#الحدث - محمد مصطفى
رغم تباين الآراء حول جدوى التظاهرات التي وقعت شرق وشمال قطاع غزة خلال الفترات الماضية، وما تسببته من سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، إلا أن المواجهات المذكورة أسهمت في كسر حاجز الخوف لدى المزارعين والمواطنين، وجرأت معظمهم على الوصول للمنطقة العازلة، التي فرضتها قوات الاحتلال منذ سنوات.
فقد بات مشهد تجمع الشبان على مقربة من خط التحديد، وتواجدهم في قلب المنطقة العازلة أمر اعتيادي، بعد أن ظلت هذه المناطق محرمة على السكان المحليين والمزارعين لسنوات طويلة.
ويتمنى العديد من المزارعين، خاصة ممن يمتلكون أراضي قريبة من خط التحديد، أن يتواصل تجرأ الشبان، لتصبح المناطق العازلة مباحة أمام ملاكها، ويتمكن المزارعون من إعادة استصلاح وتأهيل أراضيهم من جديد.
جرأة غير مسبوقة
ويؤكد المزارع إبراهيم أبو زيد، أنه شاهد لأول مرة منذ سنوات طويلة الشبان يتجرؤون ويصلون المنطقة العازلة، التي فرضتها قوات الاحتلال بقوة السلاح، وهذا الأمر شجعه وغيره من المزارعين على العودة لأراضيهم التي تقع ضمن نطاق المنطقة المذكورة.
وأكد زيد أنه يتمنى أن يتواصل هذا المشهد، وينهي المتظاهرون المنطقة العازلة، التي نهبت آلاف الدونمات من أراضي المزارعين، وحرمتها عليهم.
ونوه إلى أنه ينوي بعد انتهاء موجة الأمطار المتوقع وصولها بعد أيام، حرث أرضه، وزراعتها بحبوب الشعير، على أمل أن يتمكن من متابعتها وجني الثمار مطلع الصيف المقبل.
إصلاح السياج
ومنذ عدة أيام تنشغل قوات الاحتلال بإصلاح السياج الفاصل شرق القطاع، خاصة قبالة محافظة خان يونس، وشرق مخيم البريج جنوب ووسط القطاع، بعد أن أحدث متظاهرون ثغرات وفتحات عديدة فيه، خلال احتجاجاتهم التي نفذوها مؤخراً.
وتواصل فرق هندسية مدعومة بجرافات، استبدال أجزاء من السياج المدمر، وإغلاق ثغرات، بينما تقوم فرق أخرى بوضع كاميرات مراقبة، وتحصين مواقع كانت تضررت جراء تكسيرها وتدميرها من قبل المتظاهرين.
خطوة على طرق إنهائها
من جانبه أشار الشاب طارق يونس، وقد شارك في التظاهرات الأخيرة، إن وصول الشبان لمناطق خط التحديد، التي كانت يعتبر الوصول إليها من المحرمات، وتدمير وتخريب كاميرات مراقبة وبوابات الكترونية، يعتبر نصر كبير، وربما هذا يفرض على قوات الاحتلال إلغاء المنطقة العازلة.
وأكد أنه وباقي المتظاهرين خطو الخطوات الأولى نحو إنهاء هذه المنطقة، وعلى المزارعين كسر حاجز الخوف، والعودة إلى أراضيهم بشكل جماعي، وإيصال المياه إليها، وتخضيرها، فمن وجهة نظره الهيبة والخوف الذين فرضهما الاحتلال انتهيا.
وأكد يونس، نيته وباقي الشبان الاستمرار في التظاهرات والمواجهات مع الاحتلال، بالرغم من التراجع الذي كان طرأ في الأيام الماضية، فالانتفاضة الحالية غيرت المعادلة، وأنهت الخوف، ولم يعد أحد يخشى الاحتلال ولا وتحصيناته.
وكان متظاهرون وفي سابقة لم تتكرر من قبل، نجحوا في الولوج إلى أكثر مناطق قطاع غزة خطورة، ووصلوا إلى خط التحديد، وخاضوا مواجهات بالحجارة مع قوات الاحتلال، ودمروا وحطموا تحصينات وكاميرات وبوابات، وأحدثوا ثغرات في السياج الفاصل.