الأحد  20 نيسان 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حسّان: بأي ذنب قتلت إسرائيل طفلتي وزوجتي الحامل؟

2015-10-12 04:37:09 PM
 حسّان: بأي ذنب قتلت إسرائيل طفلتي وزوجتي الحامل؟
صورة ارشيفية

الحدث - محمد ماجد 

في كل مرة ينظر فيها الشاب الفلسطيني، يحيى حسان، لهاتفه المحمول، ويرى على شاشته صورة طفلته رهف، يدخل في نوبة بكاء شديدة.

فـ"حسان"، الأب المكلوم، لم يعد يحتمل، كما يقول لوكالة الأناضول، رحيل ما وصفها بـ"فراشة قلبه"، التي فقدها بصحبة والدتها الحامل.

وكان الجيش الإسرائيلي، قد قال صباح السبت الماضي، إن طائرات سلاح الجو التابعة له، قصفت في الساعات الأولى موقعين لحركة (حماس) في قطاع غزة، ردا على إطلاق صاروخ من القطاع على جنوبي إسرائيل.

لكن الصواريخ الإسرائيلية، أصابت منزل "حسان"، وأودت بحياة زوجته نور (30 عاما)، الحامل في الشهر الخامس، وصغيرتها رهف (عامان) فيما أصيب الأب، واثنان آخران.

وما زال حسان، يذكر جيدا، الساعات الأخيرة، التي قضاها مع طفلته، وزوجته.

ويقول الأب المصاب في قدمه، ويده بشظايا الغارة الإسرائيلية، إنه على غير العادة، لاعب "رهف"، بشكل غير مسبوق، قبل خلودها إلى النوم.

ولا يتوقف حسان، عن تقبيل صورة ابنته، الظاهرة على شاشة هاتفه المحمول، وعيونه تذرف الدموع.

وبصوت حزين، يسأل الأب:" بأي ذنب قتلت إسرائيل ابنتي وزوجتي؟".

ويضيف:" قتلهم جيش الاحتلال بدم بارد، لم يعرف أين معنى للإنسانية".

وسرد حسان، في حديثه مع وكالة الأناضول، تفاصيل القصف الذي تعرض له منزله، ويقول:" عقب إطلاق إسرائيل الصاروخ الأول، سمعت صوت زوجتي وهي تصرخ: يحيى يحيى ايش في؟  (ماذا حصل؟).

وبعدها بثوانٍ معدودة، سمع حسان صراخ طفلته "رهف"، وهي تنادي: "بابا بابا بديش (لا أريد أن) أموت".

لكن الصاروخ الثاني، الذي أطلقته الطائرات الحربية الإسرائيلية، أسكت صوت الطفلة وأمها إلى الأبد، وحوّل المنزل إلى كومة من الركام المتناثر.

ويضيف حسان:" عشت لحظات قهر وألم، صراخ شديد، أريد أن أزيل أكوام من الركام لأنقذ زوجتي وابنتي، ولكن دون جدوى، فسقف المنزل أصبح على أجسادنا، ثم غبت عن الوعي".

واستيقظ يحيي في المستشفى، ليتم إخباره، بأن زوجته نور، وابنته رهف، قُتلتا.

وقال:" طلبت أن أراهما قبل أن يتم دفنهما، بكيت لساعات طويلة، شعرت بحرقة شديدة وألم يمزق قلبي".

وتناقلت وسائل الإعلام العالمية، صورا للشاب حسان، وهو يحتضن باكيا جسد طفلته "رهف"، الميت، طالبا منها أن تستيقظ.

وفي أعقاب الجنازة ذهب حسان كي يتفقد منزله، علّه يجد شيئا من آثار حبيبيته اللتين غادرتاه، لكنه لم يجد سوى أنقاضا وركام، ولم يبق من ذكرياتهما سوى دمى ممزقة، وملابس، محترقة.

وبعد أن بدأ حديثه معنا بالدموع، ختم "يحيي حسان"، حديثه بالدموع أيضا، وقال:" إسرائيل دمرت حياتي، في لحظة، فقدت زوجتي، وطفلتي، ومنزلي".