الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص| إسرائيل تحاول إلباس "الارهاب الإسلامي" ثوبا للمقاومة الفلسطينية

2015-10-20 12:34:08 PM
خاص| إسرائيل تحاول إلباس
صورة ارشيفية

 الحدث - آيات يغمور

أوضح خبراء ومختصون في الشأن الإسرائيلي، أن الحكومة الاسرائيلية اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو تسعى جاهدة عبر أذرعها الإعلامية التي تنتشر في كافة أنحاء العالم، للترويج  بأن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي جزء من الإرهاب الديني الإسلامي.

ويقول الباحث والمختص في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي إن عودة إسرائيل إلى هذه "الحجج" ما هي إلا  "محاولة يائسة من نخب اليمين الصهيوني لتصوير الانتفاضة على أنها جزء من حرب الإسلام على الغرب وأن إسرائيل تدافع عن مصالحه بمواجهتها".

ومع تطورات الاحداث على الساحة الفلسطينية منذ بداية تشرين اول / اكتوبر الجاري، استغلت إسرائيل  ما بات يعرف بـ"ثورة السكاكين" التي وصلت إلى 45 عملية طعن" حسب المصادر العبرية"  في تبني فكرة الإرهاب الإسلامي كعدوٍّ يتهدد مصالحها التي تتقاطع مع مصالح الغرب في محاربته للإرهاب الديني، والذي ربطته إسرائيل بالمقاومة الفلسطينية وهو ما انعكس على تصريحات سياسييها الأخيرة.

وادعى الكاتب الاسرائيلي أرئيل سيغل أن ما يحدث في القدس مقدمة لحرب عالمية ثالثة بين الإسلام والغرب، وإسرائيل تلعب رأس الحربة فيها.

بدوره، الخبير في الشؤون الاسرائيلية عدنان أبو عامر، قال إن الإسرائيلين يعزفون على وتر القاعدة وتنظيم الدولة (داعش) في محاولة لحشد أكبر تأييد دولي لها، في محاربتها ما تسميه الارهاب الديني الاسلامي، والذي تقصد به المقاومة الفلسطينية .

وقال أبو عامر للحدث : "إن نتنياهو هو صاحب هذا الشعار الذي يحاول فيه تقليد التحالف الدولي في سوريا والعراق ضد تنظيم داعش".

بدوره أكد رئيس الهيئة الاسلامية العليا عكرمة صبري أن المقاومة الفلسطينية للاحتلال تحتوي صفوفها على كافة الشرائح الإسلامية والمسيحية وغير المتدينة، الأمر الذي يفند ادعاءات حكومة الاحتلال الإسرائيلية التي تحاول أن تلبس الثوب الإسلامي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وجعل محوره يدور حول الإرهاب الديني الإسلامي.

وأضاف صبري أن هذه الادعاءات تحمل في طياتها استغلالاً للواقع السياسي الذي يعيشه الغرب في حربه على الإرهاب عامة وعلى موقفه من الدين الإسلامي خاصة"، مبيناً أن إسرائيل بعجزها الحالي ارتأت اللجوء إلى الغرب في محاولة لاستمالته من جهة، وتبرير عدوانها ضد الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه والدفاع عن صورتها في المحافل الدولية من جهة ثانية.

وحذر الرئيس محمود عباس في كلمته الأخيرة الأربعاء الماضي من استمرار "الإرهاب الإسرائيلي الذي ينذر بإشعال فتيل صراع ديني يحرق الأخضر واليابس، ليس في المنطقة فحسب، بل ربما في العالم أجمع"، مشددا على أنه "يدق ناقوس الخطر أمام المجتمع الدولي للتدخل الإيجابي قبل فوات الأوان".

وجاء الرد الإسرائيلي على هذا الخطاب في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مساء الأربعاء، "إن أبو مازن بكلامه التحريضي يستخدم الدين بشكل سخري وبذلك يؤدي إلى ارتكاب عمليات إرهابية".

وعودةً إلى مقولات المؤسس والأب الروحي للحركة الصهيونية وصاحب فكرة الدولة اليهودية في فلسطين ثيودور هرتسل، والتي ارتكزت مخططاته على الدين كوسيلة تجمع يهود العالم وتمكنهم من الاحتلال السياسي الفعلي لأرض فلسطين وإقامة دولة يهودية صهيونية إسرائيلية، تبدو صفة "الإرهاب الديني" ملتصقة بالدولة اليهودية منذ الأزل، فمن غير المنطقي أن  ترمي إسرائيل هذه الصفة على القضية الفلسطينية الآن.