وبدأت "انتفاضة القدس"
رويدا روديا تتحول الهبة الجماهيرية الى انتفاضة تتمركز في مدينة القدس، وربما تحمل اسمها: انتفاضة القدس...
عملت في الأيام الأخيرة في مدينة القدس، زرت جميع احيائها: صور باهر، العيسوية، بيت حنينا، جبل المكبر، البلدة القديمة، بيت حنينا... والتقيت عشرات الشبان الصغار، ووجدت الغضب وقد وصل لديهم الى آخر مراحلة... غالبية الصبية والشبان يقولون بان حربهم قد بدأت، حرب احتجاجية ضد الاستيطان والتمييز العنصري في كل شأن وكل خطوة، حرب احتجاجية على كل شيء، على المصادرة والاستيطان وهدم البيوت وسحب بطاقات الهوية، حرب على الفقر والافقار، على الضرائب الباهظة وعلى غياب النقص المتعمد في كل شيء وخاصة غرف التدريس والشوارع والأمن...
وجدت الاحياء العربية معازل هامشية محصورة في مساحات ضيقة وراء المستوطنات التي تحتل الأفق الحديث والاخضر، مستوطنات حديثة تربطها شبكة مواصلات واسعة وحديثة منظومة خدمات عصرية. وجدت اهل القدس يتفجرون غضبا من اجراءات القمع الاستثنائية التي يتعرضون لها:
- فقد 14 الفا من اهل القدس بطاقة الهوية، وتاليا حق الاقامة في القدس، وتحولوا مع عائلات كونوها الى لاجئين في الضفة او حول العالم. - فقدت اكثر من اربعة آلاف اسرة بيوتها التي هدمتها البلدية بدعوى البناء غير المرخص.
- لا يمكن للمقدسي العادي ان يبني بيتا في القدس، فرسوم رخصة البيت تفوق سعر بيت في الضفة، هذا اذا توفرت له الارض، واذا توفر له الترخيص، لان المساحة الاكبر من القدس خصصت للمستوطنات او للمناطق الخضراء او البنى التحتية التي تخدم المستوطنات التي يطلقون عليها اسم "احياء".
- يتعرض سكان القدس لحملة استيطان في قلب الأحياء الفلسطينية مثل البلدة القديمة وسلوان والشيخ جراح وجبل المبكر وغيرها واسكان المستوطنين المتطرفين فيها.
- يعيش في القدس اليوم 300 الف فلسطيني الى جانب 250 الف مستوطن، يلتقي الفلسطينيون والاسرائيليون في نقاط احتكاك يومية مثل الحافلات والقطار الخفيف وشوارع البلدة القديمة والشيخ جراح والحدائق العامة وغيرها ما يجعل فرص الاشتباك يومية.
لهذه الاسباب ولغيرها يمكننا ان نتوقع ان تتواصل الانتفاضة وتتعمق في القدس وتتمركز فيها، فيما تكون الضفة الغربية رديفا لها ليس اكثر..
الانتفاضة المقدسية بدأت ولن تهدا الا اذا توقفت اجراءات مصادرة البطاقات والاستيطان والتمييز العنصري، وفوق ذلك اقتحامات المسجد الأقصى...
الانتفاضة لن تهدأ الا اذا شعر المقدسي انه يعامل كانسان سيد في ارضه وليس عبدا للسلطة الضرائب وسلطة البلدية وسلطة الشرطة التي تقتل بالاشتباه وبدونه..
اما الضفة الغربية فتلك نسخة أخرى للحكاية ذاتها.