الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص| أزمة في منتخب الماتادور.. ولم لا يكون بيكيه في قمة الصراحة؟

2015-09-16 03:12:43 PM
خاص| أزمة في منتخب الماتادور.. ولم لا يكون بيكيه في قمة الصراحة؟
صورة ارشيفية
 
الحدث- فاتن أبو سلطان
 
عادت الأمور لتتوتر مجدداً في كواليس المنتخب الإسباني إثر صافرات الاستهجان التي لاحقت نجم قلب الدفاع بيكيه، ورده المثير للجدل على كل هذه الاعتراضات والصافرات من جماهير العاصمة.
 
بالرغم من دفاع الأطراف المدريدية عن زميلها الكتلوني ضد هذه الصافرات، إلا أن بيكيه خرج في مؤتمره الصحفي لا ليعتذر، بل ليقول إنه لم يخطئ، وإن ما حدث من قبله كان طبيعياً، وإن التنافسية بين الناديين معروفة للجميع، وإنه لن يجامل أو ينافق ليقول إنه يتمنى التوفيق لمدريد، فذلك يعني أنه يتمنى السوء لناديه، بل إنه ارتدى قميص اليوفي عند مواجهة الأخير لريال مدريد بالرغم من تصريحاته الدبلوماسية آنذاك أنه يتمنى أن يتواجه مدريد وبرشلونة في النهائي الأوروبي.
 
صرح بيكيه بالحقيقة التي يعلمها الجميع، شيء لا يمكن نكرانه، لكن أن يدعو للمؤتمر الصحفي ليقولها وليتحدى الجماهير الغاضبة مرة أخرى، فكأنما لا يعبأ بأي عواقب قد تخلفها تصرفاته وتصريحاته، والحقيقة أنه لطالما تصرف لاعبو برشلونة بهذه الطريقة، كأنما الخلافات بين صفوف المنتخب أو استفزاز جماهير الغريم لا تعنيهم في شيء، فهيمنتهم على صفوف المنتخب، وفاعليتهم فيه حيث بمساعدتهم عرف اللاروخا طريق الألقاب، كل هذا يشكل خط حماية لهم، فديل بوسكي يحتاجهم بقدر احتياجهم الشخصي لتمثيل قميص إسبانيا.
 
كما أن مهاجمة فريق العاصمة له أبعاد سياسية ووطنية، نعم هم يرتدون ألوان إسبانيا الموحدة، لكنهم دائماً وأبداً ينادون باستقلال كاتالونيا، وما حرصهم على التفوق على النادي الملكي ومهاجمته إلا دليل على عمق الانتماء لهذه القضية، وعلى علو كعب كاتالونيا على مدريد، فهي مركز الشر بنظرهم، نادي العاصمة التي يرفضون الانتماء إليها، ولعبهم في منتخب واحد لا يعني خيانتهم لمبادئهم السياسية، أو توجههم نحو رسالة "وحدة" و"سلام" و"انتماء" لوطن واحد في خذلان للقضية الكتلونية التي تربوا في كنفها.
 
في حين يهتم باقي لاعبي مدريد برسالة الوحدة هذه والسلام بين جدران المنتخب والوطن، والسعي لتهدئة الأوضاع، فلا داعي لمشاكل لن يستفيد منها أحد، وهذا لا يعني أنهم على حق والآخرون على خطأ، أو أن هنالك طرفاً سيئاً وآخر مسالماً، فهذه قضية وطنية لطرف وحيادية لطرف آخر، نعم هنالك كراهية متبادلة، لكن الطرف الذي يستشعر الظلم هو الطرف الكتلوني لا المدريدي الذي ينعم بالكنية الملكية في دلالة على التوجه والانتماء.
 

في النهاية قد يرى البعض تمثيل أبناء برشلونة لقمصان المنتخب فيها شيء من التناقض، ولكن برؤية الكتلان فلطالما كانت هكذا الأمور، ولطالما كانت العداوة مشتعلة بين قطبي إسبانيا، ولن تغير الهتافات من اعتقادات وتصرفات أبناء البلوغرانا، فهي مجرد هتافات جماهير الغريم الغاضبة، يكفيها تمثيل دولي مشرف لتختفي وتعود من حيث جاءت.