الحدث- وكالات
يسعى كثير من الناس إلى الابتعاد عن المحيط العام والبحث عن الراحة والهدوء بعيداً عن التواصل مع كل الأشياء من حولهم، الذي بات الهاتف الذكي أساسها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت وغيرها.
ولهذا السبب تتوجه بعض الشركات المصنعة للهواتف إلى العودة إلى أساسيات الهاتف المحمول، المتمثلة بتوفير الاتصالات والرسائل النصية فقط.
وفي هذا الخصوص، يقول مؤسس شركة الإلكترونيات الاستهلاكية السويسرية "بونكيت" بيتر نيبي "أعتقد أن حياة ’متوافر باستمرار' أسوأ من نظام الأكل التعيس.. فنحن نستهلك كل يوم قمامة أكثر من ذي قبل، ونصبح أكثر ابتعاداً عن حياة الواقع والقدرة على التعامل مع الأمور والأوضاع المستقبلية.. فقط انظر حولك.. إنها كارثة.. إنها القضية الاجتماعية في عصرنا هذا".
وبالنسبة لنيبي، فإن الهاتف البسيط يدفع المرء لاكتشاف حياته بعيداً عن كل "الهموم" التي باتت الهواتف الذكية تستحضرها له طوال الوقت، ويبدو أنه يريد من المستخدمين للهاتف البسيط إعادة استكشاف فن المحادثة المفقود، والجمال التلقائي لفرصة المقابلة الصدفة.
ولهذا السبب على ما يبدو تريد شركته التي تأسست عام 2008 صنع هواتف مصقولة وسهلة الاستخدام تفعل شيئاً واحداً بصورة جيدة جداً، ولا شيء أكثر من ذلك، أي إجراء اتصال أو تلقي اتصال فقط.
وأحدث منتجات "بونكيت" هو هاتف "أم بي 01"، والجهاز عبارة عن عودة إلى أساسيات الهاتف المحمول، وتم إطلاقه في مهرجان التصميم بلندن، وقامت شركة جاسبر موريسون البريطانية بتصميمه.
ويتميز تصميم الجهاز الأسود اللون بسهولة الحمل، حيث انحناء بسيطة من الجهة الخلفية للهاتف، بالإضافة إلى أزرار دائرية بارزة قليلاً، ويتمتع ببطارية يمكنها أن تستمر أسبوعاً.
أما وظائفه فهي إحراء الاتصالات الاعتيادية بالإضافة إلى إرسال واستقبال الرسائل النصية وتفحص الرزنامة، وفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية.
ويمكن للجهاز تخزين نحو 3000 رقم اتصال في سجل العناوين، كما يمكنه أن يجلب من الكمبيوتر كل العناوين بواسطة وصلة "يو أس بي".
ويعتقد كل من نيبي وموريسون أن المد آخذ في الانحسار بشأن التكنولوجيا التي تقتحم حياة الإنسان والتي تتطلب الكثير من الاهتمام.
وقال موريسون "أعتقد أننا أكثر إدراكاً من أي وقت سابق للشعور بالغباء جراء النظر المتكرر إلى شاشات هواتفنا.. وأصبحت الهواتف أكبر من أن يتم حملها بالكف فقط لمجرد إجراء اتصالات".
أما نيبي فقال إنه يستخدم هاتفه "أم بي 01" منذ الصيف، ولكن فقط خلال الليل وفي عطلات نهاية الأسبوع، موضحاً "هاتفي الذكي أصبح مكتبي، ولكن عندما أعود إلى المنزل مساء، فإن ساعات دوامي يجب أن تتوقف. لذلك فإنني أغلق الهاتف الذكي".
وختم قائلاً إنه من أجل حرية المرء وتحرره، الناجم عن عدم القيام بأي شيء، غير النظر إلى شاشة الهاتف الذكي، أو حتى عدم فعل أي شيء فعلاً "فإن هذا الأمر يتعلق باستعادة حياتنا.. إنه أمر مهم للغاية".