الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بأي حال يعود العيد على الأسرى ..؟؟ اختلاجات يوم العيد في سجون أسرى الحرية

2014-08-13 09:17:52 PM
بأي حال يعود العيد على الأسرى ..؟؟
اختلاجات يوم العيد في سجون  أسرى الحرية
صورة ارشيفية

 الحدث: تقرير : سراب عوض

ربما يتساءل البعض، عن كيفية تقبل أسرى الحرية في سجون الاحتلال للأعياد، خاصة مع ما يشهده الوطن من عدوان سافر على المدنيين، ارتقى خلاله ومازال مئات الشهداء والجرحى.. في هذه الأثناء تطغى على الأذهان صورة القضبان واحتباس هؤلاء النبلاء في زنزانات بغيضة، وقد يحس الطلقاء بالتأسي عليهم، غير أن إيقاع يوم العيد، في السجون، كان دائماً موصولاً بإيقاع اليوم في المجتمع الفلسطيني فرحاً وحزناً وطقوساً. فالأسرى، الذين صنعوا حركتهم ومجتمعهم الصغير النابض في السجون، يستقبلون العيد بأداء الصلاة في موعدها، وبتبادل التهاني وإجزال التمنيات بحال أجمل في العيد المقبل، ويزيدون عليها التمني بالحرية بمعناها الجسدي والاجتماعي والخاص. فهؤلاء، الذين يعيشون مع بعضهم البعض على مدار الساعة والسنة، يستقبلون العيد باستقبال أنفسهم فيتعانقون، ويجددون الأمل ومعنى الإخاء والمحبة، ويرتدون جديدهم من ملابس متاحة، حتى إن كانت غياراً من ملابس السجن المخبأة، إذ يعتنون بالجدة التي تليق بالعيد. وبحكم ارتباط حياتهم بحياة شعبهم، وهم طليعة تدفع في السجن ثمن حرية فلسطين، تراهم يتداولون مفردات اللحظة الفلسطينية، بلونها ودخانها أو زهورها، ويغلفونها بالتفاؤل ومفردات العزيمة واليقين العميق، بزوال الاحتلال وسطوع شمس الحرية. وإن تحققت لهم زيارات الأهل، يتوافرون من خلال الأحاديث القصيرة مع ذويهم، على مادة خبرية اجتماعية وسياسية، تكون بمثابة وسائل إيضاحية لنشرات الأخبار، فيتبادلونها بين بعضهم البعض، لتشكل نافذة تنفتح نفسياً وعاطفياً على فلسطين، بتفصيلات حياتها وواقع أيامها، وترتسم المفارقات الكثيرة، عندما يتأسى الأسير على حال الطليق، فيما الأول أحوج الى تأسي الثاني عليه، وتتبدى تالياً، روح الفلسطيني الشامخ، طائر العنقاء، الذي يحقق وجوده حتى في حال الرماد. في هذا التقرير، نُطل على لحظات العيد في السجون، ونلتقي عدداً من الأسرى ونسجل آرائهم ومواقفهم من العدوان الهمجي الغاشم على قطاع غزة فالمواقف تعبر عن الآراء ولهذا قرر الأسرى في سجون الاحتلال اعلان التضامن الكامل مع شعبنا خلال فترة عيد الفطر، وعدم اظهار أي مظهر من مظاهره واقتصار الأمر على تأدية صلاة العيد والدعاء لأهلهم وذويهم مع أمنيات صادقة بأن يعيده الله عليهم وقد تحررت فلسطين التي أفنوا من أجلها زهرة شبابهم، واكتفوا بالتهنئة التالية: (كل عام وغزة بألف خير، كل عام وشعبنا صامد ومنتصر ) هذا هو الشعار الذي اتفق الجميع على تداوله وتهنئة بعضهم البعض به

الأسير ماهر عرار من سجن النقب الصحراوي والمحكوم 12 عاماً أمضى منها 10 سنوات يروي لـ"الحدث" معاناة الأسرى في السجون الاسرائيلية، حيث أنهم يعانون معاناة مضاعفة لشعورهم بأنهم غير قادرين على فعل شيء وهم يسمعون ويشاهدون أبناء شعبهم يرتكب بحقهم أبشع الجرائم ولا يستطيعون فعل شيْ سوى الدعاء ويؤكد عرار أن الأسرى يتابعون الأحداث لحظة بلحظة وأن هذا العيد جاء مختلفاً عن الأعياد الماضية بسبب المجازر التي ترتكب بحق شعبنا أما بالنسبة لرؤيتهم للمشهد فقد اعتبر عرار أن في كل تجارب التاريخ جرت العادة أن يترجم الانجاز العسكري الى واقع سياسي، على صعيد الهدف الرئيسي لأي طرف أو قوة، الا أن حركة حماس تخالف هذه القاعدة وتسعى الى ترجمة قوتها العسكرية في معادلة سياسية داخلية، ففي ضوء الحراك الدبلوماسي متعدد الأطراف، الرامي الى بلورة صيغة اتفاق مبادئ حول تهدئة طويلة المدى بين حركتي حماس والجهاد وبين اسرائيل، وأن هذه التهدئة لن تكون كسابقاتها، وانما ستنطوي على خلق معادلة من شأنها أن تفرض قواعد لعب جديدة بين حماس والجهاد من جهة واسرائيل من جهة أخرى، وفي سياق ذلك تتحرك واشنطن على الصعيد الاسرائيلي لاقناع نتنياهو باحداث تغير في موقف اسرائيل من قضية الحصار، وبالتالي فتح المنافذ البرية والسماح بحركة المرور بالاضافة الى اعمار غزة، الأمر الذي لا تجد اسرائيل مفراً من القبول به ضمن  اتفاق من شأنه أن يحقق ولو بشكل نسبي الهدف الذي خرج نتنياهو للحرب لأجله، لذلك طلب مزيداً من الوقت لتحقيق انجاز عسكري يحفظ به ماء وجهه أمام الجمهور الاسرائيلي، وهو ما يمكن قراءته في تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد لقاء نتنياهو حيث أشار الى حصول تقدم في جهود بلورة الهدنة، وفي الوقت نفسه استدرك قائلاً : أننا لا زلنا نحتاج مزيداً من الوقت للوصول لصيغة نهائية تقبلها اسرائيل وحماس وهذا ما أراده نتنياهو قبل بلوغ نهاية الحرب.

أما بالنسبة للحراك الدبلوماسي وتعدد الأطراف لحل الأزمة فقد أعتبر عرار أن خط الأزمة بشقيه الاقليمي والدولي، اذ الى جانب دور الولايات المتحدة برز دور الأمم المتحدة التي من المقرر حسب عناصر الاتفاق المتوقع أن تأخذ دوراً في رعاية الاتفاق والجوانب المتعلقة في جزئية المعابر، والاشراف عليها، وهو ما يعد أمراً جيداً في معادلة غزة واسرائيل، ويظهر ذلك أن ثمة قرار وتوجه برعاية أمريكية لنزع فتيل المواجهة المتجددة بين فترة وأخرى، وتتمثل في رفع الحصار، ووقف الصواريخ من غزة، توحي عناصر الاتفاق الذي تكثفت الجهود في سبيل انضاجه، وأن السبب الرئيسي يتركز على ما فشلت اسرائيل في تحقيقه عسكرياً خلال ثلاث حروب، بمعنى آخر ان اتفاق التهدئة وتضمين شروط حركتي حماس والجهاد ضمن مبادئه هو بمثابة تقييد ناعم للقوة العسكرية التي بحوزة المقاومة، اذ أن شروط الحركتين تقول وبوضوح أن رفع الحصار، وحرية الدخول والعبور، واعمار غزة هو الكفيل بتحقيق استقرار على جبهة غزة، ما يعني أن استنكاف الحركتين عن ممارسة أي نشاط عسكري على الجبهة الجنوبية يتحقق بمقدار التزام اسرائيل ببنود الاتفاق الجاري، ومن جانب آخر سينتج معادلة جديدة تخرج غزة نسبياً من دائرة الصراع مع الاحتلال اذ أن اتفاق الهدنة الذي تعمل واشنطن على اقناع اسرائيل بضرورة الحفاظ عليه لسنوات يقتصر على قطاع غزة وقضاياه الاقتصادية والمالية والحياتية ولا يشمل وقف العدوان عن الضفة الغربية من استيطان واعتقال وتهجير وقتل، ما يعني أن تصعيد الاحتلال لعدوانه على الضفة والقدس، لن يمنح حماس والجهاد مبرر التصعيد على جبهة غزة، لطالما التزمت اسرائيل بقواعد الصراع على جبهة غزة حسب بنود الاتفاق .

من جهته اعتبر الأسير شاهر الريماوي والذي أمضى 8 سنوات من أصل 9 في سجن النقب يقول للحدث أن القدرة العسكرية التي أظهرتها كافة القوى بغزة من الجدير أن تؤدي الى خلق حالة من التكامل مع الخط السياسي الممثل بمنظمة التحرير الفلسطينية، ويرى أن ذلك يتحقق بعاملين الأول أن تلتزم القوى في غزة بالبرنامج الوطني في دولة على حدود ال67 وأن تغادر مربع الهدنة بسقف فتح معابر ومساحات وصيد وزراعة، وأن تفوض منظمة التحرير ترجمة الواقع الذي أظهرته كورقة قوة في اطار أي مفاوضات مع اسرائيل، وثانياً أن تعترف منظمة التحرير الفلسطينية بالقوات المسلحة في غزة كقوات في جيش التحرير الفلسطيني ويرى الريماوي أن هذه الأمور يجب أن تقر بسرعة وضرورة استثمار الواقع في خطاب موحد أمام العالم، سيما وأن الخطاب الدولي بدأ يهمس بضرورة تفكيك قوة غزة، وحل هذه القوى ودمجها يتطلب اعتراف اسرائيل بحل الدولتين ونهاية الاحتلال، وأرى أنه بات ضرورياً على حركة حماس أن تقبل بالمبادرة المصرية بدلاً من المجازفة بقرار التصعيد الذي كلفنا الكثير

من جهته اعتبر الأسير رامي هيفا الذي أمضى 10 سنوات من 12 عاماً في سجون الاحتلال أن الأحداث الأخيرة والحالية، وما صاحبهما من تداعيات سياسية تمثلت بموقف حركة حماس وتموضعها في معادلة قطر وتركيا يرجعنا الى غياب الادارة الحقيقية من قبل حركة حماس، تجاه المصالحة وقد تجلى ذلك في عودة الخطاب الاستعلائي والموقف السياسي أوضح سعي حماس لفرض قواعد سياسية جديدة على الساحة الداخلية، وهي حالة مارستها الحركة فترة صعود الاخوان، والآن عادت لتجسيدها، لنكتشف أن توجهها الى المصالحة لم يكن بدافع الشراكة السياسية وانما بدافع الخروج من أزماتها في ضوء سقوط رهاناتها وطموحاتها التي ارتبطت بصعود نجم الاخوان، اليوم العدوان أعاد احياء طموح الحركة من جديد ونزوعها الى الهيمنة على التمثيل فلسطينياً واقليمياً بدعم وتسويق من محور قطر وتركيا الراعيين الحصريين على مشروع الاخوان وأكثر المتضررين من سقوط المشروع الاخواني قبل عام .