أرى عبر المدى دمعا
أرى أمِّي تناجي رأسَهُ المقطوعَ:
يا عبثا سماويًا
عليك الجرحُ...
ماذا ينفعُ المقتولَ من دمعٍ ليصعد صوبَ غربته
وما يحتاجُ من صبر ليغدو في فناءٍ وردةً
حبلى بأمسِ الذبح..
ما قدّمتُ
كي أغدو سليل النار في قلبي حرائقها
وعمري منهكٌ
روحي دليلُ العابث الكونيِّ
نبضي ملعبٌ
يا ربّكمْ سيروا بعيدا في دمي
لا تكتفوا بالسطح
يا عدمَ الجهاتِ
أنا بلا مأوى وقلبي مرتعٌ للذيبِ
يسكنني من الأنياب ما يكفي لأرحل صوب غيب مترع بالملح
أرحل مستفيق اليأسِ
لا أمسي حدائق بهجةٍ خضراءَ
لا يومي صديق الفرحةِ الأبهى
ولا موتي بطوليّ الخطى حتى يضيء خطى غزاةِ السرّ