الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث: مواطنون يرون أن المطار والميناء أحلام يقظة.. والتهدئة خدعة

2015-09-17 12:25:51 PM
 متابعة الحدث: مواطنون يرون أن المطار والميناء أحلام يقظة.. والتهدئة خدعة
صورة ارشيفية

الحدث - محمد مصطفى

بعد مرور أكثر من عام على انتهاء أعنف وأطول عدوان يتعرض له قطاع غزة منذ سنوات، بدا واضحاً حجم الخدعة التي أحاكتها إسرائيل ضد قطاع غزة وفصائل المقاومة، بتنصلها الواضح من مجمل تفاهمات اتفاق التهدئة، وعدم التزامها بالحد الأدنى مما تم التوصل إليه برعاية مصرية.
 
خدعة كبيرة
 
فالتهدئة التي أعلن عنها مساء السادس والعشرين من آب من العام الماضي، لم يتحقق منهما سوى وقف متبادل لإطلاق النار.
 
 فالمنطقة العازلة التي كان من المفترض إنهائها شرق وشمال القطاع كما هي، ومساحة الصيد البحري الممنوحة للصيادين لم تتمدد كما كان مقرراً وفق الاتفاق، والمفاوضات الغير مباشرة لم تستكمل.
 
والأسوأ من ذلك كله، أن أحلام الغزيين بفك الحصار وإقامة ميناء أو مطار، أو على الأقل أحدهما تبخرت، ولم يعد أحداً في غزة يثق بنية إسرائيل تقديم أي شيء لنحو 2 مليون فلسطيني يقطنون القطاع، سوى مزيد من الخنق، والحصار، وتكبيل حرية التنقل والحركة، وتقطير السلع والبضائع من خلال معبر كرم أبو سالم، بالشكل والطريقة والكمية التي تسمح بها إسرائيل، ووضع عراقيل أمام أية حلول تقدم لحل أزمة الكهرباء.

أكذوبة وخدعة
 
ويقول المواطن أحمد أبو نصار، وقد تعرض منزله لأضرار جسيمة خلال العدوان الأخير، إنه منذ العام الماضي وسكان قطاع غزة يعيشون أكذوبة كبيرة اسمها تهدئة، والغريب أنه كل شهرين أو ثلاثة يتم منحهم حقنة مخدر جديدة، فتارة بوعود إعادة الإعمار، وأخرى بانفراجة كبيرة، وأخيراً بتمتمات حول موافقة إسرائيل على إنشاء ميناء.
 
ونوه أبو نصار إلى أنه مع كل أكذوبة يتم وضع حلقة جديدة تزيد الحصار، فخطة سيري العقيمة للإعمار لازالت تخنق غزة ومهجروها، والاسمنت يتعرض للتلف في مخازن التجار والموزعين ولا يحصل عليه مستحقوه، بينما إسرائيل تواصل حصارها البحري والبري والجوي على قطاع غزة، وتتلاعب بخطوط الكهرباء لخنق سكان القطاع.
 
وأشار إلى أن سكان قطاع غزة لازالوا يعيشون على أمل الانفراجة المزعومة، لكن جلهم بات مقتنع بأن إسرائيل لا تنوي منح سكان القطاع أي شيء، وهي ماضية في حصارها وخنقها، مستغلة كل ما يحدث في الإقليم، وانشغال العالم، وتراجع الاهتمام العربي والدولي بفلسطين وقضيتها.

بنود لم تتحقق
 
أما الصياد إسماعيل النجار، فتساءل كيف للفلسطينيين أن يصدقوا بأن إسرائيل تنوي السماح بإقامة ميناء أو مطار، وهي ترفض حتى تطبيق ابسط البنود التي نصت عليها تفاهمات التهدئة، بزيادة مساحة الصيد البحري حتى 12 ميل.
 
وأوضح النجار، أن أي صياد أو حتى شخص يعمل في مجال الصيد، يدخل البحر، ويرى شكل وحجم المضايقات والقيود الإسرائيلية الممارسة بحق الصيادين، حتى خلال تواجدهم في منطقة المسموح "ستة أميال بحرية"، يدرك جيداً بأن إسرائيل لن تعطي الفلسطينيين سيء.
 
أما المزارع وليد عبد الله، فأكد أن الأوضاع بعد تفاهمات التهدئة لم تختلف كثيراً عما كان قبلها، فالمنطقة العازلة لازالت على حالها، وإسرائيل فرضت معادلة غير معلنة، تقول باختصار "الهدوء مقابل عدم اختراق المنطقة العازلة"، ما يعني أن أي شخص أو مزارع يصل إلى تلك المنطقة التي تمتد حتى 300 متر غرب خط التحديد سيتعرض لإطلاق النار.
 
وأعرب عبد الله، عن ثقته بأن اتفاق التهدئة لم يكن أكثر من خديعة كبيرة، لازالت إسرائيل تمارسها، عبر فرقعات إعلامية تسمع بين الفينة والأخرى، حول اتفاق وشيك، وتهدئة طويلة مقابل رفع الحصار وإقامة ميناء، وللأسف هناك من يصدق هذا الهراء.
 
يذكر أن اتفاق التهدئة الذي انتهى بموجبه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية آب من العام 2014، وأبرم بين الفصائل الفلسطينية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى برعاية مصرية، نص على إنهاء المنطقة العازلة، التي تفرضها إسرائيل شرق وشمال القطاع، بصورة تدريجية، وتوسعة مساحة الصيد البحري حتى 12 ميل، والسماح بإعمار قطاع غزة، على أن تستكمل المفاوضات غير المباشرة فيما يخص الميناء والمطار في وقت لاحق من عام 2014، غير أن هذه المفاوضات لم تستكمل، ومعظم النصوص لم تلتزم إسرائيل بتطبيقها.