خلفت الأعياد اليهودية التي أغلقت معابر قطاع غزة بسببها، حالة مزرية في القطاع، وتسببت في سلسلة من الأزمات، التي زادت من معاناة الغزيين، وصعبت كل تفاصيل حياتهم.
فمذ اليوم الأول من الإعلان عن إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري، جنوب شرق قطاع غزة، بسبب تلك الأعياد، اختلف المشهد في قطاع غزة كثيراً عما كان سائد خلال الفترة الماضية، وباتت المعاناة تشاهد بصورة جلية في كافة تفاصيل الحياة.
طوابير سيارات
وبعد اقل من 48 ساعة من إغلاق المعبر، بدأ الوقود السائل خاصة السولار ينفذ من المحطات، وشوهدت طوابير طويلة من المركبات والحافلات والشاحنات تصطف أمام بعض المحطات، التي كانت لازالت تحوي خزاناتها كمية من الوقود.
ويقول السائق أسامة شقفة، ويتملك مركبة عمومية، إنه بات يعاني الأمرين من أجل الحصول على كمية من الوقود، ويقف بمركبته في طابور طويل، وقد يستمر الأمر لساعة أو أكثر، حتى يتمكن من تعبئة خزان مركبته.
ونوه لـ"الحدث" إلى أنه بات يوقف المركبة عن العمل، ولا يحركها سوى عند ساعة الذروة، وهي خروج الطلاب من مدارسهم، لضمان عدم تحركه إلا والمركبة ممتلئة بمواطنين، حتى لا يضيع الوقود هدراً وهو يبحث عن ركاب.
واستهجن شقفة سرعة اختفاء الوقود من القطاع، قائلا: هل يعقل أن لا نستطيع العيش بدون معابر إسرائيل لأكثر من يومين، ولماذا لا يكون هناك خزانات احتياطية من الوقود، تكفي القطاع لمدة شهر على الأقل، يتم اللجوء إليها عند إغلاق المعابر.
وأشار شقفة إلى أن ما حدث ينم عن كارثة حقيقة، ومشكلة في سوء إدارة القطاع، يتحمل مسؤوليتها القائمين على الأمر.
انتظار الأربعاء
أما أزمة الكهرباء والتي نجمت عن توقف محطة التوليد الرئيسية وسط قطاع غزة، وما رافقها من توقف للخطوط المصرية المزودة لرفح، فقد أثارت موجة سخط وغضب، تمثلت في خروج مسيرات خاصة جنوب قطاع غزة.
وتسائل المواطن احمد الشيخ عيد، أحد المشاركين في المسيرات قائلا: هل يعقل أن يغلق المعبر يوم الجمعة وتتوقف محطة التوليد يوم السبت؟، مع العلم أن المسؤولين في المحطة يعلموا مواعيد الأعياد وإغلاق المعبر، ورغم ذلك لم يقوموا بتخزين وقود لاستمرار عمل المحطة بشكل منتظم.
وأشار لـ"الحدث" إلى أن الناس باتوا يعانون في كل تفاصيل حياتهم، فهناك أزمة مواصلات نتيجة نفاذ الوقود من المحطات، إضافة إلى أزمة كهرباء، وكل هذا بسبب عدة أيام من إغلاق المعبر، والجميع بات ينتظر يوم الأربعاء بفارغ الصبر، كي يعود المعبر ويفتح من جديد، وتسمح إسرائيل بإدخال البضائع والوقود من خلاله.
شح في البضائع
وتسبب إغلاق المعبر في حدث شح في بعض أنواع البضائع خاصة التي لا تحتمل تخزين طويل مثل الألبان والأجبان وغيرها.
ويقول البائع خليل مصطفى لـ"الحدث"، إن بعض المحال والمتاجر باتت تعاني شح في أنواع من الألبان والأجبان، التي تصل من خلال كرم أبو سالم.
ونوه مصطفى إلى انه يحاول الحفاظ على كمية محدودة من تلك السلع، ويرفض بيعها إلا لزبائنه، خاصة بعد أن أخبره أحد التجار بنفاذ الكميات من المخازن، وانتظار إعادة فتح المعبر لإدخال كميات جديدة.
وحمد مصطفى ربه بأن فترة إغلاق المعبر قصيرة ولن تطول، وإلا لكان الشح والنقص طال كافة أنواع السلع، فغزة المحاصرة لا تتحمل إغلاق المعبر فترة طويلة.