواطئ القطاع.
أضرار زراعية
ويقول محمد الحشاش، أمين سر جمعية المزارعين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة، إن الغبار الكثيف في مثل هذا الوقت من العام، يكون له أضرار على قطاع الزراعة، سواء الخضروات الموسمية مثل الخيار والطماطم والباذنجان، أو الأشجار المثمرة كالزيتون والحمضيات، وكذلك الدفيئات الزراعية.
وبين الحشاش في حوار مع "الحدث"، أن الغبار شكل طبقة رملية على الأوراق، وعطل عملية البناء الضوئي للنباتات، كما أنه غطى الزهور، وحال دون لقاحها وتحولها إلى ثمرة.
ونوه إلى أنه في حال كانت موجة الغبار المذكورة في فصل الشتاء، فهذا لن يتسبب مشكلة كبيرة، فالأمطار التي تسقط ستسهم في غسل الأوراق وإنهاء المشكلة، لكن بما أن موسم الأمطار لازال بعيد، فهذا سيضر بالنباتات.
وأوضح أن الأضرار طالت الدفيئات الزراعية، خاصة تلك المغطاة بنوع من الشباك الناعمة "ريشت"، وهي تحدث عملية تهوية منتظمة داخل الدفيئة، والغبار سد مسمات الشبك ومنع التهوية، وحل المشكلة بحاجة إلى رش كميات كبيرة من المياه على الشبك، لغسله وإعادة فتح المسمات من جديد.
وأعرب الحشاش عن اعتقاده بتأثر إنتاج الخضروات الموسمية، خاصة الخيار، وهو من الخضروات الحساسة جداً للتقلبات الجوية.
أمراض للدواجن
من جانبه قال مربي الدواجن نضال أحمد، إن الغبار الأخير، والذي نفذ رغما عن المربين والزارعين إلى داخل المزارع، استنشقته الدواجن، وهذا سيتسبب في أمراض في الجهاز التنفسي، مثل الرشح والكولاي وغيرها.
وأوضح أن هذه الأمراض قد تتحول إلى قاتلة، إذا ما تطورت، وقد تحتاج إلى متابعة بيطرية، وشراء أدوية، وهذا يرهق المربين مادياً، ويزيد من تكاليف التربية.
وأشار أحمد إلى أن التقلبات الجوية والغبار، والفرق المفاجئ في درجات الحرارة، كلها عوامل تتسبب في حدوث أمراض لدى الدواجن.
موسم اسماك
ورغم الأضرار التي سببتها موجة الغبار على القطاعين المذكورين، إلا أنها تركت آثار ايجابية على قطاع صيد الأسماك، حيث توقع صيادون أن تسهم التقلبات الجوية الأخيرة، وما رافقها من موجة غبار، في تسريع هجرة الأسماك، خاصة السردين، وبدء مرورها قبالة شواطئ القطاع، ما يمكن الصيادين من صيدها.
وقال الصياد عبد الرحمن عاشور، إن التقلبات الجوية التي تعقب فصلي الصيف والشتاء، هي بشائر خير للصيادين، وغالباً ما تسهم في عودة تحرك الأسماك في المياه، وبدء مواسم الصيد المنتظر.
وأكد عاشور أن باكورة الأسماك بدأت تتحرك، وثمة صيادون نجحوا بصيد كميات منها، ومن المتوقع أن يتزايد مرورها قبالة شواطئ القطاع خلال الأسابيع المقبلة، وأن تتوافد للأسواق.
يذكر أن خبراء الأرصاد الجوية كانوا توقعوا بدء انحسار موجة الغبار خلال نهار اليوم الخميس، على أن تبقى درجات الحرارة مرتفعة حتى منتصف الأسبوع المقبل، ومن ثم ستبدأ الأجواء بالاعتدال من جديد.