طرأ ارتفاع ملحوظ على أسعار معظم أنواع الخضراوات في أسواق قطاع غزة، منذ منتصف الأسبوع الماضي، وقد عزا تجار ومزارعون أساب ذلك، للتقلبات بين الفصول والمواسم الزراعية.
وتباينت درجة الارتفاع من سلعة لأخرى، فقد ارتفعت أسعار الطماطم بنسبة تراوحت ما بين70-90%، بينما ارتفعت أسعار البصل والبطاطا والخيار بدرجات متفاوتة وصلت إلى 60%، وربما أكثر.
ارتفاع متوقع
وعزا محمود أبو ماضي، ويعمل بائع خضراوات متجول في مدينة رفح، وهو في الأصل مزارع، أسباب الارتفاع للتقلبات بين الفصول والمواسم الزراعية، وهو أمر طبيعي، يحدث في مثل هذا الوقت من كل عام.
وأشار إلى أن فترة شهري أيلول وتشرين أول من كل عام، تشهد في الغالب نهاية لموسم الزراعة الصيفية، حيث ينهمك المزارعون بتجهيز أراضيهم للمحصول الصيفي، بينما يبدأ نقل زراعة الطماطم والخيار والمحاصيل الصيفية إلى داخل الدفيئات الزراعية، نظراً لاقتراب انخفاض درجات الحرارة.
ونوه أبو ماضي لـ"الحدث"، إلى أن الأسواق تعمد على كميات، مخزنة من محصولي البصل والبطاطا، لذلك فإن ارتفاع أسعارهما سيكون تدريجي منذ الآن وحتى أوائل الشتاء، لحين نضج المحصول الجديد.
وتوقع أبو ماضي بأن يطال الارتفاع أسعار بعض الخضار التي يزيد عليها الطلب خلال فترة عيد الأضحى، خاصة البقدونس، والبصل، نظراً لاستخدامها في عمليات شوي اللحوم.
أعباء إضافية
وشكل الارتفاع المذكور أعباء إضافية على كاهل المواطنين، خاصة من ذوي الدخول المتوسطة والمحدودة.
ويقول المواطن إبراهيم عمر، إنه فوجئ حين وصل سوق رفح المركزية، ووجد أسعار الخضراوات مرتفعة إلى هذا الحد الكبير.
وأشار عمر لـ"الحدث"، إلى أنه اضطر للاستغناء عن بعض الخضراوات غير الضرورية مثل الخيار، بينما اشترى كميات محدودة من البطاطا والبصل والباذنجان والكوسا، وغيرها.
ونوه إلى أن الارتفاع المذكور على أسعار الخضراوات أضاف عليه وعلى كاهل أرباب الأسر أعباء إضافية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية السيئة، وتوالي المناسبات المرهقة.
أما المواطن أحمد صيام، فأشار إلى أن الأوضاع الصعبة التي تعيشها أسرته منذ مدة، بسبب المصروفات الكبيرة التي احتجها شهر رمضان، ومن بعده العيد، ثم موسم المدارس، جعلته يقاطع الكثير من السلع، ويقلص مشترياته على الضروريات، لكن الكارثة أن الخضراوات تعتبر من أساسيات المنزل، ومن أهم الضروريات لأرسته، ولا يمكنه مقاطعتها كما فعل مع غيرها.
ونوه صيام إلى أنه كغيره بات يشتري الأكثر أهمية، وبكميات ضئيلة، ويشترط على زوجته تقنين الاستخدام، واللجوء لبدائل أقل تكلفة، مثل معجون الطماطم المعلب "صلصلة"، في محاولة لتوفير الأموال.
ولفت صيام، إلى أن المشكلة الكبرى تكمن في اقتراب عيد الأضحى، فهو رغم تخليه عن الأضحى هذا العام، إلا أن هذه المناسبة بحاجة إلى مال، فسيسعى لإرضاء أبنائه عبر شراء عدة كيلو جرامات من اللحم، وهذا سيتطلب شراء كميات إضافية من الخضراوات، من أجل إعداد بعض الوجبات، لذلك فإنه سيواجه أعباء مالية إضافية.
ويعتمد قطاع غزة منذ سنوات على الزراعة المحلية في توفير جميع أنواع الخضراوات التي يحتاجها، وتعتبر مناطق جنوب قطاع غزة، من أهم السلال الغذائية التي تمد أسواق القطاع بمعظم احتياجاته من الخضراوات الطازجة.