الحدث- محمد مصطفى
أغلقت السلطات المصرية معبر العودة الحدودي برفح، مساء أمس الخميس، بعد أن كانت فتحته بصورة استثنائية ومقلصة ليومين، للسماح بعودة حجاج بيت الله الحرام إلى منازلهم في قطاع غزة، بعد أن انتهوا من تأدية مناسك الحج في الديار الحجازية، دون السماح لأي من العالقين في كلا جانبي الحدود بالسفر.
وقال مصدر مطلع على المعبر، إنه خلال اليومين الماضيين سمح لقرابة 2500 حاج وحاجة، باجتياز المعبر قادمين من الأراضي المصرية، حيث كان سمح أيضا في وقت سابق من الأسبوع الماضي، بعودة حوالي 500 حاج من ذوي الشهداء والأسرى، ممن يؤدون الفريضة كمكرمة على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك سليمان بن عبد العزيز.
وقال المصدر ذاته، إنه تم تجميع الحجاج في صالة خاصة بمطار القاهرة الدولي، وقضى بعضهم يوم أو أكثر من الانتظار، ومن ثم كانوا يستقلون حافلات وينطلقوا في ساعات الصباح الباكر في اتجاه معبر رفح، لتتولى قوات من الجيش المصري تأمين مغادرتهم شبه جزيرة سيناء، التي تشهد أوضاع أمنية متوترة.
وكانت مصادر مطلعة على المعبر، أوضحت أن كافة الإجراءات اللازمة اتخذت لتسهيل إجراءات اجتياز الحجاج المعبر.
الأزمة مستمرة
وكانت أزمة المسافرين في كلا جانب المعبر، خاصة العالقين في قطاع غزة، تواصلت وتفاقمت، مع استمرار إغلاق المعبر بصورة تامة في وجه العالقين، منذ أواسط آب الماضي.
وشهدت أعداد العالقين الفلسطينيين في كلا جانبي المعبر تزايد ملحوظ خلال الأيام الماضية، خاصة في مسلك المغادرة، حيث أكدت مصادر في وزارة الصحة بغزة تزايد ملحوظ أعداد المرضى ممن هم بحاجة للسفر من أجل العلاج.
ويتابع آلاف العالقين الفلسطينيين في قطاع غزة، أنباء المعبر بترقب بالغ، وينتظرون بفارغ الصبر قراراً مصرياً جديداً بفتحه.
وناشد العالقون في كلا الاتجاهين السلطات المصرية، للعمل من أجل إنهاء معاناتهم، وإعادة فتح المعبر، لتمكينهم من السفر.
وأعرب العديد من هؤلاء العالقين، عن خيبة أملهم لاستمرار الأزمة، مؤكدين أن استمرار إغلاق المعبر تسبب في تضرر مصالحهم، وعدم تمكنهم من الوصول لمحال إقامتهم، أو العودة إلى أعمالهم في الوقت المحدد.
وتوقعت العديد من المصادر حدوث تفاقم إضافي على أزمة المسافرين على المعبر في الفترة المقبلة، خاصة في حال تواصل إغلاق المعبر لمدة أطول.
وكان مدير معبر رفح البري خالد الشاعر، نفي المعلومات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلامـ بفتح معبر رفح لمدة أربعة أيام لعودة حجاج بيت الله الحرام إلى قطاع غزة، موضحاً أن الجانب المصري أبلغه بفتح المعبر بشكل استثنائي لمدة يومين فقط ومن ثم أعيد إغلاقه.
ولازالت السلطات المصرية تفرض قيود مشددة على مغادرة الفلسطينيين قطاع غزة، وتسمح للحالات الإنسانية والعالقين فقط بالسفر، بحيث يسمح في أوقات فتح المعبر وهي متباعدة، بالسفر للمرضى من حملة التحويلات المرضية الصادرة من قبل وزارة الصحة، وكذلك الطلاب الدارسين في الخارج، إضافة إلى الأجانب وحملة الإقامات العربية والأجنبية.