الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في غزة.. يصطادون "السرطان" ويأكلونه

2015-10-05 12:27:02 PM
في غزة.. يصطادون
صورة ارشيفية


#الحدث- محمد ماجد

بجهد بالغ وأنفاس متسارعة تمتزج مع نسمات الهواء الرطبة، يسحب الصياد عاهد شملخ، شباكه من مياه بحر غزة إلى اليابسة، وعلى وجهه ترتسم ابتسامة رضا، لما رُزق به من "صيد وفير لهذا اليوم من سرطانات البحر".

ويلتقط  الصياد شملخ (24 عاماً)، المتواجد على شاطئ بحر مدينة غزة، بيديه عشرات "السرطانات" أو المعروف محلياً بـ(السلطعون والجلمبو) العالقة في شباكه، ويضعها بعناية داخل صندوق بلاستكي، تمهيداً لتوريدها إلى سوق السمك المعروف باسم "الحسبة".
 

ويبذل الصياد الشاب، جهداً كبيراً  ليحظى بصيد وفير يمكنه من توفير قوت يوم عائلته، فيخرج إلى عمله قبل شروق الشمس، ولا يعود إلا في ساعة متأخرة من المساء.

ويقول شملخ: "أسواق السمك شهدت انتعاشاً خلال الأيام الماضية؛ بسبب بدء موسم صيد السلطعون، وتواجده بكميات جيدة على مسافة قريبة من الشاطئ".

وتشهد أسواق السمك في القطاع، إقبالاً كبيراً من الفلسطينيين على شراء "السلطعون"؛ لانخفاض سعره عن الأنواع الأخرى، وقيمته الغذائية، ويشير شملخ إلى أن سعر الكيلو الواحد يبلغ دولارا أمريكيا واحدا.

ويضيف: "صيد السلطعون والأسماك مصدر رزق لي، ولعائلتي، للتغلب على ظروف الفقر والبطالة التي نعيشها في قطاع غزة ".

ويجني شملخ، من سرطان البحر، يومياً، ما يعادل 25 دولاراً أمريكياً.

ولا يكترث الشاب، لعلامات الإرهاق التي ارتسمت على وجهه، جراء فك خيوط الشباك المتداخلة، والتقاط السرطان العالق بها.

ويوضح أن المسافة التي تسمح السلطات الإسرائيلية في الصيد فيها "محدودة"، ما يعني أن كميات الأسماك التي يتم اصطيادها قليلة جداً.

وتمنع إسرائيل الصيادين من تجاوز مدى 6 أميال بحرية فقط من شواطئ غزة، رغم أن اتفاقية أوسلو للسلام بين منظمة التحرير الفلسطينية، وإسرائيل الموقعة عام 1993، تسمح للصيادين الوصول لمسافة 20 ميلاً بحرياً.
 

من جهته، أعرب الصياد يوسف بكر (30 عاماً) عن  سعادته لصيد كميات وفيرة من "سرطان البحر".

وعلى حافة الشاطئ كان بكر يجلس ويخلص بحذر شديد، أعداداً كبيرة من "سرطانات البحر" من شباكه، خشية من أن "تلدغه" بـ"مقصاتها" الحادة والمؤلمة.

ويقول إن "بدء موسم صيد السلطعون لهذا العام في مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول، يوفر مصدر رزق مهم لي ولعائلتي؛ فهذا النوع من الأسماك يخرج إلى الشاطئ بكميات كبيرة، ما يجعل من عملية صيده سهلة، كما أن أسعاره منخفضة مقارنة بالأنواع الأخرى من الأسماك، فيشهد إقبالاً كبيراً من قبل أصحاب الدخل المحدود".

ويحتاج بكر إلى عدة ساعات وجهد طويل حتى ينتهي من سحب شباكه، وإخراج السرطانات العالقة فيها.

ويشير إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها، كغيره من الفلسطينيين في غزة، دفعته للتوجه لصيد الأسماك.

ويعيش حوالي 40 ألف فلسطيني من صيد السمك في قطاع غزة، وفقاً لرئيس نقابة الصيادين في غزة نزار عايش.

وتفرض إسرائيل حصاراً خانقاً على قطاع غزة منذ فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية مطلع عام 2006، وشددته في أعقاب سيطرتها على القطاع صيف عام 2007.

المصدر: وكالة الأناضول