الخميس  14 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في ساعات التهدئة الإنسانية .. غزة تتنفس

2014-08-11 10:37:27 AM
في ساعات التهدئة الإنسانية .. غزة تتنفس
صورة ارشيفية
 
الحدث- علا عطاالله
يشعر الفتى أحمد الحلبي "17 عاما" كما لو أنّه على وشك العثور على كنز ثمين، وهو يسير صباح اليوم الإثنين في شوارع قطاع غزة، متجها صوب مدرسته لاستلام شهادة الثانوية العامة "التوجيهي".
وهذه الفرحة المؤجلة منذ شهر ستتحقق اليوم كما يرجو في ساعات التهدئة المؤقتة بين الفصائل الفلسطينية، وإسرائيل.
ويقول الحلبي لوكالة الأناضول إنّه لا يكاد يُصدّق نفسه أنه نجا من الحرب الإسرائيلية، والقصف اليومي المتواصل، وأنه الآن يسير نحو مدرسته لاستلام شهادة تم الإعلان عن نتائجها منذ نحو شهر.
وسيكون آلاف الطلبة صباح اليوم على موعد مع استلام شهاداتهم، كما أعلنت وزارة  التربية والتعليم الفلسطينية.
وقالت الوزارة في بيانٍ تلقت وكالة الأناضول نسخًة عنه إنّ مديريات قطاع غزة ستفتح أبوابها صباح اليوم الاثنين، وستقوم بتوزيع الشهادات على المدارس وتسليمها للطلبة.
وعلى أنقاض البيوت المدمرة، استقبل أهالي قطاع غزة، في 15 من يوليو/تموز الماضي نتائج الثانوية العامة.
وقد غيّب العدوان الإسرائيلي ، وما خلّفته الغارات الحربيّة من مئات القتلى والجرحى، وتدمير لآلاف المنازل، مظاهر الاحتفال بنتائج امتحانات الثانوية العامة .
ولم يتمكن حتى اليوم الطلبة من استلام شهاداتهم، بفعل القصف اليومي، وعدم استقرار الأوضاع.
وبدت شوارع قطاع غزة، اليوم مكتظة بآلاف الطلبة الذين توجهوا لاستلام شهاداتهم  التي تؤهلهم للدراسة الجامعيّة.
ويمنح إعلان التهدئة الإنسانية بين إسرائيل، وفصائل المقاومة الفلسطينية، سكان قطاع غزة الشعور بالأمان بمعاودة حياتهم العادية، والطبيعية.
وبدأ في أول ساعات اليوم الاثنين سريان تهدئة مؤقتة اقترحتها مصر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لمدة 72 ساعة، على أمل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار عبر مفاوضات غير مباشرة في القاهرة.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان مساء الأحد، إن هذه الهدنة الجديدة تهدف إلى "تهيئة الأجواء لتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية اللازمة، وإصلاح البنية التحتية، واستغلال تلك الهدنة في استئناف الجانبين للمفاوضات غير المباشرة بصورة فورية ومتواصلة، والعمل خلالها على التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار شامل ودائم".
ومنذ ساعات الصباح الأولى بدأت طوابير الفلسطينيين تصطف أمام المخابز، ومحال الصرافة، ومحطات مياه التحليّة، وفي كل مكان بإمكانه أن يمد السكان بـ"الحياة" التي افتقدوا تفاصيلها في الساعات السابقة.
وأصدرت سلطة النقد تعليماتها لجميع فروع المصارف العاملة في قطاع غزة، بمباشرة تقديم خدماتها المصرفية صباح اليوم الإثنين.
وقالت سلطة النقد في بيان مقتضب تلقت وكالة الأناضول نسخًة عنه إنّ مصارف قطاع غزة ستباشر تقديم خدماتها المصرّفية .
ومنذ أكثر من شهر، أعلنت سلطة النقد إغلاق فروع البنوك العاملة، مؤكدة أن القرار استهدف بالدرجة الأولى الحفاظ على سلامة المواطنين وموظفي القطاع المصرفي.
وفور إعلان التهدئة الإنسانية، المؤقتة تبدو الشوارع وكأنها في الأيام الطبيعية والعادية، إذ يخرج سكان قطاع غزة، بحثا عن الحياة، التي تتزاحم مع الموت.
وتقول سعاد المصري لوكالة الأناضول، وهي تسكب دلو الماء على عتبة منزلها، كي تنظفه مما علق به من غبار وأتربة يُخلفها القصف الإسرائيلي، إنّ قطاع غزة يحتاج لسنوات من الراحة، يتنفس من خلالها، ويُعيد ترتيب حياته.
وتُضيف: "لقد تعبنا، نريد أن نعيش حياتنا الطبيعية، دون حروب، ولا تهدئة مؤقتة، أن نحيا باختصار كباقي البشر".
وفي شوارع قطاع غزة ارتفع صوت الباعة المتجولين، وهم ينادون على ما يحملون من خضروات، وفواكه.
ويرتفع الضجيج أكثر فأكثر، مع خروج أفواج النازحين من مدارس الإيواء، وهم يعودون إلى بيوتهم، لتفقد ما خلّفته آلة الحرب من دمار وخراب.
وفي هذه الساعات من التهدئة يحاول أهالي قطاع غزة التقاط أنفاسهم، بالخروج إلى شاطئ البحر، وملامسة رمله الذهبي، والسباحة في أمواجه هربا من الحر وتعب ما خلّفته الأسابيع الماضية.
 وتعكف الجهات المختصة على إصلاح أضرار القصف الإسرائيلي، كخطوط الهاتف، والمياه، وإصلاح خطوط الكهرباء.
وتواصل في هذه الساعات طواقم الإسعاف والدفاع المدني في انتشال جثامين الشهداء، من تحت أنقاض وركام البيوت والأحياء، في المناطق الحدودية لقطاع غزة.
ومن جانبها، دعت وزارة الداخلية في غزة أهالي القطاع، لأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر خلال فترة التهدئة.
وناشدت السكان في تصريح، تلقت الأناضول نسخةً عنه بعدم الاقتراب من الأماكن والمواقع التي تعرضت للقصف.
المصدر: وكالة الأناضول