كشف "روعي ينوفسكي" الصحفي بـ"يديعوت أحرونوت" عن ملاحقة ناشطين في اليمين اليهودي المتطرف العمال العرب في القدس، والتربص بهم في محاولة للتعدي عليهم، مرددين هتافات عنصرية مثل "الموت للعرب".
يروي الصحفي تجربته التي جرت وقائعها مساء الخميس الماضي، حيث قام بتغطية التظاهرة العنيفة لتنظيمات "لا فاميليا" و"لاهافا" بمشاركة نحو 700 شخص من اليمين المتشدد، والتي شهدت مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية.
وخلال المسيرة ردد المتظاهرون هتافات من قبيل "الموت للعرب " و" سنحرق قراكم" و"ابحثوا عن العرب وهاجموهم"، وبالفعل بعد التظاهرة هاجم المتطرفون اليهود سائق سيارة أجرة عربي وحاولوا الاعتداء على آخرين.
ويقول "ينوفسكي" إن الشرطة كانت تسيطر على الوضع لكن عددا من المتطرفين اليهود قوامهl من 5 إلى 10 أشخاص، انشقوا عن زملائهم وتوجهوا إلى وسط المدينة لإجراء عمليات تمشيط تمكنهم من تحديد أماكن العرب، فكانوا يدخلون المحلات التجارية ويسألون أصحابها "هل تشغلون عربا هنا؟". بل ويسألون العمال أسئلة من قبيل "كم الساعة" لفحص لهجتهم وما إن كانوا عربا يخفون هويتهم.
عندما تبين أن الأمور عادت إلى طبيعتها وتم تفريق المتظاهرين عاد صحفي "يديعوت" لمنزله في حي "نحلاؤوت" القريب، لكن بعد مرور نصف ساعة اضطر للخروج مجددا لشراء بعض الأشياء من متجر يقع بإحدى محطات الوقود بشارع "سيدروت بن تسفي".
شاهد في المنطقة العشرات من ناشطي "لا فاميليا" و"لاهافا"، كانوا يمشطون المحالات والمتاجر بحثا عن عمال عرب للاعتداء عليهم، وربما قتلهم. كانوا يرفعون علم تنظيم "لاهافا" ويرددون "الموت للعرب" و"محمد مات".
دلف "ينوفسكي" للمتجر. كان هناك عامل عربي في العشرينات من عمره، وفي المطعم المجاور عمل ثلاثة عرب آخرون. فجأة دخل إلى محطة الوقود نحو 15 ناشطا متشددا بعضهم يرتدي قمصان فريق "بيتار أورشليم" وآخرون قمصان "لاهافا".
دلف أحدهم إلى المتجر، ونظر للعمال وسأل بصوت عال:”هل تشغلون عربا هنا؟". وخلال ثواني معدودة لاحظ "الأي دي" الذي كان يحمله العامل العربي، وقال :”أفهم إذن أن هناك عربا هنا". انسل الإرهابي اليهودي خارج المتجر واستدعى باقي أصدقائه في محطة الوقود.
حاول العامل العربي الذي بدا مذعورا للغاية إغلاق المتجر لكنه كان عالقا. كذلك كان من الصعب إغلاق الباب الزجاجي في البداية، لكن الزبائن الذين صدف وجودهم بالمكان وبينهم الصحفي الإسرائيلي ساعدوا صاحب المتجر الذي كان متوترا للغاية في إغلاق الباب.
في هذه اللحظة وصل عناصر "لاهافا" إلى باب المتجرـ وحاولوا فتحه بالقوة، وطرق أحدهم على الباب بقوة، متوعدا العامل العربي في الداخل. وخلال دقائق وصلت الشرطة إلى المكان، لكن كان النشطاء اليهود قد اختفوا تماما.
تبقى هذه القصة شاهدا على الإرهاب اليهودي والعنصرية المتفشية في إسرائيل ضد العرب، وليست واقعة مقتل الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير من حي شعفاط بالقدس، وإحراقه على قيد الحياة على أيدي مستوطنين في 2 يوليو 2014 ببعيدة.