الحدث - باريس
حرك وضع اللاجئين السوريين على أبواب باريس مشاعر المواطنين الفرنسيين والجمعيات الإنسانية، التي ضاعفت مبادراتها من أجل توفير المأوى والطعام لهؤلاء اللاجئين، وذلك مع اقتراب فصل الشتاء وطقسه البارد، خاصة وأن الكثير منهم يقبع في خيام مع أطفال ونساء.
وصلت مئات العائلات السورية إلى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس خلال الأسابيع الأخيرة، غالبيتها تضم أطفالا ونساء فروا من أهوال الحرب في بلادهم، إلا أنهم وجدوا أنفسهم على قارعة الطريق في تجمعات تحت الخيام يعانون الجوع والبرد مع قدوم فصل الشتاء.
هذا الوضع المزري جعل الكثير من المتطوعين يبحثون عن حلول عبر مبادرات فردية أو منظمة عن طريق الجمعيات.
ومنذ نشر صورة الطفل السوري آيلان الذي حملت أمواج البحر جثته إلى إحدى الشواطئ التركية، تتالت المبادرات على شبكات التواصل الاجتماعي لمساعدة هؤلاء المهاجرين السوريين.
الكل له الحق في ليلة في فندق
من بين المبادرات الفردية التي أطلقت على الإنترنت، صفحة للتبرع بالمال، مهما كانت قيمته، من أجل حجز غرف للاجئين في فندق، وكانت وراءها سيدة فرنسية تدعى أوريلي بوابان تمكنت لحد الآن من جمع 1900 يورو سيتم استعمالها أواخر شهر سبتمبر/أيلول الجاري من أجل حجز غرف .
ولكن تبقى هذه المبادرات التي أطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي على المدى القصير وغير منظمة ، لأن الليالي بالفنادق تبقى باهظة الثمن–على الأقل 40 يورو لليلة الواحدة - ومن الصعب جمع مبلغ يكفي مئات الأشخاص ولفترة طويلة
أما الجمعيات فهي بدورها تسعى لإيجاد الحلول لإيواء هؤلاء الفارين من جحيم الحرب كجمعية "سينغا" التي طلبت من الفرنسيين الذين لديهم غرفا شاغرة في منازلهم استقبال اللاجئين.
فهذه الجمعية عبر موقعها على الإنترنت تلعب دور الوسيط بين اللاجئين والمستقبلين، حيث قال المكلف بالإعلام في الجمعية غيوم كابيل إن الجمعية تقوم بالتنسيق بين الفرنسي صاحب البيت واللاجئ، ولكن بشرط أن يكون قد حصل على حق اللجوء.
كما تقوم الجمعية بمرافقة الأشخاص الذين يفتحون أبوابهم للاجئين لتعليمهم كيفية التعايش مع أشخاص جدد من بيئة وثقافة أخرى فروا من الحرب وقد يكونوا قد تعرضوا للتعذيب مثلا.
كما تقدم تكوينا للطرفين عن العادات والثقافات الأجنبية للتعرف أكثر على الآخر.
وإن كان هذا حلا مدروسا وعلى المدى البعيد إلا أن شرط أن يكون المهاجر قد حصل على حق اللجوء يعتبر تعجيزيا الآن.
جمع الملابس والمستلزمات الأساسية
فيما نشر ناشطون آخرون على مواقع التواصل الاجتماعي قائمة المستلزمات التي يحتاجها اللاجئون كالأكل والأغطية والملابس.
فالناشط خير الدين السلطاني مثلا نشر على صفحته على فيس بوك نداء من مخيم سانت وان يقول فيه " لمن يرغب في المساعدة، أحتاج لتبرعات تخص الأطفال، من حفاضات، صابون سائل، محارم، أحذية، هناك عدد كبير من الأطفال والعائلات هنا لم يطلبوا مني شيئا، بل استدعوني لخيامهم، أطلب ذلك منكم من أجل الأطفال، أعطيكم موعدا غدا صباحا لمن يريد المساعدة".