#الحدث- ناديا القطب
يجري يائير لابيد، رئيس حزب "هناك مستقبل" الإسرائيلي المعارض، وضمن زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، مجموعة من اللقاءات لعرض رؤيته بشأن تسوية سياسية إقليمية كان قد عرض ملامحها الأولى الأسبوع الماضي في جامعة "بار إيلان".
وبحسب مقربين من لابيد فإن المبادرة السياسية التي يتبناها ستحافظ على المصالح الإسرائيلية، وتضمن استمرار وجود إسرائيل كدولة يهودية، وتمكنها من الاستعداد بالتعاون مع الدول المعتدلة في مواجهة التنظيمات الإرهابية العالمية، وعلى رأسها تنظيم داعش، ومواجهة "التوسع" الإيراني.
وبحسب تقارير صحفية إسرائيلية، فإن لابيد سيعرض هذه الرؤية على أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، وأمام أصحاب الرأي والباحثين والأكاديميين في الولايات المتحدة.
المبادرة تستند إلى مبادرة السلام العربية
وبحسب خطاب لابيد في جامعة "بار إيلان"، بتاريخ 20 أيلول 2015، فإن لابيد قد دعى إلى تبني مبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة العربية السعودية في عام 2000.
وأضاف لابيد أنه “يعرض رؤية سياسية بديلة وشاملة، ولا تحاول أن تتهرب من وجود الصراع الإسرائيلي – العربي، أو الزعم أنها تصب في مصلحة إسرائيل وحدها."
ولفت لابيد إلى أن رؤيته السياسية تقوم على استراتيجية عليا، وضرورة تبني إسرائيل فكرة الذهاب إلى تسوية إقليمية شاملة، "تؤدي إلى تطبيع العلاقات مع الدول العربية، وإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جوار إسرائيل"
لقاء الأمير تركي الفيصل
وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن لابيد قد التقى الأمير تركي الفيصل والسفير السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية، لعرض رؤيته للحل السياسي. وذلك في سبيل التأسيس على مبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة العربية السعودية عام 2002.
وأضاف لابيد أن هذه التسوية "تتطلب حشد المملكة العربية السعودية ومصر والأردن ودول الخليج، ووساطة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والإتحاد الاوروبي لضمان نجاحها".
مهاجمة نتنياهو
من جهة ثانية، اتهم لابيد حكومة نتنياهو بالفشل الذريع، وبخاصة في الملف الإيراني النووي، وفي جميع الملفات المتعلقة بالسياسة الخارجية، وبتحويل الإدارة الأمريكية إلى عدو لإسرائيل.
وقال لابيد: "نتنياهو يتبع سياسة الشلل.. كان يجب على إسرائيل عدم ترك المبادرة العربية دون توفير رد لمدة 13 عاما، ويجب إقامة الدولة الفلسطينية
وأشار لابيد إلى أن نتنياهو “تسبب في تدهور الأوضاع الأمنية الإسرائيلية، وتسبب في تقوية شوكة حركة حماس، وتسبب في التطورات الحالية بمدينة القدس، كما فشل أمام حزب الله، وفي إدارة العلاقات مع روسيا والاتحاد الأوروبي، وأخفق في غالبية ملفات السياسة الخارجية”.
وذهب لابيد إلى أن استمرار الوضع الراهن تجاه الفلسطينيين “ينذر بمخاطر ضد أساس وجود إسرائيل كدولة يهودية”، مضيفا أن “إسرائيل لا يمكن أن تسمح لنفسها بمحاولة السيطرة على 3.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربية وغزة، حيث أن هذا الأمر يهدد وجودها كدولة يهودية”.
معارضة لطرح لابيد
ومع ذلك، شن أعضاء بالكنيست الإسرائيلي عن حزب “الليكود” الحاكم، وعن كتلة “المعسكر الصهيوني” المعارضة، على السواء، هجوما حادا ضد خطاب لابيد، زاعمين أن رؤيته تلك “تنم عن جهله السياسي، وعدم إدراكه للشؤون والمتطلبات الأمنية والخارجية”.