الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

إلى أين تتجه الأمور؟ بقلم: سامي سرحان

2015-10-13 12:39:21 PM
إلى أين تتجه الأمور؟ بقلم: سامي سرحان
صورة ارشيفية

نختلف كفلسطيننين على توصيف ما يجري اليوم من أحداث في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، هل هو انتفاضة شعبية شاملة ثالثة، أم هو إرهاصات أم هبة جماهيرية أم  هبة شبابية تعبيراً عن رفض الاحتلال الإسرائيلي ومقاومة وجوده، أم هبة من أجل الأقصى والقدس ورفض لتهويدهما باعتبارهما جزءاً ثابتاً من العقيدة الاسلامية.

وكما اختلف التوصيف لما يجري، اختلفت المواقف مما يجب أن تذهب إليه الأمور، هل تستمر الحالة الراهنة وتتوسع المواجهة مع المحتل لتشمل كل فئات الشعب الفلسطيني من سلطة وفصائل وحركات ومنظمات ومستقلين وشباب لتصبح انتفاضة شاملة كاملة ثالثة، وأحد أركان مثل هذه الانتفاضة هو الوحدة الوطنية والالتفاف حول قيادة واحدة للشعب،  تتفق على برنامج وطني يحدد الأهداف المتوخاة من الانتفاضة وإلى أي مدى يمكن أن تصل إليه الأمور المباشرة.

لقد كانت الشرارة التي أطلقت ما يجري هي تدنيس المسجد الأقصى من قبل المتطرفين اليهود تحت حماية جيش الاحتلال الاسرائيلي ورعاية حكومة نتنياهو اليمينية لهؤلاء الرعاع كخطوة على طريق فرض أمر واقع في الأقصى على غرار ما جرى في الحرم الابراهيمي في الخليل من تقسيم زماني ومكاني للمسجد.

فهل تراجع حكومة نتنياهو عن مخططها لتدنيس وسرقة الأقصى يمكن أن يوقف الأحداث التي نسميها هبة أو انتفاضة أم أن مجمل سياسة الاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني من قتل بالرصاص الحي وجرح بالرصاص المطاطي وخنق بقنابل الغاز ومصادرة للأرض وقطع للأشجار وحرق للمزروعات وقطع للطرق وتقطيع لأوصال الوطن بالحواجز والمستوطنات والمستوطنين والاستيلاء على مصادر المياه وخنق للاقتصاد الفلسطيني الهش أصلاً واعتقال إداري لكل من تحوم حوله شبهة التفكير في مقاومة الاحتلال والسجن لآلاف الشباب لعشرات السنين والمؤبدات، كل هذه وغيره كثير كاف ليخرج كل مواطن فلسطيني من بيته إلى الشارع لمواجهة المحتل المتغطرس بحجر أو عصا أو بصدر عار.

يبدو أن خطابات نتنياهو وأركان حكومته التحريضية والعنترية ومثالها السيء كلمته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة وما تبعها من تصريحات ومؤتمرات صحفية، رفعت من وتيرة الاحتقان في أوساط الشعب الفلسطيني من قيادة وشباب ودفعت الناس إلى الخروج إلى الشارع والسير إلى الحواجز في كل مدن وقرى ومخيمات الوطن من الضفة إلى غزة إلى القدس.

فكيف للفلسطيني أن يصبر أكثر على ظلم الاحتلال وطغيانه ومصادرته لمائه وأرضه وهوائه وحياته؟ كيف له أن يصبر على تصريح أهوج لنتنياهو يقول فيه إن حربنا على الفلسطينيين وكأنه يضرب بعصا من قش؟.

لقد بات المواطن الفلسطيني العابر للشارع في مدينته وقريته هدفاً للجنود والمستوطنين وبات الشك في فلسطيني يمر من جانب مستوطن أو شرطي سبباً كافياً لقتله أو اعتقاله في أحسن الاحوال، وإذا مرت سيارة إلى جوار اسرائيلي او جرار زراعي على الطريق كانت هدفا لرصاص الجنود والمستوطنين المسلحين أصلاً والذين أمر نتنياهو بزيادة تسليحهم بحجة الدفاع عن النفس وكأن دفاعهم عن النفس هو قتل المواطن الفلسطيني وإحراقه في بيته وهو نائم أو حرق أشجاره أو مصادرة أرضه.

ولا شك أن الحكومة الاسرائيلية تقرأ الأحداث والتطورات الجارية في المنطقة والوهن الذي اعترى الدول العربية والإسلامية وخلصت إلى نتيجة أن الفرصة مؤاتية لها لغرض حلها في فلسطين وعلى حساب حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة وغير القابلة للتصرف وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضي العام 1967 وعاصمتها القدس الشريف وحق العودة.

والشعب الفلسطيني رغم الظروف المحيطة به وغطرسة المحتل الإسرائيلي ما زال شعبا فتياً حياً عركته التجربة النضالية الممتدة لأكثر من قرن من الزمان على استعداد دائم للتضحية بماله ودمه من أجل صون حقوقه وهو مستعد لانتفاضة ثالثة ورابعة وخامسة، وهو يعرف ويقدر الثمن الذي عليه أن يدفعه طالما أوصدت الحكومات الإسرائيلية أبواب السلام الدائم والعادل الذي يضمن حقوق جميع الأطراف وأولها وأساسها الطرف الفلسطيني.