يبدو أن ساعة "بيغ بن" الشهيرة أصبحت قديمة بشكل يرجح معه أن تسقط عقاربها العملاقة في أي لحظة، وفقا لنواب في مجلس العموم مسؤولين عن الحفاظ على النصب التذكاري الذي يبلغ عمره 156 عاما.
وقالت تقارير مسربة من مجلس العموم البريطاني إن الساعة الأكثر شهرة في العالم يمكن أن تتوقف الآن في أي لحظة، وربما يحدث "الأسوأ"، الأمر الذي سيتسبب في "إحراج عالمي" لبريطانيا العظمى.
وزدات حدة المناقشات داخل البرلمان البريطاني حول الأمر، بعدما اقترح النواب خطة قدرها 29.2 مليون جنية استرليني، لعمل إصلاحات "عاجلة" للساعة الشهيرة، وهي الخطة التي تنطوي على إغلاقها لمدة 4 أشهر، ستعد أطول فترة توقف في تاريخ الساعة منذ لحظة إنشائها.
وقد وردت هذه التحذيرات في تقرير للنواب، جاء فيه إن هناك خطر على عقارب الساعة وعلى معظم أجزائها.
وقال مصدر قريب من اللجنة المالية في مجلس العموم، التي نظرت في التقرير الأسبوع الماضي، إن بعض النواب يعتقدون أن "الأسوأ" الذي يمكن أن يحدث يعني أن عقارب الساعة ربما ستسقط، حيث أن وزن العقرب الواحد يصل إلى 300 كيلوغرام.
ويصر أعضاء البرلمان من المسؤولين عن الحفاظ على الساعة المشهورة عالميا على المضي قدما في خطة صيانة الساعة، على أسرع وجه ممكن.
وأكد التقرير شديد اللهجة الذي تم توجيهه لنواب البرلمان إن آلية الساعة بأكملها في خطر، كما جاء في التقرير: "لدى الساعة في الوقت الراهن مشاكل مزمنة مع المحامل خلف العقارب والبندول، وهذه المشاكل يمكن أن تتطور في أي وقت، مما سيتسبب في وقف الساعة - أو ما هو أسوأ، هناك حاجة ماسة لمكافحة لتآكل المعادن الشديد الذي يحدث في بنية أجزاء الساعة، وترميم الشقوق في السقف، والعيوب الهيكلية الأخرى في البرج".
وكان أطول إغلاق سابق للساعة في عام 1976، عندما توقفت بشكل متقطع لمدة 26 يوما، على مدى 9 أشهر لتنفيذ بعض الإصلاحات الخارجية، وكانت "بي بي سي" تعلن خلال نشراتها عن الوقت بدلا من دقات ساعة بيغ بن.
وقد قال متحدث باسم مجلس العموم ليلة 17 أكتوبر/تشرين الأول إنه لم يتم اتخاذ أي قرارات بعد بشأن اقتراحات الإصلاحات الممكنة.
وتعد ساعة "بيغ بن" أشهر جهاز لقياس الزمن في العالم، كما تعتبر من أهم المعالم التي يحرص السياح على زيارتها في بريطانيا، وقد أشرف على تنفيذها وتصميم برجها وزير الأشغال البريطاني بنيامين هول Benjamin Hall آنذاك، ولمّا كان بنيامين ضخم الجسم، كانوا يطلقون عليه لقب بيج بن، وقد أُطلق اسمه تكريماً له على جرس الساعة الضخم وفي ما بعد ليشمل الساعة نفسها، وبدأ عمل الساعة منذ 3 يونيو/حزيران عام 1859م.
وتشتهر الساعة بدقتها المتناهية في قياس الوقت، وتعتبر دقاتها رمزا للتوقيت العالمي، ويزن جرسها حوالي 13 طناً، ويبلغ طول عقربيها 9 و14 قدماً، وبرج الساعة طوله 320 قدماً.
وتوجد الساعة في برج القديس استيفان في الجزء الشمالي من مبنى البرلمان في دائرة "ويستمنستر" في العاصمة البريطانية، وقد قام بتصميمها "إدموند بكيت"، وصنعها "إدوارد دنت"، الذي ابتكر نظاما يعزل عمل الساعة وحركتها عن الجاذبية وعن أي تأثير خارجي من خلال فصل البندول أو رقاص الساعة عن عمل الساعة الميكانيكي، تخفيفا للاحتكاك الذي يولد البطء، حيث قام بتركيز البندول في صندوق عازل وُضع تحت الساعة في ذلك البرج الكبير.
وبعد وفاة "فردريك دنت"، ومنذ عام 1924، بدأت دقات بيغ بن تعلن الوقت عبر إذاعة الـ بي بي سي BBC يومياً، واعتاد كثير من الناس حول العالم أن يسمعوا دقاتها قبل نشرات أخبار الإذاعة البريطانية.