الأحد  20 نيسان 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": شرارة الانتفاضة تصل غزة وتوقعات بتواصلها واتساع رقعتها

2015-10-10 02:39:01 PM
متابعة
صورة ارشيفية

الحدث- محمد مصطفى

شكل يوم أمس الجمعة نقطة تحول رئيسية وهامة في الانتفاضة الشعبية المتواصلة، بعد انتقال الأخيرة إلى قطاع غزة، الذي كان ينعم بالهدوء طوال الفترة الماضية.

فقد شكلت منطقة "ناحل عوز"، شرق مدينة غزة، شرارة لانتفاضة القطاع، التي سرعان ما انتشرت لتصل مدينتي خان يونس ورفح جنوباً، لتشتعل المواجهات مع جيش الاحتلال المتحصن في مواقع وأبراج مراقبة تمتد على طول خط التحديد، خلف سياج إلكتروني شائك.

واللافت بل الغريب، أن الآلاف من الشبان توجهوا في وقت متزامن تقريباً إلى مناطق خط التحديد على امتداد شرق قطاع غزة، بدون تنسيق أو دعوة مسبقة، واندلعت الاشتباكات مع جنود الاحتلال بالحجارة في وقت متزامن، ما أوقع العشرات من الشهداء والمصابين.

مواجهة ضرورية
الشاب إبراهيم أحمد، أحد المشاركين في المواجهات التي دارت شرق مدينة خان يونس أمس، أكد أنه وبعد أدائه صلاة الجمعة في أحد مساجد المدينة، اتفق ومجموعة من رفاقه على التوجه لمنطقة الفراحين شرق المحافظة، ليرفعوا الأعلام الفلسطينية، ويبدوا تضامنهم مع انتفاضة الضفة، ليفاجئ هو ورفاقه بعشرات بل مئات الشبان قد سبقوهم، وأن الأمر سرعان ما تحول إلى مواجهة مع قوات الاحتلال.

وأكد أحمد أنه حظي بشرف المشاركة في المواجهات، وشعر بحماسة كبيرة وهو يلقي الحجارة على قوات الاحتلال، فهو طوال الفترة الماضية كان يشعر بغصة وحرقة، كون غزة لم تشارك توأمتها الضفة الثورة الشعبية.

وتمنى أحمد أن تتواصل الانتفاضة في قطاع غزة والضفة، وتتحول كل المدن الفلسطينية إلى ساحات مواجهة مع المحتل، فلم يعد أي فلسطيني يحتمل ما يفعله الاحتلال، من استيطان وحصار وتهويد، وأخيرا محاولة التقسيم الزماني للقدس، وآن الأوان لانتفاضة عارمة في وجه الظلم، لتحقيق المطالب بالحرية والاستقلال.

انتصارات معنوية
وبدا عدد من الشبان فرحين وهم يقصون السياج الفاصل شرق قطاع غزة، ويغرسون الأعلام الفلسطينية في قلب الأراضي المصادرة، على حافة الخط المذكور "المنطقة العازلة"، وهم يرددون هتافات "نموت وتحيا فلسطين".

ولم يأبه الشبان بإطلاق النار عليهم، وعاد معظمهم يشعرون بالفخر والنصر المعنوي، لوضعهم العلم في منطقة ظلت محرمة على الفلسطينيين لسنوات طويلة.

وقال أحدهم ويدعى "أمجد"، نحن اليوم نثبت للجميع بأن الضفة وغزة أرض واحدة، ووطن واحد، ومهما حاول الانقسام البغيض تفريقنا إلا أننا سرعان ما نتحد، ونجابه العدو بيد واحدة.

وأكد "أمجد" أنه سيواصل مشاركته في المواجهات مع قوات الاحتلال في مختلف مناطق التماس، حتى لو كلفه ذلك حياته، فلم يعد للحياة من وجهة نظره أي طعم أو معنى في ظل حصار وخنق، ومنع من ابسط الحقوق.

وتمنى أن تتواصل الانتفاضة في غزة وتتسع، ليشارك فيها الجميع، حتى الفصائل الفلسطينية، التي لازالت تتخذ موقف المتفرج مما يجري.

دعوات للحذر
وطالب العديد من المواطنين والنشطاء، الشبان ممن يشاركون في التظاهرات شرق قطاع غزة، بالحذر وتجنب إلقاء النفس إلى التهلكة، خاصة أن مواقع الاحتلال ودباباته على تخوم القطاع محصنة ضد الصواريخ والقذائف، ولن تؤثر فيها الحجارة، والمساحات شرق القطاع مكشوفة ومفتوحة، على عكس الحال في الضفة الغربية.

وأكد الشاب عبد العزيز حسين، أنه يؤيد وبشدة أن تتحرك غزة، ولا تبقى صامتة في وقت تتصاعد فيه انتفاضة الضفة، لكن هذا لا يعني أن يلقي الشبان بأنفسهم للتهلكة، فجنود الاحتلال المتمركزين في آليات ومواقع حصينة، كانوا يلعبون لعبة "صيد البط" مع الشبان، يصيبون برصاصهم من يشاءون، وفي المكان الذي يريدون، دون أن يلحق بهم أي أذى.

وطالب حسين الشبان بالحذر، والمشاركة في الفعاليات بطريقة لا تلحق فيهم أي أذى جسدي، وأن لا يحولوا أجسادهم إلى أهداف سهلة لجنود حاقدين.