الحدث- فاتن أبو سلطان
أثارت قضية رفض المنتخب السعودي لإجراء مباراة الإياب ضد نظيره الفلسطيني على أرض الأخير وفي عاصمته القدس الكثير من الجدل، بين مؤيد ومتفهم لأسباب الرفض السعودي، وبين محتج على الأسباب التي تبدو في نظره واهية لا تستحق أن تؤخذ بعين الاعتبار.
وبالرغم من النوايا الحسنة التي يحملها الطرف السعودي في رفضه دخول الأراضي الفلسطينية لئلا يضطر ﻷي إجراء تطبيعي مع الكيان المحتل، سواء بالتعامل من خلال الحدود التي تسيطر عليها قوات الاحتلال أو من خلال ختمها على جوازت السفر، في خطوة لا مفر منها، إلا أنه توجد مجموعة أسباب أكثر قوة تجعل مسألة التمسك بلعب مباراة العودة في الأراضي الفلسطينية حتمية لا بد منها، وهذه الأسباب تتلخص بالنقاط التالية:
خوض اللقاء خارج الأراضي الفلسطينية عودة لنقطة الصفر في الملعب البيتي
منذ العام 2008 والاتحاد الفلسطيني يناضل من أجل تثبيت ملعبه البيتي على أراضيه وفي عاصمته القدس، وكان تحقيق هذه الخطوة إعجازياً، ومن حق منتخب الفدائي أن يتمسك بهذا الحق ولا يتهاون فيه، وإلا سوف تصبح صعوبة السفر إلى فلسطين خاصة مع تعمد قوات الاحتلال لتعقيد إجراءات الوصول حجة لباقي المنتخبات، وبالتالي سيعود المنتخب الفلسطيني إلى نقطة الصفر في المطالبة بحقه في خوض مبارياته على أرضه وبين جمهوره.
حق من حقوق المنتخب الفلسطيني وجماهيره
مثل أي منتخب آخر يحق للمنتخب الفدائي أن يحظى بمزايا اللعب في أرضه وعاصمته وأن يستمد قوته من دعم جمهوره في ملعبه، ومن حق أبناء الشعب الفلسطيني أن تؤازر منتخبها، وتشاهد مبارياته مباشرة من الملعب بعد أن اضطرت أن تشاهده من خلال الشاشات ووسائل الإعلام. ولا يمكن التهاون في هذا الحق البسيط لأي مواطن فلسطيني يعاني من ظلم الاحتلال ومن صعوبة، وربما استحالة السفر في بعض الأحيان، خاصة أن كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في فلسطين.
تحدي لانتهاكات الكيان الصهيوني بحق الرياضة الفلسطينية
حيث يتفنن جيش الاحتلال بتنغيص أسباب الحياة اليومية على أبناء فلسطين، ووضع العراقيل والعقبات أمام أبسط حقوقهم، وتأتي عملية عرقلة إجراءات السفر للاعبي المنتخب الفلسطيني أو تعقيد إجراءات الوصول للأراضي الفلسطينية نقطة في بحر الانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، ولن تكون خطوة الالتزام باللعب في ملعب القدس عاصمة الأراضي الفلسطينية إلا صفعة في وجه المحتل ومحاولاته المستمرة لإحباط أي نشاط فلسطيني.
تحقيق العدالة بين باقي المنتخبات في المجموعة
وهذه النقطة تتعلق بباقي منتخبات المجموعة، على رأسها المنتخب الإماراتي الذي التزم بقوانين الفيفا وبحق الشعب الفلسطيني بإجراء مبارياته على أرضه، وتحمل بالتالي مصاعب السفر لأكثر من دولة واللعب تحت ضغط أرض المنافس وجمهوره الذي انتظر هذه اللحظة طويلاً، وكما يتوقع أن تحترم باقي منتخبات المجموعة هذا الحق الفلسطيني، وكما سيحترم المنتخب السعودي حقوق باقي الدول باللعب في أراضيها؛ سيكون من العدل للجميع أن تتساوى المنتخبات في حقوقها وواجباتها، وفي ظروف السفر للأراضي المحتلة كما سيتغلب الفدائي بسفره للخارج ولعبه في أراضي المنافسين وبين جماهيرهم.
في النهاية كل الأمنيات أن ينتهي هذا الجدل بشكل ودي بتفهم الطرف السعودي للمسألة والنظر إليها من زاوية المنتخب الفدائي وجمهوره، وأن يتمسك الاتحاد الفلسطيني بهذا الحق الذي عانى كثيراً من أجل الوصول إليه، وإلا فإن كل جهوده الماضية ستضيع أدراج الرياح.