#الحدث - ناديا القطب
تناول مدير مشروع "عملية السلام في الشرق الأوسط" في معهد واشنطن، ديفيد ماكوفسكي، في تقرير له زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى روسيا ومقابلته الرئيس فلاديمير بوتين، وأبعادها.
وقال إن الزيارة، التي جاءت على خلفية التطورات الرئيسية في الحرب الدائرة في سوريا، تأتي في الوقت الذي تفيد فيه تقارير بأن موسكو نشرت أفرادا وعربات مدرعة وأسلحة، وأربع طائرات مقاتلة من طراز "سوخوي 27" في المحافظات الساحلية السورية على البحر المتوسط، حيث بدأ الكرملين بزيادة تكثيف دعمه المباشر لرئيس النظام السوري، بشار الأسد.
ونوّه إلى أن مكتب نتنياهو روّج على ضرورة الحول دون الانخراط في اشتباك مع القوات الروسية، مشيرا إلى أن نتنياهو قام بخطوة غير عادية للغاية، حيث اصطحب معه كل من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي آيزنكوت، ورئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية، هرتسي هاليفي.
وبحسب ماكوفسكي، فمن الواضح أن نتنياهو يريد التأكد من أن موسكو ستحترم الخط الأحمر لإسرائيل، وعلى وجه التحديد "تزويد حزب الله بأسلحة استراتيجية".
فنتنياهو كان حريصا على نقل مخاوفه من أن الأسلحة الروسية التي أُرسلت لدعم نظام الأسد قد ينتهي بها المآل في يد حزب الله.
ويريد نتنياهو أيضا، وفق الباحث، التأكد من ضمان عدم انخراط الطائرات الروسية في اشتباك مع الطائرات الإسرائيلية، إذا احتاجت هذه الأخيرة ضرب "حزب الله" مرة أخرى.
وبعد محادثات دامت ساعتين ونصف الساعة مع بوتين، قال نتنياهو إنه راض أن روسيا تريد أيضا تجنب الانخراط في اشتباك، أو أي "سوء فهم".
وبعد لقائه مع بوتين، قال نتنياهو للصحفيين إنه أطلع واشنطن عن خططه قبل قيامه بهذه الزيارة. وعلى الرغم من علاقته التي يعتريها الجمود مع الرئيس أوباما، أصر نتنياهو على أن علاقات إسرائيل والولايات المتحدة ذات "أهمية قصوى".
ويرى الكاتب أن تصريح نتنياهو جاء على ما يبدو لمنع الناس من تفسير رحلته إلى موسكو على أنها تحل -بطريقة أو بأخرى- محل علاقة إسرائيل الخاصة مع الولايات المتحدة.
ونقل ماكوفسكي عن مستشار نتنياهو لشؤون الأمن القومي، يوسي كوهين، قوله إن نتنياهو أراد أن يسمع مباشرة من بوتين حول نوايا روسيا.
وفيما يتخطى دعم نظام الأسد، يفترض مسؤولون إسرائيليون أن موسكو تريد توسيع نفوذها في سوريا والشرق الأوسط، وسط تردد الولايات المتحدة في تأكيد تواجدها.
ويريد نتنياهو أيضا أن يفهم كيف تخطط روسيا للتعامل مع تنظيم الدولة في سوريا، وكيف ترى موسكو علاقتها مع إيران في أعقاب الاتفاق النووي.
ورجّح الباحث الأمريكي أن نتنياهو والوفد العسكري المرافق له استفسروا عن النفوذ الروسي فيما يتعلق بنشر أفراد من الحرس الثوري الإيراني وقوات "حزب الله" في الآونة الأخيرة، في شمال القنيطرة على الجزء السوري من هضبة الجولان.
وبعد الاجتماع، قال نتنياهو للصحفيين إن إسرائيل "لن تتسامح مع التسلح الذي تقوده إيران ضدنا" في جنوب سوريا، وأعرب عن ارتياحه من أن بوتين وافق على هذه النتيجة.
ومن المفارقات التي حرص الكاتب للإشارة إليها، أنه "عندما كان نظام الأسد قويا، أبقى حدود الجولان هادئة، لكنه سمح لحدود لبنان مع الأراضي المحتلة أن تزداد التهابا عن طريق الضربات التي كان يقوم بها حزب الله". والآن، حيث أصبح "حزب الله" قويا والنظام السوري ضعيفا، يبدو أن الديناميكية العكسية هي العامل الفاعل، وفق ماكوفسكي.
ولفت إلى أن العلاقات جيدة بين نتنياهو وبوتين على الرغم من الخلافات الحادة بشأن ايران، مشيرا إلى امتناع الإسرائيليين عن التصويت في الأمم المتحدة بشأن أزمة أوكرانيا من أجل تجنب إغضاب موسكو.
وقال: "في حين كانت سوريا محور اجتماع موسكو، إلا أن نتنياهو وبوتين ربما تشاوروا أيضا حول القضية الفلسطينية في ضوء الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة".
ديفيد ماكوفسكي هو زميل "زيغلر" المميز ومدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط في معهد واشنطن.