حاولت جاهدة أن لا أكتب عن قنبلة الرئيس، لأن الأمر أولاً في موضع التكهن، وثانياً لأني لا أريد استباق انفجار القنبلة الموعودة!
لكن، لم تكن باليد حيلة، خاصة وأنني أنّى أدرت وجهي قابلت تعليقاً أو مقالاً حول الموضوع، أو كانت القنبلة مثار نقاش بين بعض الأصدقاء، فحفزني الأمر.
البعض يرى أن القنبلة قد أبطل مفعولها لأن فحواها ومحتواها قد تم تسريبه على لسان أكثر من طرف من رجالات الرئيس محمود عباس إلى الإعلام وخاصة "الإسرائيلي"، والبعض يرى أن لا قنبلة في الأساس وأن كل ما في الأمر هو محاولة تكتيكية أخرى من الرئيس محمود عباس للضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية، أما البعض الأخير فيرى أن الرئيس يريد له مخرجاً آمنا من العمل السياسي فيتركنا ويرحل والاحتمال الأخير احتمال ضعيف.
والملاحظُ هنا، أنه في كل الأوقات يتم صياغة المواقف والتحركات بطريقة لا تعلمها إلا "القيادة"، التي لا يعلم إلا الله من هي، هل هي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، هل هي اللجنة المركزية لحركة فتح، هل هي الحكومة، هل هي مجموعة من الشخصيات المقربة من الرئيس، هل هي جسم مكون من المذكور أعلاه، هل هي الرئيس ود. عريقات وحدهما؟
والملاحظُ أيضاً، أنه لا علاقة تشاركية في عملية صناعة القنبلة التي ستنفجر، والمحاولة البائسة الوحيدة في لم شمل المجلس الوطني باءت بالفشل، على افتراض أنها كانت محاولة تشاركية في صناعة هذه القنبلة.
على أية حال، أما وأننا قد عاشرنا الرئيس سنين طوال، وتابعنا مفاجآته، ونتابع الآن قنابله، فقد بتنا على دراية بأن علينا أن ننتظر كما ينتظرُ الآخرون لنتعرف على نوع هذه القنبلة، هل هي قنبلة نووية، أم قنبلة عنقودية، أم قنبلة يدوية، أم قنبلة فراغية، أم قنبلة غير موجهة، المهم بالنسبة لنا أن لا تنفجر هذه القنبلة فينا!