اسمحي لي يا أماه
أن أصير غيري
جسدا وفكرا.
أن أصير أيقونة عن كلمات
لم تمس غير الرياح،
ولتتخذ الأيقونة مكانها
المحتوم في شبح
التاريخ المزيف
كما أرادها المؤلف تماما،
خالية من تفاصيلها القاسية
اسمحي لي يا أماه
بالبكاء كمن تعلم البكاء
للمرة الأولى.
بالبكاء على المكان أولا،
وعلى حجر صقلته الأغنيات.
ليس لأحد حَيّز ههنا
سوى من اتخذوا من الغيب
مهجرا لروحهم،
هؤلاء هم من يعرفون معنى
الحياة.
اسمحي لي يا أماه
بالسكون تحت وطأة
سمائك لتكون النجوم
مملكة للإيقاع،
في الوقت متسع لأن
نحيا كما أعد لنا القدر
على مهل،
في الوقت متسع لأن
يكون الخوف وجها آخر
للإنسان
أن نخاف من الموت
من الحياة
من كل شيء
أو ألا نخاف أبدا.
اسمحي لي يا أماه
بأن أكون نفسي
ولا شيء آخر،
لا أريد أن أكون صورة
في مرآة،
أو تَبعية لرواية ما.
اسمحي لي يا أماه
أن أكون غيري أو نفسي
أو أنت،
أن أكون كما تشتهين،
فأيا أماه معذرة
ماذا حل بك وماذا حل
بي؟