الجمعة  20 أيلول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

وزير داخلية مبارك: “القسام” احتلّوا التحرير

2014-08-14 08:06:53 AM
وزير داخلية مبارك: “القسام” احتلّوا التحرير
صورة ارشيفية
القاهرة – وكالات

في جلسة مذاعة تلفزيونيًّا على الهواء مباشرة، تحدث وزير داخلية مبارك اللواء حبيب العدلي بكل أريحية، وقال إن “ثورة 25 يناير ليست ثورةـ بل مخطط لاسقاط مصر”، وإن عناصر مسلحة من حركة المقاومة الإسلامية حماس احتلوا ميدان التحرير، وهم الذين اقتحموا السجون ومراكز الشرطة. ولم يقل “العدلي” أين كان الجيش ولا الشرطة ولا حرس الحدود ولا الاستخبارات العامة ولا الحربية. في حين قال مدير مباحث أمن الدولة حسن عبد الرحمن إن سيد قطب عميل للإنجليز، ووائل غنيم والبرادعي عملاء لأمريكا، وكأنه مطلوب أن يقال هذا الكلام في هذا الوقت ويبث تليفزيونيًّا بعد تقرير “هيومان رايس ووتش” حول “فض رابعة” واتهام الرئيس الحالي ووزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي ووزير داخليته ووزير دفاعه ورئيس الاستخبارات العامة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بقتلهم المئات من المتظاهرين في رابعة والنهضة والحرس الجمهوري والمنصة.

فقد قال حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك إن عناصر أجنبية وعربية تواجدات بميدان التحرير إبان ثورة يناير/ كانون الثاني 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، معتبرًا إيّاها مخططًا لإسقاط البلاد، وأضاف أن “الإخوان هم الذين خططوا للأحداث في ظل تجمع لعناصر القسام (الذراع العسكري لحركة حماس المرتبطة فكريًّا بجماعة الإخوان)، على الحدود بهدف إدخال عناصر حزب الله إلى داخل البلاد وتسللوا لشمال سيناء، ودمروا أقسامها (الشرطية) ودخلوا إلى ميدان التحرير ومجموعات أخرى توجهت لتهريب عناصر لهم بالسجون”.

القسام . .تحتل ميدان التحرير

جاء ذلك في كلمة العادلي -يوم الأربعاء- في أمام محكمة جنايات القاهرة التي تنظر إعادة محاكمته وآخرين بتهمة قتل المتظاهرين في القضية المعروفة إعلاميًّا بـ ” محاكمة القرن، ويحاكم في نفس القضية كلّ من الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ورجل الأعمال حسين سالم (هارب)، إضافة إلى العادلي و6 من مساعديه، باتهامات تتعلق بقتل المتظاهرين خلال أحداث ثورة يناير/كانون الثاني 2011 والفساد المالي. وأشار العادلي إلى شهادة المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق، وقال إن “المشير طنطاوي قال إن ما حدث في يناير/كانون الثاني 2011 كان أكبر مما توقع أحد ولم يتصور من أي أحد، والأجهزة الأمنية لم تقصر”.

الإخوان .. ومشروع الشرق الأوسط الكبير

وأضاف العادلي أن “ما حدث بعد ذلك يوضح من قام بالأحداث، وأن ما حدث كان حلقة من حلقات مشروع الشرق الأوسط الكبير، وأن الإخوان نفذوا المخطط وما تعرضت له أقسام الشرطه والمؤسسات مخطط خائن نفذه الإخوان”. ومضى قائلًا إن “العناصر الأجنبية دخلت البلاد من أجل تخريبها، والشرطة تعاملت بقدر طاقاتها دون استخدام النيران، وما حدث في السويس (شمال شرق مصر) من اشتباك الأهالي والشرطة كان لقيامهم بأفعال غير قانونية (لم يوضحها)”، وأشار العادلي إلى أن “ما حدث في 2011 كان به بعض المحترمين والشرفاء، ولكنهم لم يفهموا المؤامرة، وخرجوا لمطالب، والشرطة لم تستعن بقناصة ومن أطلق من أسطح المنازل باستخدام السلاح هم العناصر الإخوانية، والقوات المسلحة عندما نزلت شاهدت الموقف”.

وعرض العادلي شهادة الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش الأسبق التي تشير إلي أن “ما حدث في يناير/كانون الثاني شارك فيه طرف ثالث (لم يسمه)، وأن هناك مَن أطلق النيران علي القوات المسلحة في ماسبيرو (المنطقة التي يقع بها مبنى الإذاعة والتلفزيون الحكومي وسط القاهرة)، معتبرًا أن من اقتحم السجون كان من عناصر حماس”، وذكر العادلي أن الشرطة ليس لديها قناصة، مشيرًا إلى أن قطع الاتصالات جاء للأمن القومي.

25 يناير ليست ثورة بل جزء من مخطط

وقال عن ثورة 35 يناير/كانون الثاني 2011: “لم تكن ثورة، بل جزء من مخطط من إجل إسقاط البلاد، ووزير الداخلية (يقصد نفسه)، لم يأمر بإطلاق الخرطوش (طلقات نارية) لأن الدم يثير المشاعر”، واستعرض العادلي شهادة اللواء حسن الرويني قائد المنطقة المركزية بالقوات المسلحة (السابق) قائلًا: “قال (أي الرويني) إنهم لا يعتبرون ما حدث ثورة رغم أن مطالب المتظاهرين مشروعة، وكان هنالك طرف ثالث”، وأضاف: “كان هناك عناصر من القسام (كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس)، ومعهم أسلحة في ميدان التحرير، وأول مركبتين للقوات المسلحة نزلوا الميدان حرقوا، واستولوا على 29 بندقيه وأسلحة غيرها”.

عناصر أجنبية ضبطت

وقال العادلي مستعرضًا شهادة الرويني: “قال (أي الرويني) إن الأمن القومي أخطره بأن بعض العناصر من الإخوان ترتدي الزيّ العسكري يتجهون إلى الميادين”، وتساءل: “هل المتظاهرون السلميون يحرقون الأقسام ويهربون المساجين؟”، كما نقل العادلي عن مراد موافي مدير المخابرات العامة السابق شهادته وقت الأحداث قائلًا: “قال (موافي) إن عناصر أجنبية ضبطت ومعهم أسلحه قنص، وأن عمر عفيفي (ضابط شرطة سابق) كان له دور كبير في التحريض ولتشتيت جهود الشرطة التي ليس لديها قناصة، والإخوان كانوا وراء أحداث يناير  2011، وأنه كان مخططًا كبيرًا لم يكن الناس يريدون تصديقه”.

48 ألف مجنّد

أما اللواء أحمد رمزي مساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاع الأمن المركزي (قوات مكافحة الشغب)، قال في تعقيبه أمام المحكمة، إنّ قوتهم التشغيلية 48 ألف مجند على مستوى 27 محافظة بمعدل 1600 مجند لكل محافظة، مهمتهم تأمين منشآت تؤثر في الأمن القومي للبلاد، وأشار إلى أن القوات نجحت على مدار سنوات سابقة بفض مظاهرات امتدت لأيام دون وقوع إصابات أو وفيات، وأن التعليمات لمواجهة دعوات التظاهر في 25 يناير/ كانون الثاني  كانت بعدم نزول الدرع والعصى، واستخدام الخوذة فقط، وعدم المواجهة، وهو ما حدث فعلًا يوم 25 يناير/ كانون الثاني بميدان التحرير وسط القاهرة.

سيد قطب عميل للإنجليز وغنيم والبرادعي لأمريكا

وخلال مرافعته عن نفسه في قضية قتل المتظاهرين، اتهم عبد الرحمن رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق، رمزين من رموز “ثورة 25 يناير”، وهما الناشط السياسي وائل غنيم ومحمد البرادعي نائب رئيس جمهورية الرئيس الأسبق للهيئة الدولية للطاقة الذرية بـ “العمالة لأمريكا”، والتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين من أجل “هدم الدولة المصرية”. وقال إن جماعة الإخوان “نشأت في أحضان المستعمر البريطاني”، وأن القيادي الإخواني سيد قطب “أحد عملاء الإنجليز”. وفي تعقيبه على اتهامات النيابة قال حسن عبد الرحمن، إنه لن يكشف كثيرًا من الأسرار حفاظًا على الأمن القومي، ووصف أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011 بـ”المؤامرة الكبرى”، وأنها حدثت نتيجة “تضافر جهود قوى الشر الداخلية والخارجية لإسقاط الدولة وهدم دعائمها”.

حماس الفلسطينية وحزب الله

وأشار إلى أنه تقدم إلى الجهات السياسية بمذكرة في 18 يناير/ كانون الثاني 2011، حول تطورات الأحداث في دولة تونس (التي شهدت ثورة أطاحت بنظام زين العابدين بن علي في يناير/ كانون ثان 2011)، ومعطيات الموقف الداخلي للبلاد واحتمالات حدوث ذلك في مصر، وخطورة الموقف الداخلي، وأضاف: “المذكرة كشفت أن الأوضاع الداخلية يسعى لاستغلالها محمد البرادعي وجماعه الإخوان لتنظيم مسيرة حاشدة للتعبير عن الرأي واتخاذ قوى دولية كأمريكا، وإعلان التحدي والسعي إلى تحقيق حشد يسمح للعناصر الإجرامية التعدي على المنشآت والممتلكات”. وأشار إلى أن المذكرة تضمنت “تخوفات” من مشاركه عناصر من حماس الفلسطينية وحزب الله، وتسللهم للبلاد من الأنفاق الحدودية وتهريب السجناء، خاصة في ظل تورط كتائب عز الدين القسام (الجناح المسلح لحركة حماس)، وبعض البدو من تسلل عبر السودان لتفجير خطوط الغاز في شمال سيناء (شمال شرق).

المخابرات الأمريكية

وتابع مضيفًا: “وزارة الداخلية على مدار تاريخها حذرة من مسالك جماعة الإخوان التي دربت شبابها تدريبات عسكرية، وجمعت الأسلحة وتخزنها، وتجاوز نشاطها الأغراض المشروعة إلى أغراض يجرمها القانون بالقوة والإرهاب”. وحول سبب اتهامه أمريكا بدعم الإخوان في هذه الأحداث و”التآمر” على مصر، قال عبد الرحمن إنه بعد “انهيار برج التجارة العالمي في 11 سبتمبر/ أيلول 2001، أشرفت المخابرات الأمريكية على إنشاء وتمويل العديد من الهيئات بدعوى الديمقراطية، وهو ما طالبت به في 2005، مجموعة (حل) الأزمات الدولية ببروكسل الحكومة المصرية لإضفاء الشرعية على جماعة الإخوان”.

وتعرض رئيس جهاز أمن الدولة السابق، في تعقيبه أمام محكمة جنايات القاهرة، إلى الناشط السياسي وائل غنيم أحد أبرز الوجوه في ثورة يناير/ كانون ثان عام 2011. وقال عبد الرحمن إن “وائل غنيم انخرط أثناء دراسته الجامعية في نشاط جماعة الإخوان المسلمين، وكان مرصودًا لدى أجهزة الأمن، وبعد تخرجه سافر إلى أمريكا للعمل وهناك تعرف على أمريكية وتزوج منها، واستمر نشاطه مع الجماعة، وأنشأ لها موقع “إخوان أون لاين” وهو الموقع الذي يتحدث باسم الجماعة حتى الآن”، وأضاف: “ثم أنشأ موقع “كلنا خالد سعيد”، وبعد ظهور البرادعي على الساحة السياسية أنشا له صفحة، وكان له دور في تحريك الشباب في 25 يناير”.

مخطط تقسيم الشرق الأوسط

واستطرد: “وأثناء الثورة أقام وائل غنيم في أحد فنادق مصر الجديدة، ورصدنا اتصالًا له بأحد العناصر الأجنبية، وتم ضبطه في أعقاب لقاء تم بينه وبين أحد العناصر الأمريكية، وهو عميل للمخابرات الأمريكية، وتركز حوارهما في هذا اللقاء عن قوة جماعة الإخوان وقدرتهم على السيطرة على الأحداث السياسية”. واتهم حسن عبد الرحمن، محمد البرادعي نائب الرئيس السابق هو الآخر بـ”التورط” في أحداث الثورة عبر “مخطط يشارك في تنفيذه، وهو مخطط تقسيم الشرق الأوسط وتحويلها إلى كانتونات صغيرة حول الكانتون الإسرائيلي”، كما اتهم رئيس جهاز أمن الدولة في عهد مبارك البرادعي بـ”التحالف مع أمريكا ومجموعة من المصريين منهم عدد من الإخوان لهدم الدولة المصرية”.

وتطرق عبد الرحمن إلى اتهامه بفرم (إتلاف) مستندات أمن الدولة، وقال: “تم اتهامي بهذا الاتهام والاستبعاد من الجهاز لكشفي مؤامرة الإخوان”، قائلًا: “هذه الجماعة تحيط بها الشكوك، حيث تأسست عام 1928 في مدينة الإسماعيلية (شمال شرق) في أحضان المستعمر الإنجليزي على يد مؤسسها حسن البنا، وسرعان ما امتدت دعوتها في أرجاء البلاد، وفي سنوات معدودة”، وأردف قائلًا: “سيد قطب (أحد قيادات الجماعة)، الذي احتضنته الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية أربعينيات القرن الماضي، تم تجنيده من قبل الإنجليز، وذلك حسب ما قال أحد الكتاب الإنجليز في كتابه بروج مشيدة”.