استفاق الجمهور الرياضي الفلسطيني على خبرٍ مفاجئ صباح يوم الأربعاء الـ 23 من شهر سبتمبر/أيلول الحالي، مفاده أن منتخب فلسطين لكرة السلّة حقّق انتصاراً تاريخياً على وصيف بطولة أمم آسيا منتخب الفلبين، بفارق نقطتين، في أول مباراة للفدائي بالبطولة.
فلسطين "تذبح" الفلبين!
صدمة، تتلوها فرحة، يتلوها تداولٌ هائلٌ لمقاطع فيديو من المباراة التاريخية، ضجّت بها مواقع التواصل الاجتماعي، وإشادة لا تنتهي بالجهد الذي قدّمه لاعب منتخبنا جمال أبو شمّالة، الذي تمكّن من تسجيل 26 نقطة، والحصول على 15 كرة دفاعية ملتقطة في المباراة التي انتهت بانتصار المنتخب الوطني بنتيجة 75 نقطة مقابل 73.
دخل الفدائي بطولة أمم آسيا لكرة السلّة من الباب الواسع بتحقيقه للانتصار الذي تحدثّت عنه جماهير المنتخبات المنافسة، ووصفته الصحافة الأجنبية بالمفاجأة الأكبر في اليوم الأول من البطولة، وذهب موقع الاتحاد الدولي لكرة السلة بعيداً في الوصف، فنشر: "فلسطين تذبح العملاق (الفلبين)".
المنتخب المحظوظ انتصر ثانيةً
وأشار الخبراء والمراقبون إلى أسباب عديدة لانتصار منتخب فلسطين على الفلبين، من بينها "القتالية" الكبيرة التي أظهرها زملاء النجم سني سكاكيني والآداء المتوازن بين الدفاع والهجوم طوال فترات المباراة، بينما أشارت بعض المصادر إلى نسبة كبيرة من "الحظّ" امتلكها الفريق الجديد على البطولة فحقق بها الانتصار الأول.
الرد جاء على أرضية الميدان في اللقاء التالي، فحققت فلسطين نصراً كبيرا على حساب منتخب الكويت بفارق وصل 21 نقطة، ونتيجة وصلت إلى 90 نقطة مقابل 69 نقطة بالعموم، حجز معها الفدائي مقعداً في الدور الثاني قبل خوضه اللقاء الأخير.
هونغ كونغ لم تصمد أيضاً
التقى منتخبنا الوطني نظيره منتخب هونغ كونغ في اليوم الثالث من البطولة، بهدف الحفاظ على صدارته للمجموعة الثانية من البطولة الآسيوية، وكان له ذلك بعدما انتصر على منتخب هونغ بنتيجة 85 نقطة مقابل 79، في مباراة أراح فيها المدير الفني لمنتخبا الوطني عدداً من اللاعبين تحضيراً للدور القادم.
من أين جاء هذا المنتخب؟
تساؤلات كثيرة طرحها الجمهور الرياضي الفلسطيني بعد هذه النتائج اللافتة التي حققّها المنتخب الوطني، من بينها:
- كيف وصلنا أمم آسيا؟
وصل منتخبنا الوطني لبطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة السلة للمرة الأولى في تاريخه بعد إحرازه للترتيب الثالث في بطولة غرب آسيا الأخيرة متفوقّا على منتخبي العراق وسوريا، ومتأخراً عن منتخبي الأردن ولبنان بفارق ضئيل من النقاط في المواجهات المباشرة، في البطولة التي احتضنتها الأردن قبل أشهر.
- ما الذي تغيّر على الفدائي لكي يحقق هذه الانتصارات التاريخية؟
تظافرت عوامل كثيرة من أجل أن يحقق المنتخب الوطني انجاز التأهل لبطولة أمم آسيا ثم التألق فيها وتصدر مجموعته أمام منتخبات كبيرة وذات خبرات طويلة في البطولة، ومن بين تلك العوامل:
· تطور الدوري المحلي، الذي أصبح يُلعب في آخر عامين بنظام الذهاب والإياب، بشكل ضمن إقامة أكبر عدد من المباريات، وساهم بشكل فعليّ في رفع مستوى اللعبة في فلسطين.
· استقطات المواهب الفلسطينية في الخارج، وأبرزها جمال أبو شمالة من الولايات المتحدة الأمريكية، وعماد قاحوش من إيرلندا، وأحمد هارون من كندا، بالإضافة للخبرات المتراكمة للاعب سني ساكيني الذي احترف في أكثر من مناسبة بالدوري الأردني، والصيني لكرة السلة.
وينتظر الفدائي مهمّة صعبة من أجل حجز بطاقة العبور للدور ربع النهائي من البطولة، إذ تلقى الخسارة بفارق 3 نقاط في الدوري الثاني أمام منتخب الهند، وتلقى خسارة ثانية أمام منتخب اليابان بفارق 7 نقاط، ولكن آماله بالتأهل لربع النهائي لا تزال قائمة في حال تحقيقه للانتصار على منتخب إيران، أو خسارته أمام إيران بشريطة خسارة منتخب الهند المتوقّعة أمام الفلبين.
*منتخب فلسطين سيلعب مباراته أمام منتخب إيران فجر يوم 29 من هذا الشهر، أي في نفس اليوم الذي ستصدر فيه الصحيفة.