#الحدث - القدس
يعاني عناصر جيش الاحتلال الإسرائيلي من ظاهرة تسميها الأوساط السياسية “فوبيا الفايسبوك”، والتي دفعتهم لتغطية وجوههم دون صدور أوامر بذلك، خوفاً من نشر صورهم على شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة “فيسبوك”، من قبل نشطاء فلسطينيين، ضمن مخاوفهم من إمكانية الملاحقة القانونية الدولية، أو تعرضهم لمشاكل حال سافروا إلى الخارج.
وأصبح غطاء الوجه ظاهرة واضحة للعيان بين عناصر شرطة الاحتلال بمدينة القدس المحتلة، منذ بدء موجة الاضطرابات الحالية، وأظهرت العديد من الصور ومقاطع الفيديو كيف يخفي عناصر شرطة الاحتلال وجوههم بأية وسيلة قبل الخروج لقمع الفلسطينيين المنددين بالإجراءات القمعية الإسرائيلية.
وشهدت الفترة الأخيرة استخداماً مكثفاً لوسائل التواصل الاجتماعي من قبل نشطاء فلسطينيين، لفضح سياسات الاحتلال الإسرائيلي، ونُشرت العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر حالات قتل مختلفة بحق فلسطينيين، من بينها إطلاق الرصاص على فلسطينيات من مسافة (صفر)، وروجت وسائل الإعلام الإسرائيلية روايات مختلقة ومضللة في هذا الصدد.
وأصبحت صور جنود وعناصر شرطة الاحتلال مادة يتم تناقلها عبر شبكات التواصل الاجتماعي بشكل مكثف، بغض النظر عن التعرف على هويتهم وأسمائهم، ولكنها بدأت تؤرق جنود الاحتلال، خاصة وأنهم قد يصبحون عرضة للانتقام من قبل فلسطينيين غاضبين، إزاء القمع والممارسات التي يستخدمونها بحق ذويهم في مدينة القدس المحتلة.
وانتشرت في الفترة الأخيرة صور لمجموعات من “المستعربين” الذين يندسون بين المتظاهرين الفلسطينيين، ولفت نشطاء إلى حقيقة كون بعضهم من العرب من عكا أو مناطق أخرى، وبالتالي تسببت هذه الصور في مراجعة خطط الاندساس التي يعتمدون عليها للقبض على متظاهرين أو مارة فلسطينيين، كما تسببت في وضع عراقيل أمام هؤلاء في تنفيذ مهام طالما اعتمد عليها الاحتلال وتباهى بكونه يمتلك عناصر من هذا النوع.
وبحسب تقارير، يضطر جنود الاحتلال إلى استخدام أية وسيلة لإخفاء وجوههم، لدرجة أن بعضهم يستخدم جوارب يرتديها على رأسه لإخفاء ملامحه، علماً أن تلك الخطوة ليست بتعليمات أو أوامر صادرة من القيادة العليا، وإنما بمبادرة شخصية من جنود الاحتلال، طبقاً لما أكدته تقارير في وسائل الإعلام العبرية.
وكانت تغطية الرأس في الماضي وسيلة يستخدمها فقط “المستعربون” أو الوحدات الخاصة التابعة لحرس الحدود، وليس لعناصر الشرطة، أو وحدات الاستطلاع الخاصة التابعة للشرطة، ولكن غالبية عناصر الشرطة والجيش حالياً يخفون وجوههم نظراً لحالة الخوف التي تنتابهم من التعرف عليهم، بعد نشر الصور على شبكات التواصل الاجتماعي، فيما تشير مصادر إلى أن القيادات الميدانية تفهمت ذلك، وتركت المجال لهؤلاء الجنود للقيام بتلك الخطوة حال قرروا ذلك.