غزة/علا عطاالله/الأناضول:
نبتةٌ خضراء تعلو أطرافها ثلاث وردات حمراء، تعانق خريطة لقطاع غزة، وهي تنزف دما، رُسمت على أحد الجدران بلونٍ أسود حالك، غير أن صاحب تلك الريشة أضاف إليها عبارة "غزة لن تموت"، في إشارة لحب هذه المدينة لـ"الحياة" وصمودها في وجه آلة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أزيد من شهر.
وتستحيل جدران أحياء غزة، إلى لوحات فنية، تعبر عن أحوال القطاع، وتشاطرهم كافة المناسبات الحزينة والسعيدة، وما بينهما.
وفي ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، سارع الرسامون إلى تخليد صور ضحايا القصف، عبر رسمهم على الجدران، وخط أسمائهم، تُجاروها الورود والنجمات.
وفي قطاع غزة ما من جدار فارغ، وما من حائط إلا ويتحول إلى لوحة، تعبر عن المناسبات الوطنية والسياسية.
وعلى أحد الجدران ترتسم، لوحة تعبّر عن الوحدة الوطنية الفلسطينية، إذ يُجاور وجه الشيخ الشهيد أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس، الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات زعيم حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح.
وتُغني جدران قطاع غزة هذه الأيام، للحياة التي قتلت الحرب الإسرائيلية تفاصيلها.
ويقول محمد الخضري، عضو رابطة الفنانين الفلسطينيين في حديث لوكالة الأناضول، إنّ الرسم على جدران أحياء قطاع غزة، رسالة إلى إسرائيل.
وأضاف:" نخط على الجدران بأننا نحب الحياة، ونخلد ذكرى شهدائنا، حتى صور الحرب والقصف أحالها البعض إلى صور للحياة، والطفولة، وستبقى هذه الجدران بمثابة الذاكرة لنا، ولقضيتنا".
والزائر لقطاع غزة، سرعان ما يصطدم بجدران، تتزاحم عليها شعارات ورسوم المناسبات الوطنية، وتمجيد المقاومة.
ومع إنجازات المقاومة في قطاع غزة، وتصديها للجيش الإسرائيلي، لا يكاد جدار يخلو من تمجيد المقاومة، وبشكل خاص كتائب القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وسرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، ووصفهما بأنهما "فخر الأمة".
وتُشكل جدران غزة مرسما خاصا للفنانين التشكيليين وفناني الرسم "الجرافيتي"، لتعبير عن مواهبهم، وإيصال رسائلهم المختلفة.
وتنتشر بكثرة رسوم "الجرافيتي" التي تتحدث عن تفاصيل الحزن، والفرح في قطاع غزة.