الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

رفع علم فلسطين.. عزلة لإسرائيل/ بقلم: سامي سرحان

2015-09-15 11:05:26 AM
رفع علم فلسطين.. عزلة لإسرائيل/ بقلم: سامي سرحان
صورة ارشيفية

 

سجلت فترة حكم باراك اوباما للولايات المتحدة التي تقترب من دخول عامها الثامن والأخير عدة سوابق في تاريخ العلاقات الأمريكية الإسرائيلية الثابتة والراسخة التي لا تخضع لتقلبات السياسة أو مزاج رئيس أي من الدولتين.

السابقة الأولى، تمثلت في التوتر الحاد والعلني في العلاقة بين رئيس الولايات المتحدة (أوباما) ورئيس الحكومة الإسرائيلية (نتنياهو) إلى درجة رفض الرئيس الأمريكي للطلب العلني من رئيس الحكومة الاسرائيلية بلقائه في البيت الابيض أثناء زيارته للولايات المتحدة لإلقاء خطاب أمام الحزب الجمهوري جرى الإعداد له من وراء ظهر الرئيس اوباما حول الاتفاق النووي الايراني.

والسابقة الثانية، تمثلت في هزيمة جماعات الضغط اليهودية أمام اصرار رئيس الولايات المتحدة على مسعاه في توقيع الاتفاق النووي مع ايران.

لقد أثبتت المواجهة بين الادارة الامريكية واسرائيل أن رئيس الولايات المتحدة قادر على الافلات من نفوذ جماعات الضغط اليهودية وفي مقدمتها "ايباك" وان اي مرشح لرئاسة الولايات المتحدة يمكنه الفوز بالرئاسة بدون الصوت اليهودي أو دعم اللوبي اليهودي، وفوز اوباما في دورتين متتاليتين بالرئاسة الامريكية جاء على عكس رغبة الجماعات اليهودية الامريكية واسرائيل ذاتها.

وهذا درس يمكن لمرشحي الرئاسة الامريكية الاستفادة منه وهم على عتبة انتخابات رئاسية جديدة وخاصة السيدة هيلاري كلينتون التي بدأت حملتها الانتخابية بتطمينات لاسرائيل بانها لن تتردد في شن حرب على ايران اذا خرقت الاتفاق.

كما انه درس يساعد المرشحين لعضوية مجلس الشيوخ والنواب الامريكيين في التحرر من عقدة الصوت اليهودي والدعم المالي لحملاتهمالانتخابية للوصول الى مقعد في احد المجلسين، وان الطريقة الافضل لهم ولامريكا ولناخبيهم ان يعتمدوا على تمثيلهم لمصالح المواطن الامريكي وليس لمصالح خارجية او دولة اجنبية حتى لو كانت اسرائيل.

لقد استشعر كثير من السياسيين الاسرائيليين المؤيدين لبنيامين نتنياهو والمعارضين له خطورة السياسة التي اتبعها نتنياهو تجاه رئيس البيت الابيض على مستقبل العلاقات الامريكية-الاسرائيلية التاريخية والراسخة منذ انشاء دولة اسرائيل حتى توقيع الاتفاق النووي ولم يوفروا جهدا او انتقادا لشخص نتنياهو لثنيه عن سياسة المواجهة العلنية مع رئيس الولايات المتحدة ولكنهم لم يفلحوا في مسعاهم نظرا لغرور نتنياهو وعنجهيته وتحالفه مع اقصى اليمين الديني والقومي المتطرف، وحفاظا على بقائه في رئاسة الحكومة أغلق أذنيه وعينيه عن السمع والبصر وغامر بمصالح اسرائيل العليا، ولعل اهمها العلاقة المميزة مع الولايات المتحدة التي لم تهتز او تتعرض للاختبار بهذه الصورة في عهد بنيامين نتنياهو وحكومته.

لقد أثرت العلاقة المتوترة بين حكومة نتنياهو والادارة الامريكية سلبا على مكانة اسرائيل الدولية ولعل العزلة التي تمر بها اسرائيل هي احدى ثمار أزمة القيادة الاخطر التي تمر بها اسرائيل منذ قيام الدولة عام 1948 حسب وصف رئيس سابق للمخابرات الاسرائيلية فلم يكن الاتحاد الاوروبي ولا لدوله وغيرها من الدول ان تقاطع منتجات المستوطنات وتصدر مذكرات اعتقال بحق مسؤولين اسرائيليين بمستوى قادة ألوية وكتائب في الجيش الاسرائيلي وربما جلبهم في قابل الايام الى محكمة الجنايات الدولية سوى السياسة المتطرفة في كل شيء لحكومة نتنياهو ولعل التصويت الاخير يوم الخميس الماضي على قرار رفع العلم الفلسطيني على جميع منظمات الامم المتحدة خير دليل على عزلة اسرائيل الدبلوماسية والسياسية فلم يصوت ضد هذا القرار سوى اسرائيل والولايات المتحدة وعدد من الدول تعد على أصابع اليد الواحدة.

لم تعد الولايات المتحدة قادرة على انكار حق الشعب الفلسطيني في انهاء الاحتلال والاستقلال وبناء دولته الخاصة به والقابلة للحياة رغم تصويتها الى جانب اسرائيل في الجمعية العامة ومجلس الامن والمنظمات الدولية المتخصصة وهي تعتقد حتى الان ان الطريق الى هذا الهدف ليس الامم المتحدة وانما المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي برعاية امريكية وهي تدرك ايضا ان اسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو هي من أفشلت الجهود الدبلوماسية الامريكية التي قادها الرئيس اوباما بنشاط في بداية ولايته الاولى ثم أوكلها في ولايته الثانية لوزير خارجيته الدؤوب جون كيري وأدت الى وقف المفاوضات في مارس من العام الماضي.

لن يمضي وقت طويل حتى نرى اسرائيل تقف وحدها معزولة في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لنهج حكامها امثال نتنياهو الرافض لكل اشكال السلام في المنطقة وخاصة مع الشعب الفلسطيني الذي يتقدم بخطى راسخة نحو هدفه المشروع في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وانهاء الاحتلال، فالتأييد لفلسطين يتعاظم والتأييد لاسرائيل آخد في الانحسار.