مع تزايد عمليات الطعن التي يتعرض لها الإسرائيليون والتي تأتي في إطار انتفاضة فلسطينية هادرة، كشفت صحيفة "هآرتس" عن ارتفاع جنوني في طلبات الحصول على رخصة سلاح في إسرائيل، خلال أسبوعين، بنسبة تزيد عن 5000%.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن عشرة عمال، فضلا عن المدير العام، ومالك معرض سلاح "لهاف" بتل أبيب، لا يستطيعون مواجهة طوفان الزبائن الذين اصطفوا في طوابير طويلة أمام المعرض لشراء الأسلحة.
وأضافت:”من حاول الحصول على مسدس من أحد متاجر السلاح بالأسبوع الماضي اكتسف أن هذه مهمخة مستحيلة تقريبا، أيضا يتطلب الحصول على معلومات زيارة المتاجر نفسها، والتي لا يستطيع العمال فيها مواجهة معدل الطلبات".
“ياريف بن يهودا" أحد أصحاب هذه المتاجر قال للصحيفة:” بوجه عام، لدينا الكثير من العمال لكن لم يكن هناك زبائن، لكن الوضع قد تغير تماما خلال الأسبوع الماضي".
المفارقة أن هذه الطوابير الطويلة لا تخلو من مشادات بين الذين جاءوا لتحسين قدرتهم على التصويب، ومن جاءوا لتجديد التصريح أو تحديث السلاح، وبين أولئك الذين دفعهم الخوف على حياتهم للوصول لتلك المتاجر للمرة الأولى من أجل لاستفسار عن كيفية إصدار رخصة سلاح.
هناك أيضا زبائن جاءوا للحصول على بخاخ الفلفل أو الهروات، لكنهم يحبطون لدى رؤيتهم لافتات مكتوب عليها "بخاخات الفلفل نفذت تماما"، وبذلك لا يكون بوسعهم سوى تسجيل أسمائهم في لائحة انتظار طويلة.
ولم يكن يتوقع أصحاب متجر "لهاف" الذي أنشئ عام 1949 الشهرة التي وصلوا إليها، فهذا التكدس سبق وحدث في مايو 1974 عندما قتل مسلحون فلسطينيون 25 إسرائيليا بعد احتجازهم كرهائن، فيما كانت المرة الأخيرة التي شاهدوا فيها مثل هذه الطوابير خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى في التسعينيات.
عملية بيع الأسلحة زادت بنسبة 30% خلال أسبوعين، فيما ارتفع معدل تعلم الإسرائيليين التصويب بـ 50%، وقفزت أيضا بمعدلات مهولة معدلات بيع الدروع المضادة للرصاص والهروات وبخاخات الرذاذ.
ويتراوح سعر المسدس في المتجر بين 2800 إلى 4500 شيكل (أي بين 5600 إلى 9000 جنيه مصري). وتبلغ كلفة تعلم أو تحسين التصويب 35 شيكل غير شاملة للرصاصات التي يتم بيعها بسعر 120 شيكل لكل 50 رصاصة.
كان استطلاع جديد للرأى للقناة الثانية الإسرائيلية قد كشف أن نحو 80% من الإسرائيليين لا يشعرون بالأمان مع تزايد عمليات الطعن التي ينفذها شبان فلسطينيون في مدن الضفة الغربية المتحلة والقدس وداخل الخط الأخضر.
وقتل جندي إسرائيلي وأصيب 11 آخرين بجراح أحدهم ضابط كبير في جيش الاحتلال في عملية طعن وإطلاق نار مزدوجة، نفذّها شاب فلسطيني مساء اليوم الأحد داخل محطة الباصات المركزية في مدينة بئر السبع جنوب الأراضي المحتلة، فيما استشهد منفذ العملية.