#الحدث- مصدر الخبر
"منذ انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد لوحظ هدوء في العلاقات. لا يتحدث السيسي بلغة سلبية ضد إسرائيل ولا يهاجمها. وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني يكتفي بعرض هدف مصر للوصول إلى سلام عبر إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل عاصمتها القدس الشرقية".
جاء هذا ضمن مقال للسفير الإسرائيلي السابق في مصر "تسفي مزئيل"، استعرض فيه دلالات إعادة افتتاح السفارة الإسرائيلية بالقاهرة الأربعاء الماضي بحي المعادي.
واعتبر "مزئيل" في المقال المنشور على موقع "مركز القدس للشئون العامة والسياسية" أن تلك الخطوة تعكس التغير الإيجابي الذي طرأ على العلاقات الرسمية بين الدولتين على خلفية التعاون الأمني والمصلحة المشتركة بينهما في الحرب على "الإرهاب" بسيناء.
إلى نص المقال
فاز دوري جولد المدير العام الجديد لوزارة الخارجية بافتتاح مبنى السفارة الإسرائيلية للمرة الثالثة في 9 سبتمبر. في المرة الأولى فعل ذلك يوسي هداس المسئول المؤقت عن السفارة، الذي رفع علم إسرائيل في 17 فبراير 1980 على المبنى المؤقت للسفارة، في فيلا متواضعة بحي الدقي.
كان هذا حدثا تاريخيا، بعد 30 عاما من الحروب المريرة بين الدولتين، جاء مقرونا بأمنيات لإقامة علاقات تعاون وطيدة لصالح الشعبين ومدخل للسلام بين إسرائيل وكل دول المنطقة.
بعد عدة أسابيع على ذلك، افتتح السفير إيلي بن إليسار رحمه الله المبنى الدائم للسفارة في الجيزة، حي أخر بالقاهرة، يقع على الجانب الغربي للنيل.
هذه المرة يدور الحديث عن رفع العلم على مقر سكن السفير بالمعادي، حي جنوب القاهرة، والإعلان عنه مقرا للسفارة حتى إيجاد المقر الدائم الجديد في المستقبل القريب.
هذه الخطوة كانت مطلوبة بعد الهجوم على مبنى السفارة في 9 سبتمبر 2011، خلال حكم المجلس العسكري الأعلى الذي أدار مصر بعد سقوط مبارك، حيث قررت الحكومة الإسرائيلية مغادرة المبنى بالجيزة، وتضرر نشاط السفارة بشكل كبير.
دلالة رفع العلم
رفع العلم الأربعاء يعني أن الدولتين قررتا إقامة مراسم علنية رمزية للإعلان عن تحسن العلاقات بينهما. وذلك بعد تعيين سفير مصري جديد في إسرائيل في يونيو الماضي.
يبدو أن الدلالة التي يمكن أن نعزيها لتلك الخطوات هي أن هناك تغيرا إيجابيا طرأ على العلاقات الرسمية بين الدولتين على خلفية التعاون الأمني والمصلحة المشتركة بينهما في الحرب على الإرهاب الإسلامي بسيناء.
منذ انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد لوحظ هدوء في العلاقات. لا يتحدث السيسي بلغة سلبية ضد إسرائيل ولا يهاجمها. وفيما يتعلق بالشأن الفلسطيني يكتفي بعرض هدف مصر للوصول إلى سلام عبر إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل عاصمتها القدس الشرقية.
لا يزال الإعلام المصري يواصل عدائه لإسرائيل، لكن بمقاييس محدودة للغاية. من الواضح أن الحرب على الإرهاب والتعاون الأمني قد جاءا بثمارهما. مع ذلك لا يزال العداء الرئيسي موجودا ويعبر عن نفسه أحيانا في تحقيقات مليئة بالكراهية وتصريحات عدائية من قبل عناصر إسلامية.
تبقى مصر أكبر دولة عربية وأهمها بالنسبة لإسرائيل والفلسطينيين وصاحبة إمكانية الوساطة بينهما. لديها علاقات جيدة مع السلطة الفلسطينية لكن علاقاتها مع حماس، التي لم تكن أبدا جيدة، ساءت في أعقاب تعاون الحركة مع الإخوان المسلمين ومجاميع الإرهاب الإسلامي بسيناء.
مع ذلك أبقت مصر الباب مفتوحا للحوار مع حماس التي تسيطر على قطاع غزة، بهدف الحفاظ على خيار الوساطة بينها وبين إسرائيل. على هذه الخلفية ألغت الحكومة المصرية قرار المحكمة بالقاهرة الذي اعتبر حماس تنظيما إرهابيا.
مستقبل العلاقات
السؤال الرئيسي اليوم هو هل ينوي السيسي تدفئة السلام بين الدولتين وتبني تعاونا اقتصاديا هو في غاية الأهمية بالنسبة للدولتين؟. هذا هو الطريق الوحيد لملأ العلاقات بمضامين إيجابية وضمان استمراريتها ورسوخها.
من الواضح أن السيسي هنا يتبنى اتخاذ خطوات حذرة للحيلولة دون وجود منظومة معارضة ضده سواء على الساحة الداخلية أو في الدول العربية. السيسي الآن أمام تنظيم الانتخابات البرلمانية وليس هذا الوقت المناسب كي يدخل للجدل الساخن المندلع في مصر قضايا مثيرة للجدل.
يمكن الافتراض مع استقرار نظامه وعلى أمل أن ينجح في تقليص الإرهاب الإسلامي، ألا يتخلى عن التعاون مع إسرائيل الذين يمكن أن يفيد مصر، وليس هناك سببا للبقاء بعيدا عنه. هذا أمر مؤكد عندما يدور الحديث عن دولتين جارتين في حالة سلام. إن رفع العلم يعبر عن الرغبة في الإعلان عن تحسن ملحوظ في العلاقات والأمل في تعميقها مستقبلا.