الحدث - القدس
مع غروب اليوم الثلاثاء، يبدأ اليهود صياما يستمر 26 ساعة، وينتهي مع غروب الشمس يوم غدا الاربعاء، وخلاله تصاب الحياة في إسرائيل بالشلل التام.
ففي يوم الغفران، أو ما يُعرف باللغة العبرية "يوم كيبور"، تتوقف الحياة تدريجيا في إسرائيل بدءا من ظهر الثلاثاء على أن تتوقف تماما خلال فترة الصوم.
وخلال "الغفران"، تُغلق المعابر الجوية والبرية والبحرية، وتتوقف تماما عن الحركة، وتغلق المؤسسات العامة والخاصة، والمدارس والجامعات.
كما تمتنع السيارات عن الحركة في الشوارع، وتتوقف القطارات والمواصلات العامة، وتتوقف وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة عن العمل.
وقالت شرطة الاحتلال الإسرائيلية في بيان لها اليوم الثلاثاء إن الآلاف من عناصر شرطة وحرس الحدود والمتطوعين "ينتشرون في كل أنحاء البلاد لضمان الأمن والنظام خلال يوم الغفران".
وتقول وزارة الخارجية الإسرائيلية على موقعها الالكتروني:" يُعتبر يوم الغفران يوم عطلة رسمية مطلقة، حيث تتوقف الإذاعات والتلفزيون عن البث والسيارات عن السير لمدة يوم كامل".
وأضافت:" لكون هذا العيد مخصصا لمحاسبة النفس، بعيدا عن الحياة اليومية الاعتيادية، فإن الأمور الدنيوية المادية تنحسر لتحل محلها همومنا الروحانية".
وتابعت:" يصوم الناس مدة ليلة ويوم كاملين اعتبارا من غروب الشمس حتى حلول الظلام في اليوم التالي، كما تنهى تعاليم الديانة اليهودية عن ارتداء الحذاء المصنوع من الجلد والتطيب والاغتسال والمعاشرة الجنسية".
وقالت:" يوم الغفران هو يوم الصوم الوحيد الذي تأمر به التوراة، ويكرسه المؤمن لتعداد خطاياه والتأمل في ما ارتكبه من ذنوب".
ويسبق المتدينون اليهود يوم الغفران بالتوجه إلى حائط البراق (يسميه اليهود حائط المبكى) الواقع جنوبي المسجد الأقصى، من أجل الصلاة قبل البدء بالصوم.
ومع غروب شمس اليوم الثلاثاء يلتزم اليهود منازلهم فيما يستخدم بعضهم الدراجات الهوائية في حال أراد التنقل نظرا لعدم استخدام السيارات.
وغالبا ما تكون الشوارع في إسرائيل خالية خلال هذا اليوم، من المارة والسيارات، إلا من بعض سيارات الشرطة الإسرائيلية .
وتعمد شرطة الاحتلال إلى نشر عناصرها في المناطق الفاصلة، ما بين القرى العربية واليهودية حيث تمنع الدخول إلى المناطق اليهودية.
وقال افيخاي أدرعي، المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، باللغة العربية، في بيان له، إن يوم الغفران "هو أٌقدس يوم في الأعياد والشعائر الدينية اليهودية".
وأضاف أدرعي:" يستمر الصيام فيه حوالي ست وعشرين ساعة، تكرس معظمها للعبادة والصلوات والابتهالات وطلب المغفرة والثواب من الباري عزّ وجل".
ويتزامن يوم الغفران اليهودي لهذا العام، مع يوم عرفة الذي يسبق أول أيام عيد الأضحى لدى المسلمين.
وفيما يلجأ الكثير من المسلمين لصيام يوم عرفة، والتعبد خلاله، فإن شرطة الاحتلال الإسرائيلية فرضت قيودا تمنع بموجبها الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما من الوصول إلى المسجد الأقصى.
ونشرت الشرطة الإسرائيلية الآلاف من عناصر في أنحاء مدينة القدس، وبخاصة في محيط البلدة القديمة وفي أزقتها، وعلى بوابات المسجد الأقصى والخط الفاصل ما بين شطري المدينة الشرقي والغربي.
وخلال يوم "الغفران"، تُمنع حركة السيارات من الشطر الشرقي لمدينة القدس، حيث يعيش الفلسطينيون إلى الشطر الغربي، حيث يعيش اليهود، وذلك من خلال الحواجز التي تقيمها شرطة الاحتلال على الشوارع.
وكما تُغلق الحواجز والمعابر الإسرائيلية التي تفصل بين إسرائيل وأراضي الضفة الغربية، وقطاع غزة، حيث تتوقف حركة تنقل الفلسطينيين إلى إسرائيل.
وغالبا ما يرتبط اسم "يوم الغفران" مع حرب عام 1973، التي انتصرت فيها مصر على إسرائيل، وتمكن الجيش المصري خلالها من عبور قناة السويس.
وتقول وزارة الخارجية الإسرائيلية على موقعها الالكتروني:" منذ عام 1973 أُضفي على يوم الغفران جو من الحزن بسبب ذكريات الحرب التي تعرضت فيها إسرائيل لهجوم مفاجئ من جانب مصر وسوريا".