الحدث - محاسن أُصرف
رغم اقتراب عيد الأضحى لم يُبدِ المواطنون في غزة استعدادًا حثيثًا باستقباله، فالناظر للأسواق في القطاع يُبصر حالة الركود وضعف القوة الشرائية بشكل ملحوظ، خاصة فيما يتعلق بالأضاحي حيث تراجع الطلب عليها كثيرًا هذا العام ما يُنذر بغياب هدايا العيد (اللحوم) عن موائد الفقراء في القطاع.
وعزا مواطنون في غزة، استطلعت "الحدث" آراءهم، عدم قدرتهم على شراء الأضاحي هذا الموسم، إلى ارتفاع أسعار الأضاحي بشكل غير مسبوق، بالتزامن مع معاناتهم من جملة أزمات اقتصادية كارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وعدم تمكن قرابة 45 ألف موظف من تقاضي رواتبهم منذ أشهر طويلة، ناهيك عن أزمات المياه والكهرباء التي بالكاد تصل إلى البيوت (4-6) ساعات يوميًا.
لا طاقة لنا بالعيد المواطن رزق أبو حدايد (35عامًا)، أكد لـ "الحدث" أنه لن يستطيع هذا العيد تطبيق سنة الله بذبح الأضحية، "فلا طاقة له بثمنها"، قال متألمًا، وأضاف أنه اعتاد على شراء غنم العساف للأضحية لكنه عزف عنها هذا العام.
وارتفع سعر كيلو لحم الأضحية من الغنم نوع عساف دينار كاملًا ما أثر بشكل كبير على السعر الإجمالي لها فبات يُراوح (1500-1700) وفقًا لوزنها، يقول "أبو حدايد" أن سبب عزوفه عن تقديم الأضحية هذا العام لا يقتصر على ارتفاع سعرها، ولكن يُضاف إليه الأزمات المالية التي يُعاني منها إذ أنه لم يتقاضى راتبه لأشهر طويلة.
قصر ذات اليد في سوق الحلال وسط القطاع التقت "الحدث" بالمواطن أبو جمال النجار، الرجل جاء من منطقة سكناه في قرية عبسان بمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة باحثًا عن أُضحية لكنه عاد خالي الوفاض، علامات الإرهاق والغضب كانت بادية على ملامحه، وما إن سألناه إذا ما كان قد اشترى الأضحية، فقال: "لم أشترِّ ولن أُفكر" وهمَّ بتركنا وهو يضع نقوده في محفظته، الرجل كان يأمل أن يجد أضحية من الغنم بمبلغ 200 دينار، لكنه تفاجأ بالأسعار الحارقة كما حرارة الجو، يقول: "أقل سعر للأضحية اليوم كان بفارق مئة وعشرين دينارًا مما معي".
أخبرنا أنه اجتهد في ادخار هذا المبلغ من مصروفه الخاص بعد أن أقلع عن التدخين، فقط ليرسم البسمة بالأضحية على وجوه أطفاله، لكن يبدو أن الفرحة لن تُرسم – يقول لنا-ويُضيف الأسعار ارتفعت دينار لكل كيلو، وتابع أن العام الماضي كان كيلو لحم الغنم البلدي يتراوح بين (4-5) دينار بينما تجاوز سعره هذا الموسم (6 -7 دنانير) وفقًا للنوع.
.jpg)
.jpg)
