الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مثلث واشنطن موسكو ودمشق/ بقلم: هبه جلال

أبيض وأسود

2015-09-20 10:17:05 AM
مثلث واشنطن موسكو ودمشق/ بقلم: هبه جلال
صورة ارشيفية
 
 من يتابع التصريحات الأمريكية بشأن الرئيس السوري بشار الأسد على مدار الشهور الماضية لا بل الأعوام الأربعة الأخيرة غالبا ما سيجد نفسه واقعا في حيرة كبيرة… تساؤلات عدة قد تقفز إلى الأذهان، أهمها وأبرزها هل ترغب واشنطن في رحيل الأسد؟ سؤال لا اجابة له، فمنذ بداية الأزمة السورية في عام ٢٠١١ والموقف الأمريكي يتراوح ما بين الشدة واللين، الشد والجذب، تارة يحذر الرئيس الأمريكي من تجاوز لخطوط حمراء يستوجب تدخل عسكري، وتارة أخرى يقول وزير خارجيته إن الأسد جزء من الحل مانحاً الأخير شرعية سبق أن محتها البراميل المتفجرة وجثث صغيرة التفت بالأكفان البيضاء، هامدة كأن لم يكن بها يوما حياة.

 

كل يوم أو أثنين يخرج علينا الوزير الهمام جون كيري بتصريح جديد.. زلة لسان مقصودة أو متعمدة تثير عاصفة من الجدل وتلوك ألسنة الساسة القضية فتتنقل من يد إلى التالية ومن عاصمة إلى أخرى، فكم من اجتماع شهدت جنيف أو احتضنت القاهرة وكم من لقاء جرى في أنقرة؟ والنتيجة دوما صفر، فالقضية سورية ولكن حلها دولي بامتياز وكل دقيقة تمر هي تثبيت لشرعية الأسد من ناحية وفضح لغض طرف مشين من المجتمع الدولي على قتل المدنيين والأطفال والنساء من ناحية ثانية.

 

التصريح الأخير لجون كيري لا يختلف عن السياق.. كيري يقول إن الأسد لابد أن يرحل ولكن موعد هذا الرحيل قد لا يكون غدا أو بعد غد فهذا الموعد سيحدد فقط من خلال التفاوض. من المهم جدا ونحن نحاول قراءة هذه التصريحات ألا نغفل السياق الذي تأتي فيه.. سياق زاخر كما هو واضح بأنباء عن طائرات روسية تحلق في السماء السورية، وحكي كثير عن حدات سكنية يتم اعدادها لاستيعاب "الخبراء الروس"، وأخبار هنا وهناك عن أسلحة وذخائر لا تنكر موسكو إمداد دمشق بها، أذن هو فصل أخر من فصول المنافسة الروسية الأمريكية عنوانه سوريا الحزينة.

 

 موقف واشنطن من الأسد هو موقف ملتبس معقد تأرجحه الظروف وتعبث به المصالح، يعكس براغماتية السياسة الخارجية الأمريكية، ويذكرنا ونحن نتابع بترقب ساذج منافسة انتخابية حامية الوطيس داخل الولايات المتحدة بأن هذه السياسة تنطلق من ثوابت لا تهزها هوية ساكن البيت الأبيض سواء كان جورج دبليو بوش الأبن الذي شن حربا ضارية على العراق وأفغانستان في ٢٠٠٣، أو باراك أوباما صاحب اللسان المعسول والأصول الإفريقية والجولة التاريخية إلى الشرق الأوسط في عام ٢٠٠٩. 

 هبه جلال – إعلامية مصرية