#الحدث- محمد غفري
منذ أن سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي، قرارات لعائلات منفذي العمليات الفدائية ضد الأهداف الإسرائيلية، تفيد بهدم منازلهم خلال الساعات القليلة القادمة، بات عشرات الشبان يرابطون داخل هذه المنازل تحدياً لهذه القرارت، ولسان حالهم يقول: لن يتم تنفذيها ولو كلف هذا الأمر أرواحنا، فـ " تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا وإذا تفرقت تكسرت آحادا".
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينت" قد أصدر في وقت سابق، سلسلة قرارات شرع بتطبيقها، ومن بينها هدم منازل منفذي العمليات فورا، حيث تسلمت 8 عائلات في مختلف مناطق الضفة قرارات بذلك.
حالة استنفار ليلي في قلنديا
وما أن يحل الظلام في مخيم قلنديا شمالي مدينة القدس المحتلة، حتى تشاهد عشرات الشبان الملثمين يقومون بجولات حراسة ليلة على مداخل المخيم، بعد أن سلمت قوات الاحتلال، يوم الأربعاء الماضي، عائلة الأسير محمد أبو شاهين قرارا بهدم منزلهم، على خلفية تنفيذه عملية قتل مستوطن قرب قرية دير بزيع في حزيران الماضي.
وأفاد المتحدث باسم مركز قلنديا الاعلامي باهي الخطيب، أن شبان المخيم فور صدور هذا القرار، أعلنوا حالة الاستنفار ورفضهم القاطع له، الأمر الذي دفعهم إلى إغلاق كافة مداخل المخيم بالحجارة والإطارات المشتعلة، ومراقبتها جيداً تحسباً لأي محاولة اقتاحم، وكذلك الرباط داخل منزل الأسير المهدد بالهدم.
وقال الخطيب لـ"الحدث"، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت المخيم أكثر من مرة منذ صدور قرار الهدم، كان أخرها فجر يوم الأحد، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال، ألقى الشبان خلالها الحجارة والزجاجات الحارقة، وأغلقوا الطرق في وجه آليات الاحتلال، في حين أطلق الجنود الرصاص الحي بكثافة، ما أدى لإصابة شابين بالرصاص الحي جرى نقلهم لمستشفى رام الله، واعتقال الشاب أحمد السقا.
وذكرت مصادر محلية أن اشتباكات مسلحة وقعت داخل المخيم بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال، حيث سمع إطلاق زخات من الرصاص في أرجاء المخيم، بعد اقتحام قوات الاحتلال لمنزل الشهيد طارق الدويك، منفذ عملية رعنانا بالدخل المحتل.
سلواد: السهر يحلو في منازل منفذي العمليات
وفي بلدة سلواد شرق رام الله سلم الاحتلال الإسرائيلي، إخطارين بهدم منزلي معاذ حامد وعبدالله حامد، المتهمين إلى جانب ثلاثة شبان آخرين، بتنفيذ عملية إطلاق نار قرب نابلس في حزيران الماضي، أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 3 آخرين.
وأكد علي حامد شقيق الأسير عبد الله حامد، أن عدداً من الشبان يقومن بالتناوب على حراسة منزلهم المستأجر على مدار ساعات اليوم، منذ يوم صدور قرار الهدم.
وأفاد حامد لـ"الحدث"، أنه يقوم مع عدداً من الشبان بالسهر داخل منزلهم حتى ساعات الفجر، تحسباً لأي اقتحامات من قبل جنود الاحتلال، من أجل تنفيذ قرار الهدم.
يذكر أن علي حامد، هو شقيق لأسيرين في سجون الاحتلال، أحدهما معتقل منذ العام 2009 ويقضي حكما بالسجن لمدة 17 عاما، والأخر هو عبد الله المتهم بتنفيذ عملية القتل المذكورة، وتطالب محاكم الاحتلال بتنفيذ عقوبة السجن المؤبد بحقه.
من جانبها أشارت والدة المعتقل في سجون السلطة والمتهم الثاني بتنفيذ عملية إطلاق النار معاذ حامد، أن شبان قرية سلواد منذ صدور قرار الهدم عن المحكمة الإسرائيلية، تعهدوا بعدم تنفيذ الحكم مهما كلفهم الثمن.
وأكدت السيدة حامد لـ"الحدث"، أن نجلها نعمان (19 عاما)، وإلى جانب عدد من شبان القرية يقضون الليل بطوله داخل المنزل، ويقومون بمهمات الحراسة له بمبدأ التناوب، بعد أن تم إفراغه من الأثاث وانتقلت هي بدورها إلى منزل أحد الأقارب.
ويتكرر مشهد رباط الشبان هذا في أكثر من منطقة في الضفة الغربية، مما يؤكد على عمق التكافل وروح الأخوة داخل المجتمع الفلسطيني، مهما كانت عواقب الأمر، في وقت شاهدنا فيه ليلة أمس جنود الاحتلال والمستوطنين يقتلون مهاجراً ارتيريا في مشهد يدل على عنصرية واضحة وتفكك مجتمعي.
تجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال سلمت 5 قرارات آخرى لهدم منازل عائلات منفذي العمليات الفدائية، وهم منزل عائلة كل من: الشهيد مهند حلبي من قرية سردا في رام الله، والأسيرين كرم المصري ويحيى حج حمد من نابلس، والأسيرين حكم وأمجد عواد، من قرية عورتا قضاء نابلس.