الحدث - محمد مصطفى
تسببت أزمة الكهرباء الخانقة التي تعاني منها مدينة رفح منذ يومين، في خسائر فادحة وغير مسبوقة لكل من المواطنين والتجار، خاصة باعة اللحوم والدواجن المجمدة.
فقد أدى انقطاع الكهرباء لفترات زادت على 22 ساعة متواصلة في بعض الأحيان، لفساد اللحوم والدواجن، وأنواع عديدة من الأطعمة، بينما اضطر تجار لدفع مبالغ مالية كبيرة، من أجل شراء وقود لتشغيل مولدات كهرباء، قادرة إلى تشغيل الثلاجات والبرادات، للحفاظ على بضائعهم من التلف.
خسائر المواطنين
المواطن محمد الهمص، أكد أن عائلته بالكاد اعتادت على جدول ثماني ساعات وصل يليها مثلها قطع، وتم اتخاذ إجراءات خاصة، من بينها عدم فتح الثلاجة خلال فترة انقطاع الكهرباء، للحفاظ على اللحوم والأطعمة مجمدة، وكي تظل الخضروات متماسكة.
وأكد أن استمرار وصل الكهرباء لثماني ساعات كان كفيلاً بإيصال اللحوم لدرجة التجميد، وبالتالي كانت العائلة تشتري حاجتها من كل السلع دون قلق، إلى أن جاءت الأزمة المفاجئة، فتوقفت الثلاجة عن العمل لساعات طويلة، وفقدت الأطعمة برودتها، وباتت العائلة أمام خيارين، إما تناول كل شيء على الفور، وهذا أمر مستحيل، فكمية الأطعمة المحفوظة كبيرة، أو إتلافها.
وأوضح أنهم تناولوا ما استطاعوا، وقاموا بتوزيع بعضها على الأقرباء، بينما اتلفوا كمية كانوا يشكون بمدى صلاحيتها للأكل.
وتسائل الهمص من يتحل هذه الخسائر الكبيرة،؟ والمعاناة غير المسبوقة التي نجمت عن انقطاع الكهرباء؟.
ثلاجة تحولت لدولاب
أما المواطن أشرف سالم، فأكد أنه وضع شريط لاصق على الثلاجة لضمان عدم فتحها من قبل أبنائه، ظناً منه بأن ذلك سيحفظ الأطعمة المجمدة خلال فترات انقطاع الكهرباء، لكنه وبعد يومين متواصلين من الأزمة، قام بفتحها للاطمئنان على اللحوم والدواجن المخزنة فيها، ففوجئ بمجرد فتح باب الثلاجة بخروج رائحة نتنة، فأدرك أن كل ما فيها فسد.
وأكد أنه قام بجمعه، ووضعه في كيس محكم الإغلاق، وألقاه في حاوية القمامة، موضحاً أن ثمن ما ألقاه يزيد على 800 شيكل.
ونوه إلى انه أطفأ الثلاجة من الكهرباء، واقترح على زوجته تحويلها لخزانة لوضع الأطباق والكاسات الزجاجية لحفظها، فلم يعد لها أي لزوم.
وتسائل سالم، كيف سيكون الحال في عيد الأضحى، وكيف سيتمكن من حفظ لحومه في حال بقيت الأمور على حالها، وظل وصل الكهرباء ثلاث ساعات يومياً فقط.
تجار يعانون
وجهر العديد من التجار والباعة بالشكوى جراء أزمة الكهرباء، التي ألحقت بهم خسائر فادحة، وأضرت بتجارتهم.
وقال البائع حازم وجيه، إنه اشترى كمية كبيرة من قطع الدواجن واللحوم المجمدة لبيعها في بقالته، كون هذه السلع تلقى رواج نظراً لانخفاض أسعاره، وتحولها إلى بديل عن اللحوم الطازجة والدواجن الحية.
وأشار وجيه إلى انه يحاول جاهداً الحفاظ على بضاعته من التلف، فيضطر لتشغيل المولد ست ساعات يومياً، وكل يوم يكلفه ذلك نحو 30 شيكل ثمن وقود، فهذه هي الطرقة الوحيدة للحفاظ على المجمدات من التلف.
ونوه إلى أن البضاعة المكدسة في ثلاجته ستعود عليه بخسارة، لكن أن يخسر القليل أفضل من أن يتلفها ويلقيها في حاوية القمامة، متمنياً بيعها في أسرع وقت ممكن، مقسماً أنه لن يعود للتجارة بالمجمدات حتى يطمئن لوضع الكهرباء تماماً.
وكانت خطوط الكهرباء المصرية المغذية لمدينة رفح توقفت بشكل كامل، جراء أعطال أصابتها في الأراضي المصرية، وتتذرع الشركة المزودة بصعوبة الأوضاع في سيناء، ما يحول دون تمكنها من إصلاح تلك الأعطال.