الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": "جفت" الزيتون يوفر وقود مجاني للفقراء وريفيون يخزنونه للشتاء

2015-10-20 10:45:14 AM
متابعة
صورة ارشيفية

#الحدث- محمد مصطفى
 
تسابق العائلات الريفية الفقيرة الزمن من أجل جلب وتجفيف أكبر كمية ممكنة من مخلفات معاصر الزيتون "جفت"، لتخزينها واستخدامها كوقود يشعلون فيه النار خلال فصل الشتاء، بغرض التدفئة والطهي.

فشهرا تشرين أول وثاني من كل عام، يشهدا عصر مئات الأطنان من الزيتون الأخضر لإخراج الزيت، وينتج عن ذلك كميات كبيرة من المخلفات، "جفت"، التي كانت في السابق تلقى ولا تجد من يهتم بها، إلى أن تعلم المواطنون كيف يحولونها إلى مادة قابلة للاشتعال.

جمع وتخزين
الفتى عبد الكريم موسى "16 عام"، كان يستقل عربة كارو ممتلئة بـ"الجفت"، كان عبئها لتوه من أمام إحدى المعاصر، عائداً بها إلى منزله، بهدف تكويرها.

وقال موسى، إن والدته وأشقائه ينتظرونه، فبمجرد وصول "الجفت"، يبدأ الجميع بالعمل، حيث يتم تحويله إلى كرات بحجم طابة صغيرة، ونشرها على قطعة من النايلون في منطقة جيدة التهوية، وتتعرض لأشعة الشمس معظم ساعات النهار.

وبين إلى أن كرات الجفت تبقى معرضة للشمس، ويتم تقليبها، لمدة لا تقل عن عشرة أيام، وحين يكتمل جفافها، وتصبح صلبة، تجمع توضع في أكياس في مكان جاف، لا تصله المياه، لاستخدامها في إشعال النار في فصل الشتاء.

ونوه موسى إلى أنه يجتهد لجمع الجفت، بعضه يتوجه به إلى منزله، وكميات أخرى يعطيها لجيرانه مقابل أجرة النقل، لافتاً إلى أن بعض ملاك المعاصر يعطونه "الجفت"مجاناً، وآخرون يطلبون مبلغ بسيط لقاء تعبئة عربة الكارو.

أما المواطن أحمد الشيخ عيد، فأكد أن وجود مساحة خالية في فناء منزله، وفرن طين، وموقد آخر لطهي الطعام، يشجعه وأسرته على جمع أكبر كمية ممكنة من "الجفت"، لذلك فهو يظل طوال الشهر الحالي والمقبل وهو يجلب ما استطاع من هذا الوقود السحري على حد تعبيره.

ونوه الشيخ عيد، إلى أنه مهما كانت المعاصر متطورة، وتخلص الزيت بكفاءة عالية من الزيتون، إلا أن ثمة نسبة من الزيت تبقى في المخلفات، وهذا يجعل من "الجفت"، وقود سريع الاشتعال، ويدوم فترة أطول، إضافة إلى قوة اللهب الذي يصدر عنه.

وأوضح أن السهرات واللمات في فصل الشتاء تحو حول "كانون النار"، حيث يتم إشعاله عند ساعات المساء، ويتوالى إلقاء الكرات الجافة وسط اللهب، لتزيد النار قوة واشتعالاً، ويستمتع الجميع يدفئها، إضافة إلى استخدامه في الطهي وإنضاج الخبز وغيره من الأمور.

وأكد أن أهمية الجفت تظهر حين تحدث أزمات في غاز الطهي، وتنقطع تلك السلعة، وهو أمر يتكرر في كل شتاء في قطاع غزة، فالعائلة الريفية التي خزنت الجفت لن تتأثر.

أما المواطن نبيل صلاح الدين، فأكد أنه اعتاد على استخدام الجفت كوقود لإشعال النار إلى جانب الحطب منذ عدة سنوات، وهو يوفر عليه الكثير من المال، كون العائلة تستخدمه كمساعد مع غاز الطهي في إعداد بعض الأكلات.

ولفتا إلى أنه كغيره من سكان المناطق الريفية، يجلب كمية من هذا الوقود، ويشكلها على هيئة كرات صغيرة، ويقوم بتجفيفها، ويظل يستخدمها طوال فصل الشتاء، خاصة خلال المنخفضات الجوية، حيث لا يطفئ النار  داخل منزله، للحصول على تدفئة مستمرة.

وأكد صلاح الدين، أنه وعلى الرغم من جودة الجفت، إلا انه بحاجة إلى الحطب لجانبه، ليعطيه قوة واستمرار في الاشتعال، ويزيد من حرارة النار.

وتستخدم العديد من الأسر التي تقطن قرى وبلدات ريفية شرق وشمال القطاع، أفران الطين لإنضاج الخبز وبعض أنواع الأطعمة، لذلك فهي بحاجة إلى الحطب والجفت بشكل أكبر من غيرها.