تباينت ردود الفصائل الفلسطينية في معرض تعليقها على خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليلة أمس الأربعاء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بين غالبية رحبت به وذهبت إلى وصفه بالتاريخي والهام وأنه وضع خطة وبرنامج عمل وطني، وآخرون اعتبروه إيجابي وخطوة في الإتجاه الصحيح شرط الإلتزام بما جاء فيه، في وقت أكدت فيه "حماس" أن نتائجه لن تكون إلا كسابق الخطابات، في حال لم يحقق مطالبها الخمسة.
خمسة مطالب لدى حماس للتحقق من مصداقية إعلان الرئيس
وفي بيانها الرسمي مساء أمس الأربعاء، طالبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الرئيس محمود عباس بالإعلان الحاسم عن موت إتفاق أوسلو وسحب الاعتراف بإسرائيل ؛ حتى تتحقق مصداقية إعلانه عدم الالتزام بالاتفاقات الموقعة مع الكيان الإسرائيلي.
وقالت الحركة، إنه على الرئيس وقف التنسيق الأمني فوراً وإطلاق يد المقاومة في الضفة، داعية إياه إلى وقف الاعتقالات السياسية والإفراج الفوري عن كافة المعتقلين.
وطالب البيان رئيس السلطة بالتطبيق الفوري لبنود المصالحة والبدء باجتماع الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير وتشكيل حكومة وحدة وطنية ورفع الحصار عن غزة.
كما دعت الحركة الرئس عباس إلى التوجه فوراً إلى محكمة الجنايات الدولية لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة.
الشعبية: خطاب الرئيس خطوة في الاتجاه الصحيح شرط الالتزام بما أعلنه
عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية رباح مهنا، أكد أن خطاب الرئيس أبو مازن قد يكون خطوة في الاتجاه الصحيح، شرط الالتزام بما جاء فيه.
وبحسب ما صرح به مهنا اليوم الخميس، أن الجبهة تدعو إلى وضع برنامج عمل فلسطيني يتفق عليه الجميع، من أجل الالتزام بما أعلنه الرئيس أبو مازن بنيته، من وقف للتنسيق الأمني، وإعادة النظر في اتفاق باريس الاقتصادي، والحماية الدولية.
وطالب مهنا، على ضرورة إنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة، وترتيب البيت الفلسطيني، وبالذات منظمة التحرير الفلسطينية، وتنفيذ ما اتفق عليه، وأن يبادر الرئيس إلى دعوة الإطار القيادي المؤقت.
الجهاد: الخطاب إيجابي لكن شعبنا توقع أكثر من ذلك
وصرح عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي نافذ عزام أن خطاب الرئيس محمود عباس، لا يحمل تطور جديد يقلب الأمور لكنه يحتوي على عدة نقاط إيجابية أبرزها استمرار إدانة إسرائيل وتعرية مواقفها.
وقال عزام في حديث إذاعي صباح اليوم، " إن إعلان الرئيس أبو مازن عدم قدرة السلطة الفلسطينية الالتزام باتفاقيات لا يلتزم بها الاحتلال لا يعني إلغاء الاتفاقيات إلا أنه يحمل إسرائيل مسؤولية ما يجري".
وأعتبر عزام أن إعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال مسألة ستثير جدلا كبيرا حول كيفية وجود السلطة والحكومة بالتزامن مع إعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال.
وشدد عزام على ضرورة الاستمرار بالإجراءات اللازمة لإدانة اسرائيل ووضعها في قفص الإدانة في محكمة الجنايات الدولية والمحافل الأممية.
وأكد عزام أن الشعب الفلسطيني كان يتوقع أكثر مما ورد في خطاب أبو مازن مع أهمية الخطاب وضرورة اتباعه بخطوات اخرى أهمها استعادة الوحدة الوطنية وانهاء حالة الاختلاف والخلاف والتناحر والمناكفة لتعزيز الموقف الفلسطيني.
حزب الشعب: ندعم خطاب الرئيس بالأمم المتحدة
وقال حزب الشعب الفلسطيني، الليلة الماضية، إنه يدعم مضمون خطاب رئيس دولة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ70.
وأوضح الحزب في بيان صحفي وصل لـ"الحدث" نسخة منه، أنه يدعم ما أعلن عنه الرئيس في خطابه وبخاصة ما يتعلق بتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني بشأن العلاقة مع إسرائيل، وبخصوص الاتفاقات الموقعة.
وأكد الحزب دعمه لتشكيل حكومة وحدة وطنية تسهم في إغلاق ملف الانقسام، موضحا أهمية الإسراع في تشكيل جبهة موحدة للمقاومة الشعبية لتركيز كافة الجهود من أجل الإنهاء الفوري للاحتلال وتحقيق استقلال دولة فلسطين وضمان حقوق اللاجئين وفقا للقرار 194.
المبادرة الوطنية ترحب بالمواقف التي أعلنها الرئيس في الأمم المتحدة
بدورها رحبت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية بما أعلنه الرئيس محمود عباس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن تنفيذ قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية التي اتخذت في آذار الماضي بشأن العلاقة مع إسرائيل.
وأكدت المبادرة دعمها لمواقف الرئيس التي أعلن عنها بشأن العملية السياسية وعدم الالتزام بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل كونها خرقتها مرارا ولم تحترمها.
كما رحبت المبادرة الوطنية أيضا بمطالبة المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وكذلك بالدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.
واعتبرت حركة المبادرة الوطنية رفع العلم الفلسطيني على مقر الأمم المتحدة يعد تكريما لأرواح الشهداء وللجرحى، كما أن ذلك يؤكد عزلة اسرائيل ومن يقف معها.
مجدلاني : خطاب الرئيس حمل رسائل سياسية هامة ووضع برنامج وخطة عمل وطنية
الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أحمد مجدلاني، قال إن خطاب الرئيس أبو مازن أمس في الأمم المتحدة حمل رسائل سياسية هامة ، ووضع رؤية وخطة عمل وطنية ، صالحة للبناء والترجمة الفعلية ، بما يعيدالأعتبار للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية على المستوى الدولي والإقليمي.
وأشار مجدلاني، إلى أن الرئيس عباس كان واضحاً وصريحاً بشأن الاتفاقيات التي كانت موقعة مع دولة الاحتلال، أنها قد أصبحت مجمدة وموقوف العمل بها، فالجانب الفلسطيني قدم كل ما يلزم في سبيل إنجاح السلام والعملية السياسية ، لكن التعنت الإسرائيلي كان حاضرا ولم تلتزم حكومة إسرائيل بما تم التوقيع عليه
وأوضح مجدلاني، أن خطاب الرئيس هو خطة عمل سياسية وبرنامج عمل وطني يتطلب خطوات عملية وملموسة، ووجه تحذيرا للمجتمع الدولي بأن مفتاح السلام في الشرق الأوسط وامن واستقرار المنطقة يبدأ من فلسطين بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس.
'العربية الفلسطينية': خطاب الرئيس بالأمم المتحدة شامل ونقل معاناة شعبنا للعالم
من جانبها قالت الجبهة العربية الفلسطينية، إن خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة جامع وشامل واستطاع من خلاله أن ينقل معاناة شعبنا للعالم وسلط الضوء على الانتهاكات الاسرائيلية لحقوقنا الثابتة.
ورحبت الجبهة بإعلان الرئيس بوقف الالتزام الفلسطيني باتفاقيات الموقعة مع إسرائيل وربطها بمدى التزام سلطات الاحتلال بها، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني طالما عبر لأكثر من عقدين من الزمان التزامه بخيار السلام وتمسكه به، في ظل التنكر الاسرائيلي السافر لكل الاتفاقيات الموقعة ولكافة القوانين الدولية ومضيها في عدوانها على الشعب الفلسطيني، الامر الذي يتطلب توفير الحماية الدولية لشعبنا في مواجهة عدوان الاحتلال.