الحدث- محمد مصطفى
دفع الاختفاء المفاجئ لقوات الاحتلال، وحالة الفراغ التي واجهها مئات المتظاهرين الغاضبين، بعد تعذر إيجاد جنود أو آليات إسرائيلية يواجهونها ليرشقوها بالحجارة، إلى توجه البعض منهم لتكسير وتخريب مواقع عسكرية وتحصينات إسرائيلية أقيمت مؤخراً على الحدود الفاصلة مع قطاع غزة، قبل أن يحولها بعض الشبان إلى غنائم حرب، ويبدؤون بتفكيكها، ونقلها إلى منازلهم.
فكانت البوابات الإلكترونية، المصنوعة من الحديد الفولاذي غير الغير قابل للصدأ، أولى أهداف المتظاهرين، اللذين جلبوا مفكات ومعدات متخصصة، وبدؤوا بتفكيك ما استطاعوا من أعمدة، وزوايا ودعامات، وشبك، ومن ثم نقلها إلى منازلهم، تمهيداً لبيعها أو الاستفادة منها، معتبرين أن ذلك "غنيمة حرب"، ونوع من الانتصار المعنوي على جيش الاحتلال.
غنائم
ويتفاخر الشاب محمود نايف، بنجاحه في تفكيك جزء من بوابة إلكترونية محصنة، وقص عشرات الأمتار من كوابل كهربائية مغلفة، ونقلها إلى منزله.
وأكد نايف أنه لم يتوجه إلى منطقة خط التحديد من أجل اغتنام حديد أو غيره، فكل ما كان يفكر به، هو المشاركة في فعاليات الانتفاضة ورشق جنود الاحتلال بالحجارة، حتى لو كلفه ذلك حياته، لكنه لم يجد جنود يواجههم، فبدأ برفقة شبان بعمليات تخريب متعمدة، شملت تكسير كاميرات مراقبة، وقص أجزاء من السياج الفاصل، حتى شاهد بعض الشبان يفككون معدات وينقلونها إلى منازلهم، فاستهوته الفكرة، ما استدعاه للاتصال بشقيقه، لجلب مفكات ومعدات تسهل عليه العملية، وقد تمكن من اغتنام بعضاً من المعدات كما يقول.
ولفت إلى أنه لا ينوي بيع ما اغتنمه، فهو سيقيم به معرش فوق سطح منزله، ليجلس فيه خلال فصل الصيف، لتظل ذكرى له، يتفاخر بها أمام أقربائه وأصدقائه، كونه حصل على هذه المعدات من منطقة حصينة مثل خط التحديد.
ونوه نايف إلى أن بعض الشبان باعوا غنائمهم في سوق الخردة، وآخرون باعوها لمحال متخصصة في بيع وشراء الأدوات المستعملة.
نصر معنوي
أما المواطن إياد مصطفى، فأكد أن تفكيك مواقع إسرائيلية، وتخريبها، بل ونقلها إلى داخل قطاع غزة، يمثل نصر معنوي غير مسبوق للفلسطينيين، فتلك المواقع التي كانت تستخدم كنقاط لانطلاق آليات القتل، وتصويب رصاص الموات تجاه الفلسطينيين، ها هي اليوم خالية من الجنود، بل وتفكك وتباع في سوق الخردة.
وأكد أنه لم يكن لديه رغبة في نقل أو تفكيك معدات، لكنه شعر بسعادة حيث شاهد ذلك، وشجع الشبان على الاستمرار، مشيراً إلى أن هذا إن دل على شيء إنما يدل على شجاعة وبسالة الفلسطينيين، الذين لو أتيح لهم المجال، لفككوا دبابات واستولوا على جيبات عسكرية.
ونوه مصطفى، إلى أن تفكيك المواقع وتخريب التحصينات، وإلقاء الحجارة، كله يعتبر شكل من أشكال النضال، التي تلحق خسائر مادية ومعنوية وبشرية في الاحتلال، وتوصل له رسالة واضحة، بأن بقائه في أرضنا سيكلفه الكثير.
وكانت صوراً انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وثقت صيد شاب غزي لغزالة برية، ونقلها إلى قطاع غزة، بعدما كان تحصل عليها من داخل محمية تقع على حافة مستوطنة يهودية قريبة من القطاع، وقد تمكن من الوصول إليها، لكن الحدث"، لم تستطع التحقق من الأمر، أو معرفة الشاب صاحب الصيد الثمين.