الخميس  05 كانون الأول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لماذا صمتت دول الخليج على العدوان على غزة؟

2014-08-13 07:48:07 AM
لماذا صمتت دول الخليج على العدوان على غزة؟
صورة ارشيفية
 
الحدث- ذا غارديان
بعد تبخر الآمال في التوصل إلى هدنة دائمة مرة أخرى اليوم، يستمر الضغط المكثف على غزة. وقد تعودنا على سماع الأصوات من جميع أنحاء العالم التي ثارت ضد الصراع. ولكن المستغرب أن دول الخليج العربي لم تبدِ احتجاجها على ما يحدث في غزة إلا نادرًا.

سياسات الخليج تجاه غزة تبدو مختلطة، ففي عام 2007، قال لي المسؤول عن الملف الفلسطيني بمكتب الحكومة المركزية في دبي إنه “بالنسبة الشيخ محمد، فإن السياسة العامة تأتي قبل السياسة اليومية. فنحن لا نضع العربة أمام الحصان. ويجب أن نقوم بترتيب أوضاعنا داخليًّا، وبعد ذلك يمكننا تغيير الأمور”، وطالبني بالابتعاد عن السياسة الفلسطينية.

هذا الموقف من الإمارات، يتناقض مع كم المساعدات المقدمة منها للفلسطينيين، حيث قال لي أحد المسؤولين في السلطة الفلسطينية المسؤول عن إعادة الإعمار “لقد تلقى الفلسطينيون المزيد من المساعدات الإنسانية في شكل دعم للميزانية من دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من أي دولة أخرى”.

في خلال الحرب الأخيرة على غزة، تم إرسال 18 طائرة بوينغ 747 وC130 من دبي محملة بوجبات الطعام والبطانيات والأدوية. كما تعهدت المملكة العربية السعودية بدفع مبلغ 80 مليون دولار أمريكي (حوالي 48 مليون جنيه استرليني) كمعونة.

ولكن هذا الجهد الإنساني يقف في تناقض صارخ مع السياسة الخارجية للخليج. فلم ينتقد ملك المملكة العربية السعودية العدوان الإسرائيلي إلا بعد ثلاثة أسابيع دامية. ثم تلاه دولة الإمارات العربية المتحدة.

وكان وزير خارجيتها عبد الله بن زايد، قد أدان في وقت سابق الاعتداء الإسرائيلي على تويتر.

ولكن واحدة من تلك الدول لم تتخذ موقفًا صلبًا واضحًا مطالبًا بإجراءات عقابية ضد إسرائيل، بل ظل الصمت العربي الخليجي -في السياسة والفكر والاستراتيجية- قائمًا، وقد ترددت أصداؤه في الغرب، حيث فعلت أسبانيا ودول أمريكا اللاتينية جهدًا أكبر لحشد الدعم لغزة من نظيراتها العربية.

وبدلًا من اتخاذ إجراءات، وجهت دول الخليج سهامهم الدبلوماسية تجاه بعضهم البعض. حيث احتدم الخلاف بين قطر والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث نشرت مجلة آي أون ميدل إيست موضوعًا حول وجود مؤامرة مشتركة بين إسرائيل والسعودية ومصر ضد غزة. بينما نفت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تكون لديها أي علاقات تطبيع مع إسرائيل، “كما فعل آخرون” في تلميح للعلاقة المنحلة بين قطر وإسرائيل التي قامت في التسعينيات.


ما هي بعض أسباب هذا الوضع؟ ربما كان أحد أسباب ذلك هو شعور تلك الدول بالإرهاق بعد عشر سنوات من الضغط الخليجي على إسرائيل ومبادرة السلام العربية، من دون جدوى. لكن المخاوف السياسية الداخلية حتمًا تلعب دورًا هامًّا بالنسبة لتلك الأنظمة التي تشعر بالقلق من شعوبها.

ويرى الدكتور كريستيان اليرشسن من جامعة رايس، “أنّ دول الخليج في عملية توازن صعبة بين التزاماتهم تجاه القضية الفلسطينية وحملتهم ضد جماعة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء المنطقة”.

ولكن حتى المساعدات الإنسانية تغدو عديمة الفائدة إذا كانت مواد إعادة الإعمار لا يمكنها الدخول إلى غزة. لذا ينبغي على دول الخليج وضع حد للحصار على غزة، وموافقة الاقتراح الأخير الذي طرحه جيمي كارتر وماري روبنسون لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي. كما ينبغي على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تمويل وإرسال قوات حفظ سلام؛ كما فعلت في أفغانستان إلى جانب الحلفاء الغربيين.

كما إنه لم يتم حتى الآن التفكير في مسألة القبة الحديدية بتمويل الإمارات العربية المتحدة لحماية سكان غزة.

الولايات المتحدة قالت إنها سوف “تعارض بقوة” مطالبة الفلسطينيين بإجراء تحقيق من قبل المحكمة الجنائية الدولية حول الاعتداءات الإسرائيلية؛ لذا يجب وضع خطة عربية ذات مصداقية لدعم جهود المحكمة الجنائية الدولية، فلا ينبغي أن يذهب الفلسطينيون إلى المحكمة وحدهم. كما يجب أن توضع العلاقة بين الولايات المتحدة ودول الخليج أيضًا تحت الضغط نتيجة للدعم المالي والعسكري السابق لإسرائيل.

كما لا ينبغي أن تكون صادرات النفط بعيدة عن طاولة المفاوضات.

ربما كانت هذه لحظة قوة في منطقة الخليج؛ لذا فيجب على تلك الدول أن تستخدم نفوذها حيث تمسّ الحاجة إليه